يقولون إن البنت التي تنعم برعاية أسرتها قبل الزواج تنعم بحياة زوجية مستقرة، إلا أن التجارب الواقعية تؤكد خراب بيوت البعض، جراء دعم الأهالي في الخطأ قبل الصواب، ما الدعم المطلوب من قبل الوالدين كي تحظى الزوجة بحياة سعيدة؟
أوضحت الدكتورة رحاب العوضي، أستاذ علم النفس السلوكي، أن هناك شعرة ما بين الدعم والتدليل الزائد الذي يؤدي لنتائج عكسية في حياة الابنة، فالأهل الذين يؤيدون بناتهن دائمًا دون أن يروا أخطائهن بالتدليل الزائد سواء قبل الزواج أو بعده يسعون بجدارة لخلق ابنة غير سوية نفسيًا، ما يسرع من تدمير بيتها.
وأضافت أن الاستقواء على الزوج أو الزوجة بالأهل، بداية خراب الأسرة والانفصال والمشكلات والاغتراب النفسي بين الزوجين، فالأهل المشجعون لابنتهم على التفاخر بمركزهم المادي والاجتماعي حال زواجها من شخص أقل من مستواهم، يساعدونها على خلق نوع من الاستعلاء عليه، فكان الأجدر أن يرفضوا تلك المصاهرة.
وعلى الجانب الآخر، حذرت أستاذة علم النفس، من تخلي الأهل عن ابنتهم بعد الزواج، بقلة التواصل معها ما ينعكس سلبًا على نفسيتها وعلاقتها بزوجها لشعوره بفقدانها للسند "الأهل".
وتنصح الأهل أن يقدموا الدعم الجيد والإيجابي لبيت ابنتهم بعد الزواج عن طريق اعتبار زوج الابنة هو جزء من العائلة، وضرورة الاحترام والتعامل المهذب والنصح المتكرر للطرفين عند حدوث اختلافات بينهم، والتمسك بدور النصح في حدود أن لا يتعدى التدخل في خصوصياتهم، وأن يحرص الأبوان وخاصة الأب على التواصل الدائم مع ابنته، وأن لا يقتصر دعمهم على دعوة عداء، بل لا بد من تقديم يد العون والمشورة والاحتواء.
ولفتت إلى أن الأسر الداعمة تتميز بعدة صفات منها التمسك بالأصول والأخلاقيات العامة والتعامل مع الخلافات بحكمة وصبر، كي يصلوا لحلول وسطية مرضية لطرفي العلاقة الزوجية بعيدًا عن النزعة النفسية القبلية.