تعهدت رئيسة الحكومة البريطانية ليز تراس، الليلة الماضية إثر تسلمها منصبها، بتحسين الوضع الاقتصادي مؤكدةً أنها ستعمل على إخراج بلادها من "عاصفة" تضخم تجاوز معدله عشرة بالمائة وارتفاع هائل في أسعار الطاقة.
وتشير استطلاعات رأي أُجريت مؤخرا إلى أن قسما كبيرا من البريطانيين لا يثقون بقدرتها على حل أزمة تكاليف المعيشة.
وفي أول خطاب لها كرئيسة للوزراء في بريطانيا خلفا لبوريس جونسون، تعهدت ليز تراس أمس بأن ترى بريطانيا أياما أفضل رغم الوضع الاقتصادي القاتم.
وأجبرت الأمطار الغزيرة ودوي الرعد مؤيدي المرأة الثالثة التي تتولى رئاسة الوزراء في بريطانيا على البحث عن مكان يحتمون فيه بانتظار وصولها إلى داونينج ستريت.
لكن الغيوم انقشعت مع وصول موكب وزيرة الخارجية السابقة (47 عاما) والتي تعهدت بإخراج بلادها من "عاصفة" تضخم تجاوز معدله عشرة بالمائة وارتفاع هائل في أسعار الطاقة.
وقالت "سأتخذ الإجراءات هذا الأسبوع للتعامل مع فواتير الطاقة وضمان إمداداتنا المستقبلية من الطاقة".
وأضافت "مهما كانت العاصفة قوية، أعلم أن الشعب البريطاني أقوى"، محددة أولوياتها التي ستكون الاقتصاد وأزمة الطاقة والصحة.
وأعلنت تراس تشكيلة حكومتها الجديدة فور تسلمها رئاسة الحكومة البريطانية خلفا لبوريس جونسون، وقد ذهبت الوزارات الثلاثة الأساسية إلى أعضاء من الأقليات العرقية.
وكما كان متوقعا، كافأت تراس من كانوا حلفاء لها خلال حملتها للفوز بقيادة حزب "المحافظين"، إذ عينت كواسي كوارتنج وزيرا المال، وجيمس كليفرلي وزيرا للخارجية، وسويلا برافرمان وزيرة للداخلية.
ويعد كوراتينج هو ابن مهاجرين فانيين، وأول وزير أسود للمال في البلاد. وسينصب تركيزه الفوري على تغيير الوضع الاقتصادي السيء في بريطانيا.
أما كليفرلي فهو عسكري في الاحتياط مختلط الأعراق، وقد خدم تحت قيادة تراس في وزارة الخارجية، في حين هاجر والدا برافرمان الهنديان إلى بريطانيا من كينيا وموريشيوس.
وعُينت تيريز كوفي الموالية لتراس وزيرة للصحة ونائبة لرئيسة الوزراء، بحسب "داونينج ستريت" في سلسلة بيانات.
واحتفظ بن والاس بوزارة الدفاع، في الوقت الذي تعهدت فيه تراس بمواصلة الدعم القوي لأوكرانيا الذي كان قد بدأ في عهد بوريس جونسون.
وأُعلن فوز تراس في انتخابات داخلية ضمن صفوف حزب المحافظين الاثنين الماضي، في أعقاب حملة انتخابية بدأت في يوليو الماضي.
ووصلت إلى داونينج ستريت بعدما قطعت 1600 كيلومتر ذهابا وإيابا للقاء الملكة إليزابيث الثانية في المرتفعات الإسكتلندية، حيث قبلت الدعوة لتشكيل حكومة.
وجرى اللقاء الذي استمر 30 دقيقة في قصر بالمورال بعدما قررت الملكة عدم التوجه إلى لندن بسبب مشكلات صحية.
ويتوقع أن تقوم تراس في موعد أقربه غدًا الخميس، بتعليق زيادة فواتير الطاقة للعائلات هذا الشتاء وربما لفترة أطول، ما قد يكلف عشرات مليارات الجنيهات الإسترليني.
وطالبت العائلات التي تعاني من صعوبات وستواجه زيادة بنسبة 80 في المائة في فواتير الكهرباء والغاز اعتبارًا من أكتوبر المقبل، بإجراءات فورية للحؤول دون إجبار ملايين الأشخاص على الاختيار بين تدفئة منازلهم وشراء المواد الغذائية هذا الشتاء.
كما حذرت الشركات التجارية من أنها قد تُرغم على الإغلاق بسبب ارتفاع تكاليف الطاقة أكثر.
وتعهدت تراس التي تقول إنها من المدافعين عن الأسواق الحرة، خفض الضرائب لتحفيز النمو، رغم التحذيرات من أن زيادة الإقراض قد تفاقم التضخم.
وأحدث تعارض نهجها مع ذاك الأكثر حذرا الذي تبناه ريشي سوناك، منافسها في الانتخابات للوصول إلى رئاسة الوزراء، شرخا جديدا في صفوف الحزب المحافظ المنقسم أساسا جراء استقالة جونسون.
وتشير استطلاعات للرأي أجريت مؤخرا إلى أن قسما كبيرا من البريطانيين لا يثقون بقدرتها على حل أزمة تكاليف المعيشة.
وكشف استطلاع جديد أعده معهد "يوجوف" عن أن 14 في المائة فقط يتوقعون أن يكون أداء تراس، الرابعة على رأس الحكومة من حزب المحافظين في ست سنوات، أفضل من جونسون.
وتفيد توقعات بأنه سيستعد للعودة خصوصا إذا واجهت تراس صعوبات في تجاوز المشاكل العديدة التي تواجهها البلاد.
لكنه أعرب الاثنين الماضي عن دعمه الكامل لخليفته وقال إن "الوقت حان ليصطف جميع المحافظين خلفها بنسبة مائة في المائة".
وفي خطابها الاثنين الماضي، تعهدت تراس أن يحقق حزبها "فوزا كبيرا" في انتخابات 2024.