الجمعة 3 مايو 2024

ما سر إلصاق العقد النفسية بأطفال الطلاق؟.. استشاري يجيب

سوء معاملات الأم والأب وراء عقد الصغار

سيدتي10-9-2022 | 14:16

فاطمة الحسيني

رغم أن معيشة طفل الطلاق مع أب أو أم كل منهما يحترم الآخر، أفضل من بقائه بينهما في بيت يسوده التوتر والمشاحنات، إلا أن البعض ينظر لطفل الطلاق كأنه قنبلة من العقد النفسية الموقوتة، فما السبب وراء إلصاق أي عقدة نفسية بأطفال الطلاق؟!

وقال الدكتور إبراهيم مجدي، استشاري الطب النفسي، إنه تختلف ظروف الطلاق وتبعاته من أسرة لأسرة، ومن طفل لآخر، ومن مرحلة عمرية لأخرى، والسبب وراء إلصاق العقد النفسية بأبناء الطلاق ربما لبقية حياتهم هي سوء تعامل الأم والأب وأهاليهما مع الطلاق، ما يؤدي لكثير من العقد النفسية التي يرثها الطفل، جراء ما يشهده من  سباب وشتائم، وأحيانًا جلسات محاكم، فضلًا عن ما سبق وشاهده من توتر وصراع قبل انفصال والديه، والتنقل من بيته لمكان جديد، والاتهامات التي يتبادلها الطرفين حين يصاب الطفل بأي مرض فكلاهما يلقي اللوم على الآخر في التقصير بصحة الولد.

وأشار استشاري الطب النفسي إلى أن الإحصاءات تكشف أن معظم حالات الطلاق تتم بشكل غير حضاري، ما يخلق طفل مهزوز نفسيًا ولديه تهته في الكلام أو يعاني من اكتئاب تفاعلي، أو كذب أو تبول لا إرادي، فمهما كان ما يعانيه الطفل من صفات نفسية قبل الانفصال فهو تعرض لأذى نفسي كبير جراء استغلاله من قبل أحد أو كلا والديه كورقة ضغط، ما يجعل وصمة العقد النفسية تلاحقه.

واستطرد أن نسب الطلاق الحضاري ضئيلة من مجتمعاتنا الشرقية للأسف، فنادر ما نجد أب وأم بينهما احترام متبادل وصداقة بعد الانفصال، رغم أن ديننا الحنيف يحث على حسن الخلق في التعامل عقب الطلاق وضرورة التركيز على مصلحة الصغار. 

وأضاف أن تزايد نسبة الطلاق في المجتمع جعلت تلك الوصمة للطفل قليلة بل تكاد تكون غير موجودة، فالأم بمجرد الانفصال تغير الحالة الشخصية لها على وسائل التواصل الاجتماعي من متزوجة لمنفصلة أو "سينجل مازر" كذلك الأب، وأصبح ابن الطلاق في المدرسة ليس وحده من يعاني العيش وسط أسرة مفككة فهناك المزيد من زملائه مثله تمامًا، وكذلك الأم المطلقة لديها الكثير من زملاء العمل المطلقات، ما خفف من وطأته على نفسية الطفل.

Dr.Randa
Dr.Radwa