السبت 23 نوفمبر 2024

"المناصرة" ترفع شعار "الأثاث للفرجة فقط"

  • 11-2-2017 | 09:27

طباعة

تحقيق : أماني محمد

أصبح الشارع الأقدم لبيع الأثاث والأخشاب بالقاهرة في حالة يرثى لها، في منطقة "المناصرة" تجار يشتكون يفترشون أمام محالهم يتبادلون أطراف الحديث فيما يبادر آخرون بدعوة المارة للدخول إلى المعرض وإلقاء نظرة لعلهم يجدون ضالتهم، كل يحاول جذب "الزبون" بعد أن أضحى السوق راكدا بلا بيع أو شراء كما في الماضي.

على مدار عقود مضت كانت "المناصرة" قبلة راغبي الزواج في القاهرة لتأثيث عُش الزوجية فهناك منتجات وموبيليا مختلفة الأسعار والجودة أيضا ترضي مختلف الأذواق من أبناء الطبقات المتوسطة والبسيطة أيضا، فهناك المئات من المعارض والورش في شوارع وأزقة تحمل شيئا من عبق الماضي.

في قلب القاهرة بين شارعي بورسعيد والقلعة الذي كان يحمل اسم محمد علي سابقا، وهو اسم ولا يزال أصحاب المعارض يعرفونه به، تستقبلك معارض الأثاث والموبيليات التي تجمع بين ما "المودرن" و"الكلاسيك" بألوان وموديلات مختلفة للأثاث بدءًا من "الطقطوقة" والترابيزة حتى غرف النوم.

”الهلال اليوم” ترصد حالة الشاعر في السطور التالية:

تقول سعاد أحمد، ربة منزل، إنها كانت ترغب في شراء صالون لبيتها لذلك اتجهت إلى المناصرة لكنها فوجئت بالأسعار، موضحة "كنت وضعت ميزانية له لا تزيد على ستة آلاف جنيه واعتبرت أن هذا المبلغ مناسب لشراء صالون جيد، لكنني وجدت أنها لا تكفي لشراء أقلها جودة، فالسعر يبدأ من 8 آلاف والذي أعجبني كان بـ 11 ألفا ".

ويبدأ علي يونس العامل بأحد معارض المناصرة منذ نحو خمسة عشر سنة حديث بأن الأسعار تضعافت فـ"النيش كان بألفي ونصف الجنيه أصبح اليوم بأربعة آلاف والكرسي من 300 جنيه إلى 400 جنيه، وكل فترة السعر يزداد، وكل قطعة من المنتجات تباع بسعر تأتي ما بعدها بسعر أعلى".

وأضاف أن ذلك جعل الصنايعية يتركون العمل وبعض المعارض تسرح العاملين بها، قائلا "رفض أصحاب الأعمال والمعارض زيادة أجرتنا بعد غلاء المعيشة، فكان يعمل معي اثنلن آخران تركا العمل مؤخرا، لكني الأقدم في المحل منذ 15 سنة وبقيت"، مضيفا "البيع والشراء أقل بكثير قديما كنا نبيع خمس أو ست بيعات يوميا، لكن اليوم يمكن مرتين أو ثلاثة أسبوعيا".

يتفق معه محمد ماهر صاحب إحدى ورش تصنيع وبيع قطع الأثاث والذي ورث المهنة أبا عن جد، قائلا "الخشب تضاعفت أسعاره من 4 آلاف جنيه إلى عشرة آلاف جنيه، عمر تلك الورشة أكثر من ستين سنة كنا طوال الأسبوع عمل متواصل، وكان يوم الجمعة يعتبر سوقا تنشط به الحركة، لكن الآن لا فارق".

وقال إن "الناس بتتفرج وما بتشتريش"، موضحا أن من يشتري فقط المجبر الذي حان وقت زواجه لأن حجرة النوم المظبوطة لا تقل عن ثلاثين ألف جنيه، بعد أن كانت بعشرة آلاف، لكن الآن كل ما يقل سعره عن خمسة عشرة ألف جنيه تعتبر "على قدها"، وكرسي السفرة خشب فقط كان بمائتي جنيه لكنه الآن أصبح بـ 400 دون تشطيب".

من جانبه قال يوسف سعد مدهباتي متخصص في التشطبيات إن الزيادة لم تقتصر على سعر خشب الزان الأحمر الذي ارتفع من ثلاثة إلى عشرة آلاف جنيه بل كل الخامات أبسطها البلاستيك المستخدم لتغليف المنتجات كان بـ12 جنيها وارتفعت قيمته إلى 30 جنيها.

وانتقد سعد غياب الرقابة الحكومية على الأسعار، قائلا "الجميع غير قادر على التحكم في الأسعار أبدا، فلا يوجد قيود والتجار يلعبون كما يريدون ويرفعون السعر حسب هواهم، هذا الارتفاع أثر على الإنتاج والعمالة كلنا وقع علينا الضرر".

وأضاف أن الحكومة يجب أن تتدخل للحد من الزيادة المهولة في الأسعار لأن هذا ما سبب الأزمة، موضحا "قديما كانت هناك تسعيرة ومن يخالفها يعاقب لكن اليوم لا يوجد رقابة فالمنتج من منبعه قد يزداد بقيمة بسيطة لكنه حتى يصل للمشتري يتجاوز كل الحدود في السعر".

وقال شريف عبد الهادي نائب رئيس المجلس التصديري للأثاث إن منطقة المناصرة غير مسجلة لدى الغرف التجارية والجهات الحكومية ولا يوجد أي مخاطبات تتم بين الطرفين ولا أي معلومات عن نشاطها أو مشاكلها.

وأوضح أن صناعة الأثاث تعاني من زيادة الأسعار لكن السوق به حركة وجيد وهذا ظهر خلال معرض "فيرنيكس" الذي نظمته غرفة صناعة منتجات الأخشاب والأثاث مؤخرا، مضيفا "نتمنى أن يتوجه أصحاب ورش المناصرة إلى الغرفة للتسجيل بشكل رسمي ويخبرونا بمشاكلهم".

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة