السبت 27 يوليو 2024

( غير مكتمل )عندما كان الأدباء يطلبون أجورًا مقابل اللقاءات الصحفية

29-7-2017 | 15:27

في الفترة الأخيرة أعلن الكثير من المواقع الصحافية والمجلات الثقافية فتح باب النشر أمام الأقلام الشابة لنشر إبداعاتهم الأدبية على صفحاتها، ولكن كل هذا بلا مقابل، في محاولة جديدة لمص دم الكتاب الشباب واستنزاف أقلامهم، وهذا ما فرض التساؤل بأحقية الكتاب في الاستفادة المادية من تعاملهم مع الصحف ووسائل الإعلام أسوة بنجوم الفن والكورة وغيرهم من المشاهير.

لم يكن حصول أهل الفن من الممثلين والمطربين على أجور نظير ظهورهم إعلاميًا بجديد، فقد سبقهم الكثير إلى ذلك لاسيما الأدباء والمفكرون، ففي حوار نشرته مجلة "نصف الدنيا" كان قد أجراه الدكتور سعيد اللاوندي مع المفكر الدكتور عبد الرحمن بدوي أعلن فيه الدكتور عبد الرحمن بدوي أنه يرفض إعطاء أحاديث بالمجان.

ومن المواقف الطريفة التي ذكرت عن الكاتب الكبير توفيق الحكيم أن مجلة ما طلبت منه أن يدلي بحديث لها فطلب الحكيم مقابل مادي لذلك واشترط أن يحصل على أجره مقدما ووافقت المجلة وبينما يتحدث الحكيم في القضايا المختلفة توقف عن الكلام فجأة، ولما أطال صمته سأله المحرر عن سبب توقفه ليجيبه الحكيم بأنهم اتفقوا معه على ساعة واحدة فقط وقد انقضت وإن أرادوا المزيد فعليهم أن يدفعوا له.

ويؤكد الدكتور علي الراعي في كتابه "عن الكاريكاتير والأغاني والإذاعة" والصادر ضمن سلسلة كتاب الهلال، أن الأمر لم يقف عند عبد الرحمن بدوي والحكيم بل امتد إلى الكاتب عبد الرحمن الشرقاوي صاحب " الأرض ، والحسين ثائرا" وذلك عندما رفض الحديث بلا مقابل لإحدى مجلات الكويت أثناء "ندوة التراث العربي والمسرح" التي أقامها المجلس الوطني الكويتي للثقافة عام 1984.