في منتصف الخمسينيات، انتشرت موجة من السرقات تخصصت فيها عصابة لسرقة نجوم الفن، وقد أطلعتنا مجلة الكواكب الصادرة في مثل هذا اليوم من 67 عامًا على تفاصيل سرقة فيللا الفنانة ماجدة، ومحاولة العصابة نفسها سرقة شقة الفنانة مريم فخر الدين.
تحت عنوان "ماجدة الضحية الأولى لسرقة عصابة النجوم"، جاء في مجلة الكواكب بتاريخ 30 أغسطس 1955، أن هناك عصابة تتحرك في ليل القاهرة لتنهب ثروات نجوم الفن، فالنجوم في نظر العصابة يكنزون الأموال والمجوهرات.
وذكرت «الكواكب» أن الفنانة مريم فخر الدين، قد روت لهم ما حدث من نفس العصابة قبل عدة أشهر من حادث سرقة ماجدة، فقد كانت متزوجة في ذلك الوقت من الفنان محمود ذو الفقار، وكانت تجلس وحدها مع الخادمة في البيت، حين سمعت دقات على الباب، وكانت الخادمة مشغولة بأعمال المطبخ، فاتجهت مريم لتفتح الباب، وفتحت الشراعة لتعرف من بالباب فلاح لها زنجي أسود، وقال لها: «الأستاذ محمود باعتني علشان أقولك تحصليه على الشركة علشان فيه شغل كتير».
ودهشت مريم من الأمر، فقد كان زوجها منذ قليل في المنزل، وغادره دون أن يقل لها أي شئ عن العمل، فقامت على الفور بالاتصال به، ورد عليها بأنه لم يرسل لها أي شخص، لكنه بالفعل لمح زنجيًا يقف على الرصيف أمام سيارته عندما استقلها.. وتملك الرعب من مريم وطلبت من محمود أن يعود بسرعة، لأنه من المؤكد أن نفس الشخص مازال بجانب البيت، أو سيعود مرة أخرى.
عاد محمود ذو الفقار بسرعة إلى البيت وطمئن زوجته، ومنذ ذلك الحين اتخذ احتياطاته كاملة، فأخفى ماله ومجوهرات مريم جيدًا، وأعد نفسه لمواجهة أي شخص في أي ساعة من ساعات الليل أو النهار.
أما في ليلة 22 أغسطس 1955، فكانت أمينة وصيفة الفنانة ماجدة، تقف في إحدى شرفات الفيللا التي تسكنها ماجدة، ورأت شعاعا يستلل بين أشجار الحديقة، وكان ككشاف النور الذي يتحرك في شكل دائري، وكان عطية سكرتير ماجدة في غرفة مجاورة، فنادت أمينة على عطية ليرى النور، واستدارت أمينة لتجد خلفها في الشرفة رجلًا عاريًا أسود كالليل، طويل كعمالقة الأساطير يشع من عينيه وأسنانه البيضاء بريق مخيف.
صرخت أمينة وهرب اللص، وسهرت ماجدة وأمها والخدم حتى الصباح يستبد بهم الخوف، وكانت قد اتصلت بالبوليس في نفس الليلة، ومن خلال أقوال والدة ماجدة في محضر البوليس والنيابة تأكد أن اللص لم يكن وحيدًا، بل أن له أعوان، وكانوا يستعدون لحمل كل ملابس ماجدة وهي تقترب من ثمانين ثوبًا، غير ثلاث قطع من الفراء الثمين.
وأكدت والدة ماجدة أنها كانت تجلس في شرفة حجرتها، ورأت الكلب يتركها ويتجه نحو غرفة نوم ماجدة، فسارت وراءه ووجدته يحاول فتح الباب، ففتحت هي الباب بسرعة ودخلت لتجد شبحًا في الحجرة .. وحسبته إبنها مصطفى، وسألته: «انت جيت يا مصطفى .. ولم ينطق الشبح، وسمعت والدة ماجدة صوتًا من خلفها والشبح من أمامها يقول: «خلص!».. إذا فقد كان في الحجرة لصان غير من كانوا في الحديقة.
أكدت ماجدة للكواكب أن العصابة هجمت أول مرة على جناح غير جناحها، فخافت وانتقلت إلى حجرة والدتها، فتسللت العصابة إلى جناح ماجدة لسرقة ما به من ملابس .. وعندما صرخت هرولوا بما سرقوه .. أما عطية السكرتير فقد اعتقد أن اللصوص تسللوا إلى مطبخ الدور الأرضي واختبأوا فيه حتى الساعة الواحدة ليلا، وبعدما أطفأت الأنوار بدأوا خطتهم.. ولولا استيقاط والدة ماجدة لسرقوا كل مقتنياتهم .