أظهرت نتائج دراسة بجامعة الخليج العربي تفاقم الأعراض النفسية في ضوء جائحة كورونا، نتيجة للإجراءات المتخذة للسيطرة على انتشار الفيروس، ومنها الحجر الصحي.
وأظهرت نتائج الدراسة التي أجراها طالب الدراسات العليا بجامعة الخليج العربي حسن عبد المجيد فرج، ارتفاع مستوى أعراض القلق والاكتئاب لدى ذوي الإعاقة الذهنية خلال الجائحة مقارنة بما قبلها.
وتناولت الدراسة الأعراض النفسية لدى ذوي الإعاقة الذهنية وعلاقتها ببعض المتغيرات خلال جائحة كورونا، بهدف الكشف عن الفروق في الأعراض النفسية الشائعة لكل من القلق والاكتئاب قبل وأثناء جائحة كورونا، إلى جانب التوصل إلى الفروق فيما بينها وفقاً لمتغيرات الجنس وشدة الإعاقة والعمر لدى ذوي الإعاقة الذهنية.
واشتملت عينة البحث من (172) شخص من ذوي الإعاقة الذهنية البسيطة والمتوسطة الملتحقين بمدارس ومعاهد ومراكز التربية الخاصة بكل من دولة الكويت ومملكة البحرين، تراوحت أعمارهم بين (6 -30) سنة، واستخدم الباحث فرج مقياس اعده بنفسه لقياس أعراض القلق ومقياس أعراض الاكتئاب للأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية.
وبينت النتائج أن المرحلة العمرية من 6 سنوات لأقل من 11 سنة يرتفع لديها أعراض القلق والاكتئاب عن المرحلة من 20 إلى 30 سنة، بينما لم تجد الدراسة فروقا دالة إحصائيا بين الفئة العمرية من 6 سنوات لأقل من 11 سنة والفئة من 12 إلى 19 سنة أو بين المجموعتين العمريتين من 12 إلى 19 أو من 20 إلى 30 سنة على أي من أعراض القلق أو أعراض الاكتئاب.
وتوصلت النتائج إلى عدم وجود فروق في أعراض القلق تعزى لجنس الشخص المعاق أو لشدة الإعاقة، بينما وجدت فروق في أعراض الاكتئاب بين ذوي الإعاقة البسيطة والمتوسطة لصالح ذوي الإعاقة المتوسطة.
وأكد الباحث خلال المناقشة أن الأعراض النفسية تفاقمت وتزايدت في ضوء جائحة كورونا، حيث تم اتخاذ العديد من الإجراءات للسيطرة على هذه الجائحة، ومنها الحجر الصحي للتخفيف من انتشار الفيروس، مما أوقع الغالبية العظمى من الناس بمشاكل صحية، واجتماعية ونفسية، حيث ترتب على الاغلاق العزلة والتباعد الاجتماعي والتواجد بالمنزل لفترات طويلة، ونتيجة لذلك تغيرت أنشطة الناس والأعمال والزيارات العائلية، وبدأ العالم يشعر بالاكتئاب والقلق من هذه الجائحة المفاجأة، وما ترتب عليها من ضغوط نفسية فاقت المستوى الطبيعي للمعاقين ذهنيا، حيث صارت صحتهم النفسية أكثر سوءاً عن ذي قبل، كما عانوا من ارتفاع مستوى الاكتئاب والقلق مقارنة بأقرانهم من غير المعاقين.
وأوصت الدراسة بتنظيم دروات توعوية لزيادة معرفة الأسر بالتداعيات السلبية على أولادهم من ذوي الإعاقة الذهنية المترتبة على تداعيات جائحة كورونا، وتدريبهم على للتعامل مع أطفالهم، وحثت المعلمين والأخصائيين بتدريب الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية على القيام بأنشطة متعددة داخل المنزل، كأنشطة بديلة عن الأنشطة الاجتماعية المدرسية، كبدائل للتنفيس لذوي الإعاقة و للتخفيف من الأثار السلبية المترتبة على عدم الذهاب للمدرسة أو المركز.