الأحد 16 يونيو 2024

فرق توقيت

مقالات10-9-2022 | 14:47

تساءلت دوماً عن المسافة الفاصلة بين ما يقدمه الشخص وما يحتاجه الآخر منه، هل تقاس بمقدار عطاءاته.. حلو كلماته.. أم صدق أفعاله.. ربما لعب كل ما سبق دور هام وأساسي في وصول أي منا لأهدافه لكن يبقى الأولى والأهم.. أنه الوقت.. نعم.. الوقت المناسب،.. ذلك الذي يغير خارطة المشاعر ويعيد ترتيب موقع كل من انتظرنا رد فعله في ساعة معينة وخذلنا!.

أقول هذا الكلام بمناسبة علاقات كثيرة بنيت وبيوت أكثر هدمت والسبب سوء اختيار الوقت.. فكم من حب ولد بأحلام شاهقة حد السماء وأنهار جراء موقف لم يراع أحد طرفيه فرق التوقيت بين ما يريده هو وما تحتاجه هي في لحظة ما أو العكس.

الوقت يا سادة ليس ساعة في معصم اليد ولا أيام في مفكرة العمر لكنه ذكاء المسافة بين ما نريد وما يحتاجه الأخر منا.. وسر تعاسة أو سعادة كثير من الأشخاص تكمن في تغافل قراءة  متطلبات المحيطين، والبوح بأشياء ليس هذا وقتها..

فهناك ثقافة تسمى "الوقت" متى أقدم مشاعري على طاوله فيها ما لذ وطاب من غرام وأنا على يقين من حفاوة استقبالها، ليس لأن ألأخر يبادلني أحاسيس مماثلة لكن لشدة احتياجه لكلمة حب في تلك الدقيقة تحديداً، وربما لو تأخرت ثواني اختلفت أولوياته الوجدانية ورفض .. ومتى ألتزم الصمت أمام ثورة غضب شريك أو شريكة العمر ليس ضعف ولا عجز عن الرد بل لإخماد نيران غضبه بقوة العشق..

أكبر قيمة حياتية هي الوقت.. فلا أحد يعلم بخبايا وجدان امرأة ورجل لم يجد شوق، حنين، لهفة، حماية، سند، أو حتى حضن يحتويه في عثرة معنوية والنتيجة فشل حياته الزوجية..

وحدهم من مروا بتجارب الإخفاق في تحديد الوقت المناسب يستطيعون أن ينبهوننا بمخاطر إهمال لحظات الحب أو الغضب!.. فحرفي الحاء والباء لو جاءا بعد معادهما فقد الحب معناه.. والشهامة، النخوة، الوقوف بجانبنا وقت الشدة لو ظهروا بعد الأزمة.. فقدت العلاقة محتواها..

لنتعلم مراعاة فروق التوقيت بين احتياجاتنا ورغبات من حولنا ليس مع شريك الحياة فقط، بل الأهل، الأصدقاء، أو حتى زملاء العمل،.. فنجاحات وإخفاقات أنا وأنت ونحن تعتمد على درجة  إتقان كل منا للغة الوقت....