الجمعة 27 سبتمبر 2024

«كتابات على الرمال» يروي معاناة الكاتبة إيزابيل إيبرهارت

1-8-2017 | 12:54

صدر حديثا عن مكتبة الشبكة العربية كتاب "كتابات على الرمال" لإيزابيل إيبرهارت وهى تتسم بملامح أجنبية هادئة لا توحي بالثورة المشتعلة في رأسها، عايشت ظروفا قاسية جعلتها ترفض أن ترضخ وتنصاع لما يبدو غير مريح لها.

ولدت إيزابيل إيبرهارت في جنيف بسويسرا في 17 فبراير 1877، كانت والدتها من أصول روسية رحلت من بلدها إلى سويسرا بصحبة مدرسها الشخصي ألكسندر تروفيموفسكي، وهناك أنجبت ابنها أوجستين وبعدها بشهور وصلها نبأ وفاة زوجها، ثم أنجبت إيزابيل دون زواج من أحد، ولذلك، ظلت إيزابيل لا تعرف من هو والدها، وتم تسجيلها كابنة لقيطة، مما سبب لها الكثير من المعاناة مع أخوتها، الذين رفضوا إعطاءها أي نصيب من الميراث المخصص لهما، كما سبب لها الكثير من المشكلات على الصعيد النفسي.

عُرِفَت إيزابيل بالفتاة الذّكر لأنها كانت ترفض مظاهر الأنوثة ولباس المرأة، وترتدي زي الرجال، واتخذت لنفسها اسم "سي محمود السعدي" وكأنها تنتقم من الظلم الذي لحقها بسبب ضعفها، فرفضت كل ما يقيد حريتها وتمردها، لكنها من جهة أخرى استثمرت في حرمانها، وملأت شعور العاطفة بالقراءة والاحتكاك بالمثقفين، فأولت اهتمامها باللغة العربية والتركية، كما تمكنت من الأمازيجية من خلال مخطوط نحوي تحصلت عليه من أحدهم.

استطاعت إيزابيل أن تتقن ذلك كله، وهي ما زالت في الـ 14 من عمرها، مما أعطاها ثقة بنفسها وبقدرتها على التحرر من قيود المجتمع، فكانت ترتدي ملابس الرجال اعتقادا منها أنها تمنحها حرية أكبر، وفي عام 1897 قررت أن تهاجر إلى الجزائر،

كانت مهمتها الرسمية التحقيق في مقتل أحد الضباط المهمين ،وهناك تعرفت على عالم آخر أحبته بعيدا عن الحياة التي عايشتها في سويسرا.

في الجزائر، عملت إيزابيل صحفية تراسل جريدة الأخبار السويسرية لتغطية حياة الجزائريين في ظل الاستعمار الفرنسي، الذي بدأ في 1830، وهناك كان النقطة الفاصلة في حياتها، فاختبرت حياة البدو والقبائل وأحبتها، وقالت عنها "إحساس رائع أن تعيش بسيطا فوق أرض طيبة وشعب لطيف.. سأعيش بدوية دوال حياتي، عاشقة للآفاق المتغيرة والأماكن البعيدة غير المستكشفة لأن كل رحلة، حتى إلى المواقع المعروفة عند الجميع، هي استكشاف".

غيّرت الجزائر كثيرا في ميول واتجاهات إيزابيل الفكرية، وإن كانت لم تغير في طبيعتها المتمردة، فبعد البحث والدراسة اعتنقت إيزابيل الإسلام، وتعاونت مع فرقة المسلمين الصوفيين القادرية، والتي كانت تدعو إلى مواجهة فرنسا ورفض احتلالها للجزائر، وبسبب ذلك تم نفي إيزابيل إلى فرنسا.

"سليمان" زوجها كان سبب عودتها مجددا إلى الجزائر لتكون مثواها الأخير في صحراء عين الصفرا.