حذّر مايكل كوريلا قائد القيادة المركزية الأمريكية بمنطقة الشرق الأوسط، من المخيمات التي يقبع بها عوائل مقاتلي تنظيم داعش من النساء والأطفال، ولاسيما مع الظروف المعيشة الصعبة داخل المخيم وعدم توافر الكثير من متطلبات الحياة الأساسية هناك.
وسلط موقع المونيتور المختص بشؤون الشرق الأوسط الضوء على زيارة كوريلا إلى مخيم الهول، الذي يعُج بأسر عناصر تنظيم داعش من النساء والأطفال، يوم الجمعة الماضية إذ تُعد الزيارة الأولى لمسؤول أمريكي إلى المخيم كما تحدث القائد العسكري مع سكان المخيم.
وأشار كوريلا إلى أن التنظيم يسعى لاستغلال الظروف الإنسانية الصعبة داخل المخيم من عدم توافر المياه والأحوال المعيشية الأخرى، ومع ولادة 80 تقريباً داخل المخيم كل شهر، يُعد المخيم أرضاً خصبة للجيل الجديد لداعش.
ونقل المونيتور عن مسؤول أمريكي قوله إنه سبق وأن زار كوريلا مخيم الهول في أبريل الماضي خلال رحلته الأولى للشرق الأوسط بصفته قائد العمليات الأمريكية بمنطقة الشرق الأوسط، كما سبق لعضو مجلس الشيوخ ليندسي جراهام زيارة المخيم في يوليو الماضي رغم أنه لم يتم التنسيق مع رحلات كوريلا إلى المخيم.
ونقل الموقع عن مصدر مطلع على الأرض في سوريا القول: "إن قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم كوباني رافق كوريلا خلال زيارته إلى مخيم الهول".
وفي أعقاب الزيارة، قال كوريلا: "إن غالبية سكان المخيم يرفضون تنظيم داعش. غالبيتهم يريدون المساهمة في المجتمع ويرغبون في العودة إلى بلدانهم الأصلية، للدخول مجدداً في القوة العاملة للمجتمع وإعادة أطفالهم إلى المدارس".
وأضاف أن هناك سيدات وأطفال يمكن إعادتهم للاندماج في المجتمع، إذ يمكنهم ويريدون أن يكونوا منتجين.
يذكر أن تنظيم داعش كان قد أطلق في يناير الماضي هجوماً دموياً على أكبر سجن يأوي أسرى من عناصره في مدينة الحسكة، وهو سجن الصناعة بمنطقة غويران، ما أدى لمقتل المئات من الطرفين، بينهم ما لايقل عن 300 قتيل من القوات الكردية.
يستمر التنظيم في تجنيد عناصر من القاطنين بمخيم الهول ومن المرجح أن يخطط لهجمات على سجون أخرى تأوي عناصره الجهاديين.
يسلط الموقع الضوء على تصريحات صدرت في يوليو الماضي عن نائبة مساعد وزير الدفاع الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط دانا سترول قالت خلالها إن: "داعش يعتبر أن عناصره القابعين داخل المخيمات السورية هم المكون البشري لإعادة تشكيل جيشه.
وذكرت أن التنظيم ينظر إلى مخيمي الهول وروج، والشباب الموجودين داخل المخيمين، أنهم الجيل القادم لداعش.
دون وجود تمويل أمريكي والوعد بتوفير احتياطي عسكري، يقول مسؤولون إن قوات الحراسة الكردية المشرفة على السجون لن تكون مؤهلة لتلك المهمة.
رغم أن بعض القوات الكردية تحصل على تدريب أمريكي، فإن الحراس يعملون دون إشراف من الولايات المتحدة كما أن الحراس لا يحصلون على رواتب مناسبة ما يجعلهم عرضة لتلقي الرشاوى، بحسب تقرير سابق لوكالة استخبارات الدفاع الأمريكية.
يُعتقد أن سلسلة مستمرة من عمليات القتل وقطع الرؤوس لسكان مخيم الهول، نفذها عناصر ما يُعرف بالحِسبة، وهو الأمر الذي قامت بكشفه قوات الأمن بمخيم الهول خلال الأعوام الأخيرة.
كما أدى العنف في المخيم لإبعاد العاملين في المجال الإنساني عن تقديم الخدمات هناك، ففي وقت سابق أعلن المجلس النرويجي للاجئين تعليق أعماله الإنسانية مؤقتاً بالمخيم بعد تعرض موظفيه للاعتداء، في حين لم يحدد التحالف الدولي لمحاربة داعش الطرف المسؤول عن هذه الحوادث.
خلال الأسبوعين الماضيين في الهول، قالت القوات الكردية إنها ألقت القبض على مئات من نشطاء التنظيم خلال مداهمات بالتسيق مع الولايات المتحدة داخل أقسام المخيم.
وصرح كوريلا أن العملية التي تمت بقيادة كردية أسفرت عن حصار العشرات من عملاء التنظيم وتعطيل شبكة تسهيل لأنشطة التنظيم، داخل المخيم وفي جميع أنحاء سوريا.
كما تم العثور على 4 سيدات على أجسادهن علامات تعذيب ومقيدات في أنفاق في وقت سابق من الأسبوع الجاري، بحسب تصريح القيادة المركزية للولايات المتحدة في بيان.
وقُتل عنصر واحد على الأقل من قوات الأمن السورية المحلية في معركة بالأسلحة النارية مع داعش الخميس الماضي.
أفاد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في يونيو الماضي أن عملية التطهير الأخيرة تأتي في أعقاب اعتقال حوالي 130 من أعضاء داعش المشتبه بهم في الهول بين مايو ويونيو الماضيين
فيما يتعلق بعمليات إعادة عناصر داعش إلى بلدانهم، فقد أشاد كوريلا أيضاً بجهود الحكومة العراقية لإعادة مواطنيها من الدواعش للبلاد .. مشيراً إلى أن قرابة نصف قاطني المخيم عراقيون.
يذكر أن الحكومة العراقية أعادت قرابة 2500 من مواطنيها من داخل المخيم منذ العام الماضي، بما في ذلك 683 شخصاً بينهم 203 أطفال، في شهر يونيو الماضي بحسب أحدث تقارير المفتش العام.
كما تم إعادة معتقلين إلى كوسوفو وروسيا ودول أوروبية أخرى في الأشهر الأخيرة.
وصرح كوريلا في البيان: "هناك حاجة لتسريع هذا التقدم. إذا أعاد العراق مواطنيه إلى الوطن، وأعاد تأهيلهم ودمجهم، فستصبح المشكلة أكثر قابلية للتعاطي معها".
يرى المسؤولون الأمريكيون أن إعادة الدواعش إلى بلدانهم الحل الوحيد القابل للتطبيق. تقود الخارجية الأمريكية هذه الجهود، لكن من غير المرجح أن يتم حل المشكلة في غضون العامين أو الأعوام الثلاث القادمة.
لهذا السبب، عمل مسؤولو البنتاجون ووزارة الخارجية مع مشرعي الكونجرس لزيادة التمويل من أجل بناء منشآت "مخصصة لهذا الغرض" لاحتجاز معتقلي داعش في أماكن أكثر أمانًا وإنسانية.