يخوص فريق ليفربول الذي يضم بين صفوفه قائد المنتخب الوطني محمد صلاح، مباراة مهمة اليوم السبت 3-9-2022، أمام نظيره إيفرتون، ضمن منافسات الجولة السادسة من الدوري الإنجليزي «البريميرلييج».
ويعد ديربي الميرسيسايد من الديربيات النادرة التي لا نرى فيها فصلا بين جماهير الفريقين بالمدرجات، نظرا للعلاقة الطيبة بين كل منهما، ووجود أفراد من نفس العائلة يشجعون فريقا مختلفا.
ولا يمنع ذلك أن ديربي إيفرتون وليفربول يمتلك الجاذبية الكافية، حتى يحظى بأهمية كبيرة للمدينة الانجليزية، باعتباره أحد أغرب المواجهات الكلاسيكية، لعدم وجود أي خلاف سياسي أو جغرافي أو ديني بينهما.
ديربي الميرسيسايد
الفريقان تواجها بشكل مستمر منذ موسم 1962/63، ومن أبرز المواجهات بينهما كانت في نهائي كأس الدوري الإنجليزي حيث جلسوا بجوار بعضهم البعض في 84 عندما تغنى جمهور الفريقين بعبارة "هل تشاهدون يا مانشستر؟".
ومن أهم الأسباب التي جعلت الديربي يطلق عليه هذا الاسم، هو موقع إيفرتون وليفربول، حيث يقع مقر الناديين في شمال المدينة ويبعد بينهما 400 متر فقط بمقاطعة ميرسيسايد.
وفي مطلع التسعينيات كان الفريقان يتشاركان نظام المباريات الأسبوعي بالدوري الانجليزي، في علامة تبرز التعاون الشديد بين كل منهما.
بداية العداوة بين ليفربول وإيفرتون
تأسس إيفرتون عام 1878 أي قبل ليفربول بـ14 عام كامل، وبدأ يلعب مبارياته على أنفيلد بداية من 1884، حيث كان يمتلك الملعب وقتها جون هولدنج أحد أعضاء حزب المحافظين بانجلترا .
وبسبب مصالح تجارية لهولدنج الذي كان يمتلك أحد أكبر مصانع البيرة، تعارضت مع أعضاء مجلس إدارة إيفرتون المنتمين للحزب الليبرالي، ازدادت الخلافات بين الطرفين ليقوم هولدنج بزيادة إيجار الملعب مما أدى لخروج إيفرتون منه في 1892.
إيفرتون لم يجد مشكلة في العثور على ملعب جديد، حيث اشترى قطعة أرض جديدة وبنى عليها ملعبه الحالي "جوديسون بارك"، لينوي هولدنج الانتقام وتأسيس نادي ليفربول ليجعل من أنفيلد معقلا له.
ومنذ تلك الفترة بدأ كل منهما في التنافس على جذب أفضل اللاعبين، وكانت المباراة بينهما من الأكثر حضورا في انجلترا، ووصل ببعض الأحيان إلى 23 ألف مشجع، مما دفع البعض لاستغلالها بشكل سياسي.
وهناك أيضا قصص أخرى حول زيادة العداوة، بعد قيام جمهور إيفرتون بتوجيه اللوم لهوليجانز ليفربول بعد كارثة ملعب هيسيل الشهيرة، التي راح ضحيتها 39 مشجعا بنهائي كأس أوروبا بين ليفربول ويوفنتوس في 1985، مما تسبب في حرمان الأندية الانجليزية من المشاركات الأوروبية.
وهناك ايضا رواية أخرى عن غضب جمهور إيفرتون من تصريحات بيل شانلكي الذي يقال أنه المؤسس الحقيقي للريدز، وهجومه المستمر على التوفيز وحديثه المستفز عنهم.
وخلفية أخرى دينية، عندما عرف إيفرتون كنادٍ كاثوليكي في فترة الخمسينيات وحتى الستينيات، بتواجد العديد من اللاعبين الإيرلنديين، الذين رفض ليفربول صاحب الانتماء البروتستانتي ضمهم، حتى تعاقده مع روني ويلان في 1979.
الصداقة بين الفريقين مستمرة
وبالرغم من كل تلك الأسباب واعتبارها أحد أكثر المباريات التي تشهد الكروت الحمراء وقلة الانضباط منذ بداية التسعينيات، إلا أن العلاقة الوطيدة تظل مستمرة، بين ناديين جعلا من ليفربول المدينة الأنجح في انجلترا، حيث يحمل فريقيها 27 بطولة دوري.
ومن أبرز المظاهر لهذه العلاقة الودية، تكاتف إيفرتون وليفربول بعد كارثة هيلزبره التي وقعت 1989، بمباراة الريدز مع شيفيلد وينزداي وتسببت في وفاة 96 شخصا أغلبهم من ليفربول بسبب التدافع.
وساند جمهور إيفرتون نظيره في ليفربول، بمقاطعة صحيفة "ذا صن" بعد نشرها أنباء كاذبة عن تسبب هوليجانز الريدز في الكارثة، لحضورهم المباراة وهم في حالة سكر.
وفي 2007 وبعد وفاة مشجع إيفرتون ريس جونز البالغ من العمر 11 عاما فقط، في واقعة طلق ناري، قامت إدارة ليفربول بدعوة أسرة الضحية وشقيقه الأكبر للأنفيلد لمتابعة أحد مباريات دوري أبطال أوروبا.
وأمرت إدارة الريدز وقتها بتشغيل أغنية "z-cars" لجوني تود المفضلة لنادي إيفرتون، للمرة الأولى على ملعب أنفيلد تكريما لعائلة الطفل المتوفي.