الأحد 12 مايو 2024

الجدل حول اللاجئين في ألمانيا يعود إلى الواجهة بعد اعتداء هامبورج

29-7-2017 | 11:23

عاد الجدل حول استقبال اللاجئين في ألمانيا إلى الواجهة بعد هجوم بالسكين في شارع تجاري من مدينة هامبوروج أمس الجمعة ارتكبه طالب لجوء رُفض طلبه، ووصفته السلطات المحلية بأنه اعتداء.

وأسفر الهجوم عن سقوط قتيل هو رجل بعمر الخمسين تعرض للطعن داخل سوبرماركت، وستة جرحى هم خمسة رجال وامرأة، إصابات بعضهم خطيرة.

وتعقد الشرطة ووزارة الداخلية في مقاطعة هامبورج مؤتمرا صحافيا اليوم لعرض آخر ما توصل إليه التحقيق ودوافع منفذ الاعتداء، إلا أن الأضرار السياسية الجانبية بدأت تظهر.

وكشف رئيس بلدية هامبورج أولاف شولتس أن منفذ "الاعتداء المشين" طالب لجوء رفض طلبه، وتعذر ترحيله لعدم توافر وثائق قانونية لديه.

وقال رئيس البلدية "ما يزيد من غضبي هو أن منفذ الاعتداء شخص كان يسعى على ما يبدو للحصول على اللجوء في ألمانيا وقد وجه حقده علينا".

وأبدى شولتس، أسفه لأن "الأمر يتعلق بأجنبي في طور الترحيل لم يتسن طرده لأنه لم يكن يحمل أوراقا ثبوتية".


سياسيا، يعتبر هذا الأمر شديد الحساسية بالنسبة للسلطات الألمانية. فاذا تأكد أن الهجوم بالسكين هو فعلا اعتداء ذو دوافع إسلامية، عندها سيتم الربط بينه وبين إعتداء سابق من هذا النوع، هو الهجوم دهسا بشاحنة استهدف حشدا في سوق للميلاد في برلين في ديسمبر الماضي.
ونفذ اعتداء برلين التونسي أنيس العامري الذي كان هو أيضا طالب لجوء رفض طلبه، ولم يتم ترحيله من المانيا لعدم حمله اوراقا ثبوتية. وعلى مدى أشهر نفت تونس ان يكون العامري من رعاياها.


وشددت ألمانيا منذذاك إجراءاتها بتسهيل عمليات طرد اللاجئين ممن تعتبر الشرطة انهم يشكلون خطرا، وبزيادة الرقابة عليهم.


وطالب رئيس بلدية هامبورج بمزيد من التشدد في التدابير، وقال "إن هذا يثبت كم أن الحاجة ملحّة لإزالة هذا النوع من العوائق العملية والقضائية التي تعترض إجراءات الترحيل".


وقد يسهم هذا الهجوم الجديد في عودة الجدل حول اللاجئين إلى الواجهة بعد أن ظنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي قررت فتح الحدود أمام موجة اللاجئين في 2015، أنها طوت صفحته عشية انتخابات تشريعية مقررة في 24 سبتمبر.


وتشير استطلاعات الرأي إلى تقدم كبير لميركل في الأشهر الأخيرة، بموازاة تراجع مسألة اللاجئين من الاهتمامات اليومية للرأي العام، بعد وصول أكثر من مليون طالب لجوء في 2015 و2016.


وأشار آخر استطلاع للرأي نشره معهد فورسا غلى حصول حزبها المحافظ على 40% من نوايا الأصوات مقابل 22% لخصمه الحزب الإشتراكي الديموقراطي الذي قد يجد نفسه في صفوف المعارضة بعد الانتخابات في حين أنه شريك أقلي في الائتلاف الحاكم.


وبعد تراجعه على مدى أشهر، استغل حزب "البديل لألمانيا" القومي اليميني المعادي للهجرة اعتداء هامبورج للعودة إلى الواجهة.
وكتبت بياتريكس فون شتورك المسؤولة في الحزب في تغريدة على تويتر أن الاعتداء "مرتبط بالإسلام". وأضافت متوجهة الى ميركل "حاولي أن تدركي ذلك".


ومنفذ اعتداء هامبورج شاب في الـ26 من العمر من مواليد الإمارات العربية المتحدة، وكان يقيم في مركز للاجئين في هامبورج، جرت مداهمته مساء الجمعة، على ما أعلنت الشرطة السبت.


وبحسب وسائل إعلام ألمانية فان السلطات كانت على علم بارتباط منفذ الإعتداء بالأوساط الإسلامية. إلا أن وسائل إعلام آخرى شددت على أنه كان يعاني من مشاكل نفسية وكان يتعاطى المخدرات، ما يلقي الكثير من علامات الاستفهام حول دوافعه.


وأعلنت الشرطة أنها حتى الساعة لا تستبعد أي فرضية وتقوم بالتحقيق "في كل الاتجاهات".

    Dr.Radwa
    Egypt Air