نظمت الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة المخرج الفنان هشام عطوة، محاضرة تثقيفية، بدار الكتب في مدينة طنطا، تحت عنوان "التوحد.. الأسباب والحلول"، استعرض محمود الجندي، أخصائي التخاطب، أهم الملامح التي تشير إلى إصابة الطفل بالتوحد، مشيرًا إلى أن معظم الدراسات والأبحاث لم تؤكد وجود سبب رئيس للإصابة بالتوحد.

وتابع أخصائي التخاطب بأن تشخيص التوحد يظهر بعد العام الأول للطفل، من خلال ملاحظة مدى انتباه الطفل لما يدور من حوله، مشيرًا إلى أن التدخل المبكر لعلاج التوحد عند الأطفال قد يعطي نتائج إيجابية في الكثير من الأحيان، فيما وصف "الجندي" التوحد بأنه مرض العصر، لافتا إلى أنه اضطراب جيني، وليس مرضًا عضويًا.

وأضاف أن طفل التوحد يكون صاحب سلوك نمطي لدرجة كبيرة، يفضل العزلة عن الاندماج الاجتماعي، كما لا يستطيع التعبير عن مشاعره بصورة طبيعية، وأن لديه العديد من المشكلات في فهم طبيعة الكلام، حيث أكدت معظم الدراسات أن نحو 50% من أطفال التوحد لا يستطيعون نطق الحروف بصورة صحيحة.

وشدد أخصائي التخاطب على أنه لا توجد علاقة بين الإصابة بالتوحد وانخفاض القدرات العقلية للمصاب، مؤكدا أن هناك العديد من الأطفال لديهم قدرات ذهنية خارقة رغم إصابتهم بالتوحد، فيما وجه أحد الحضور سؤالا للمحاضر عن إمكانية الكشف عن التوحد عند الأطفال في مرحلة الحمل، وأجابه "الجندي" بأن بالرغم من ارتفاع تكاليف التحاليل المعملية للكشف عن إصابة الأطفال بالتوحد إلا أن نتائجها دائما ما تكون غير مؤكدة.

في ختام المحاضرة، أشار محاضر الندوة إلى أن جلسات العلاج النفسي هي أقرب الطرق لعلاج طفل التوحد، لافتًا إلى ضرورة استمرارها لفترات طويلة، فيما وجه أخصائي التخاطب رسالة للحاضرين بضرورة التعامل بشكل طبيعي مع الطفل مصاب التوحد، مشددًا على ضرورة توعية الأطفال بالتعامل بشكل حضاري مع مصاب التوحد، دون الحديث معه بصوت عالي، أو محاولة ملامسته بشكل مبالغ فيه.