فى قلب ميدان العتبة وعلى مقربة من شارع الموسكى يقبل الناس على شراء احتياجاتهم من مستلزمات الكوالين والمفاتيح وورق الحائط من “سوق الرويعى” (أشهر وأقدم الأسواق المصرية).. وعقب الأزمة الاقتصادية التى تمر بها البلاد عقب تحرير سعر الصرف وتعويم الجنيه، غابت عمليات الشراء والبيع فى منطقة الرويعى وأصاب الركود كل شىء، حتى العقار الذى احترق فى قلب المنطقة قبل عدة أشهر لا يزال بحطامه شاهدًا على هذا الركود.
انتقلنا إلى سوق الرويعى لرصد حالة البيع والشراء على أرض الواقع .. وداخل أحد المحال لبيع "الكوالين والأوكر" يقف أيمن محمد، 47 عاماً، فى انتظار الزبائن ليقبلوا على الشراء لكن دون جدوى، تحدثنا إليه فقال: "فى ألف زبون بييجى بس يبص ويمشى مفيش بيع خالص، الواحد واقف من الصبح بيتمنى الزبون يدخل يشترى أى حاجة بس ما باليد حيلة.. الأسعار بقت نار وقليل لما حد ييجى ويشترى"، ولفت إلى أنه منذ 3 أشهر بعد قرار تعويم الجنيه أصبحت الأسعار فى تزايد مستمر لأن أغلب البضاعة المعروضة يتم استيرادها من الخارج، مما أضعف الإقبال على المحال بخلاف الأشهر الماضية.
أسعار المستلزمات
وأوضح "أيمن" أن “الأوكر" المصرية هى الأقل إقبالاً لغلاء سعرها الذى يبدأ من 150 جنيهًا إلى 400 جنيه، بينما يبدأ سعر "الأوكر" الصينى من 75 جنيهًا إلى 200 جنيه لـ"الأكرة" الواحدة، وبالنسبة لـ”الكوالين" فتبدأ من 100 جنيه مصرية الصنع، إلى 250 جنيهًا، بعد أن كان الواحد منها بسعر 46 جنيهًا قبل تعويم الجنيه، أما الأبواب فتبدأ من 3 آلاف جنيه حتى 8آلاف جنيه للباب الوحد، وقبل ارتفاع العملة الصعبة كان سعر الباب يبدأ من 1500 جنيه حتى 4000 جنيه، ولكن الأسعار زادت إلى الضعف.
غلاء بعد التعويم
وتابع "أيمن": "الزبون دلوقتى بيدور على الرخيص، محدش بيشترى الغالى لأن سعره بقى فى السقف، وعلشان الواحد يشترى مستلزمات البيت مش أقل من 20 ألف جنيه، ومن ساعة ما الدولار زاد وعوموا الجنيه الحال بقى واقف والرجل قلت عن الأول والمحلات بقت عندها ديون مش عارفة تسدها لأنه مفيش بيع من الأساس".
شبه ركود
وبجوار أحد المحال الملاصقة لأيمن يجلس الحاج عربى، 58 عاماً، مراقباً العمال أثناء ترتيب بالضاعة، وعندما سألناه عن حال البيع والشراء قال: "الحال ماشى، بس طبعاً تعويم الجنيه أثَّر على حركة البيع جامد وبقى فى شبة ركود، والأسعار ما زادتش أوى لأن أغلب البضاعة متخزنة لسه مفيش حاجة مستوردة جديدة نزلت علشان نبيعها بسعر غالي".. وعن استيراد البضاعة الجديدة من الخارج أكد الحاج عربى أن سعرها سيكون ضعف المعروض حالياً بسب زيادة العملة الصعبة، مما سيسبب أزمة فى عملية البيع والشراء.
الاستقرار المنتظر
وعن أسعار "الكوالين" قال عربى إنها تبدأ من 75 جنيهًا إلى 102 جنيه، والإقبال على المنتجات المصرية متزايد لكونها رخيصة بعكس المنتجات المستوردة من الخارج.. متابعاً: "ممكن أى واحد يلم العملية بـألف جنيه لأن فى حاجات سعرها رخص وخاماتها معقولة، وبشكل عام السوق هيرجع تانى وهيستقر أول ما الدولار سعره ينزل والوضع هيستقر والأمور هتبقى أحسن وده المنتظر الفترة القادمة".
مضاعفة الأسعار
وداخل أحد الأزقة بشارع الرويعى يعرض شريف عثمان، صاحب محال ديكورات، بضاعته على المارة لاستقطابهم إلى الشراء، والذى بادرنا بالحديث قائلا: "حالة سوق الديكورات فيها ركود لأن 90% من البضاعة مستوردة، وتعويم الجنيه وزيادة سعر العملة الأجنبية زود الأسعار للضعف، والوضع ده هيستمر فى السوق لفترة لحد ما العملة تثبت وتستقر".. لافتاً إلى أن سعر "رول ورق الحائط صينى الصنع" يبدأ من 500 جنيه إلى 800 جنيه، بعد أن كان يتراوح من 250 جنيهًا حتى 400 جنيه، أما بالنسبة لـ"الكرانيش" فتبدأ أسعارها من 45 جنيهًا حتى 600 جنيه، وهناك زيادة مضاعفة بشكل أسبوعى لغلاء المادة المصنعة.
تأثير حركة البيع
ويتابع "شريف": "الأزمة بتشمل التاجر والعامل والمحاسبين والصنايعية اللى شغالين فى المحل، لأن قلة البيع والشراء بتأثر على الكل، ولو فى عملة صعبة فى البلد هيكون فى استقرار فى سعر الدولار، فالسوق هيبقى فى حركة بيع والأمور هتمشى وتتحسن شغلنا مربوط بالدولار، لو زاد الأزمة هتزيد لو قل الاأمور هتستقر".