“من الذي لم يسمع عن رواية أولاد حارتنا أو الجدل المثار عليها؟ بل من الذي لم يعرف عن محاولة الاغتيال التى تعرض لها عمنا نجيب محفوظ نتيجة كتابته لتلك الرواية؟”.
تلك الكلمات، تأتي من قناة"التكية" الإذاعية، وهي قناة إذاعية تهتم بإعادة تقديم الروايات الهامة لكبار الأدباء والتي لاقت جدلًا كبيرًا وقت نشرها مثل رواية "اولاد حارتنا" للكاتب الكبير نجيب محفوظ والتي أثير حولها لغط كبير وقت نشرها بحجة تعرضها للذات الإلهية.
يقول وليد رفقي في تقريره عن رواية "أولاد حارتنا": “وإن لم يكتب محفوظ سواها فحسبه؛ فهى رواية ذات إسقاط عبقري لم يخطر على عقل كاتب من قبل، ولكن مثل تلك الأمور شائكة جدًا، ويجب علاجها بحرفية شديدة لأنها تمس المعتقدات والديانات السماوية”.
ويضيف: “أولًا، يجب على القارئ أن يكون مرنًا بشدة لكي يفصل بين الإسقاط الديني والتشبيه ببيئة الحارة، بمعنى أن نجيب محفوظ شبه الخالق والخلق والرسل والكون بالحارة بكل تفاصيلها فهاجمه من هاجمه للتشبيه وأيده من أيده للتشبيه أيضًا ولم يهتم الأغلب بمعرفة المغزى من وراء هذا التشبيه”.
ويستطرد: “في رأيي أن نجيب محفوظ اختار الحارة لأنها بيئة مصرية أصلية أقرب لعقولنا وفهمنا من أي بيئة أخرى، وهو يريد أن يجعل تلك البيئة وسيلة لإرسال رسالة للقارئ،ألا وهي أنه رغم الرسالات السماوية، إلا أن الإنسان يضل ويرجع إلى ضلاله واتباع شهواته، كما أنه توجد رسالات أخرى لن تعرفها إلا من خلال قراءتك للرواية، أنصح بها وبشدة”.