الأربعاء 26 يونيو 2024

مواجهة إفشال الدولة.. حسين حمودة: الثقافة أحد معاول هدم الإرهاب

29-7-2017 | 17:28

حذر الكاتب والناقد الدكتور حسين حمودة، أستاذ الأدب العربي فى جامعة القاهرة من محاولات بعض الأطراف للنيل من استقرار الدولة وتماسكها، وقال إن الثقافة تعتبر أحد أهم معاول هدم تلك المحاولات عن طريق نشر الوعي الثقافي في ربوع مصر.

وثمن في حوار لـ"بوابة الهلال" المقترحات التي قدمها الرئيس عبد الفتاح السيسي لمواجهة مخططات إفشال الدولة والتي يأتي في مقدمتها تجفيف تلك المحاولات من منابعها وإلي نص الحوار:

 

في رأيك ..ما الذي أدى إلى ظهور محاولات لاستهداف الدولة والنيل من خطط تقدمها؟

ما تشهده مصر الآن من تقدم على أصعدة مختلفة لايرضي كثيرا من الأطراف الداخلية والخارجية، وهناك محاولات عديدة تقوم بها أطراف متعددة لإفشال الدولة المصرية منها اللعب على وتر الأزمات الاقتصادية أو التلاعب بعقول البسطاء، وهي بالمناسبة محاولات لإفشال كثير من البلدان العربية التي لم يصل إليها الدمار والخراب والاقتتال، وعلى رأسها مصر، وأتصور أن هذه المحاولات معروفة ومشهودة للجميع رغم أن هناك الكثيرين بيننا لايزالون ينكرونها ولايزالون يتمسكون بالصيحة القديمة التي تحذر من فكرة المؤامرة .

هذه المحاولات تستند إلي أوضاع متعددة قديمة وموروثة وأدت إلى تفاقم كثير من المشكلات وإلى صعود موجات من التصعيد، بالإضافة إلى مشكلات أخرى لها طابع اجتماعي أو سياسي، وجزء من مقاومة هذه المحاولات مرهون بالسعي الذي يجب أن نقوم به من أجل إيجاد حلول لهذه المشكلات المتعددة، وبالطبع هناك بعد آخر مرتبط بموجة أو موجات الإرهاب التي تصاعدت في أغلب بلدان العالم.

 

 كيف يمكن مواجهة تلك المخططات؟

 المقترحات التي قدمها الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخرا في مؤتمر الشباب والذي يلتقي فيه بالشباب بشكل دوري يمثل نقطة انطلاق لمواجهة تلك المخططات، ووضع تصورا كاملا لمواجهة الإرهاب الذي يتصاعد في مصر من خلال أشكال مختلفة، وشدد على أهمية تجفيف منابع هذا الخطر، وعلينا أن نستكمل ونؤسس على هذه المقترحات وأن نضعها موضع التنفيذ، بالإضافة إلى الجهود التي يجب أن نبذلها من أجل نشر القيم والوعي الحقيقي في مراحل التعليم المختلفة، وفي وسائل الإعلام المختلفة بمعنى أن مقاومة الإرهاب مسئولية على عاتقنا جميعا نتشارك بها على كل المستويات.

 

كيف يكةن دور الثقافة في كبح تلك المحاولات؟

هناك جانب مهم يتعلق بالمسئولية الثقافية التي تمثل أداة رئيسية من أدوات مواجهة محاولات إفشال الدولة، وفي هذه الناحية يجب أن يتم التوسع في الخدمات الثقافية ولاتقتصر على المدن وحدها، وإنما يجب أن تمتد إلى القرى والنجوع في مجتمعات البادية، وهذه المناطق جميعها محرومة من الإطلاع والمشاركة في بناء الدولة والحفاظ عليها، وبسبب نقص الخدمات فيها وتدني مستوى المعيشة تمثل أهدافا يتوجه إليها الإرهاب وينشر فيها بعض أفكاره السامة.

 

وهل تستطيع الثقافة أن تواجه ذلك وحدها دون التنسيق مع جهات أخرى؟

الإرهاب مفهوم شامل ولايقتصر على محاولات الاغتيال والقتل المعروفة، بل يمتد إلى حرب من نوع جديد تشمل الحرب التكنولوجية واستغلال البسطاء، واللعب على أوتار مختلفة، ومن ثم مقاومة الإرهاب يجب أن يتحقق على أصعدة متعددة وفي مجالات مختلفة ثقافية واجتماعية وإنسانية،  ومن ناحية التعليم والإعلام .. إلى آخره، بحيث نقطع الطريق على كل من يحاولون النيل من مجتمعنا المتسامح والمستقر كل الطرق التي يريدون أن يجتازوها لتحقيق أهدافهم لهدم الدولة.

 

وهل يمكن أن تواجه الثقافة محاولات الوقيعة بين عنصري الأمة؟

هذا ما سبق ذكره عن المجتمع المصري المتسامح ومحاولات العناصر الهدامة ومن وراءها أن تلعب على وتره لكنها لم تفلح إلى الآن لأن ثقافة هذا المجتمع قامت منذ مئات السنين على التسامح والمحبة، فالشعب المصري يظهر في الأزمات أفضل ما فيه ويقف وقفة رجل واحد لذلك لاخوف على مصر من تلك المؤامرات لأنها لاتزيدنا الإ صلابة ووحدة.

 

 

 وما الدور المنوط بالمثقفين والكتاب في الوقوف في وجه أي محاولات للنيل من الدولة؟

لابد من تشكيل  فرق من المثقفين من كل الأطياف والقطاعات للتواصل مع الناس في الأماكن البعيدة وفي الملتقيات وقصور الثقافة المنتشرة في محافظات مصر للتحاور وفتح نقاشات بناءة تقدم من خلالها أفكار للمشاركة في بناء الوطن.

 

وماذا عن دور الإعلام في المواجهة؟

اقترح تخصيص ميزانية لتدشين قنوات تلفزيونية يقتصر دورها على التوعية الثقافية والدينية الصحيحة وتقديم الصورة الحقيقية للدين الإسلامي ونبذ التصورات المغلوطة التي يستقيها الناس من المتأسلمين.