تُعد قصيدة «فرّ من الحبِّ قلبُه فنجَا»، للشاعر صردر، إحدى أهم القصائد التي عرفها تاريخ الشعر العربي، والتي حفظها العرب، وتناقلوها فيما بينهم.
ويعرف «صردر» كأحد أبرز الشعراء في العصر العباسي، الذين كتبوا قصائد تميزت بالغزل والمدح والفخر، وعلى رأسها قصيدة «فرّ من الحبِّ قلبُه فنجَا».
وتعتبر قصيدة «فرّ من الحبِّ قلبُه فنجَا»، من أبرز ما قيل في الشعر العربي، ومن أشهر القصائد، وتحتوي على 14 بيتًا، علاوة على تميز شعر صردر، بسلاسة الألفاظ وسهولة المعاني وصدق العاطفة كما جاء بالقصيدة.
فرّ من الحبِّ قلبُه فنجَا
من بعد ما خاضَ في الهوى لجُجاَ
فما سباه ملثَّم بضُحىً
ولا شجاه معمَّم بدُجَى
من يبكِ حَولا يُعذِرْ فكيف بمن
بكَى على رسم دارهم حِجَجا
هذا اللَّمّى ذلك الذي شغف ال
قلبَ وخمرُ الثغور ما مُزِجا
فكيف حالَ الغرامُ منه قِلىً
ونال من بعد شدَّةٍ فرَجا
لأ تأمنَنّى على مراجعةٍ
مَن دبَّر الحبَّ قبلَنا بحِجَا
يا ناقةَ الظبيةِ التي ظعنَتْ
أهودجا ما حمَلتِ أم بُرُجا
زاد بكِ البدرُ في منازله
منزِلبَيْها عُسْفَان أو أَمجَا
قد أغربَ القينُ في سهامهمُ
راشَ بهُدبٍ ونصَّلَ الدَّعجَا
أليس هذا السلاحُ ويحكُم
أحكَمَ داودُ الذي نَسجَا
كانت دموعى ماءً فصرنَ دَماً
أأبدل السنُّ شأنَها ودَجَا
ونار قلبي هي التي طهرت
تُوقدُ في الليل مَفرقى سُرُجا
ليت الذي نظَّمَ اللالىءَ في
فرعِىَ خَلَّى مكانَها السَّبَجا
يا مولجَ الليلِ في النهارِ أما
آن لصبحٍ في الليل أن يَلِجا