السبت 23 نوفمبر 2024

مقالات

«علماء مصريون وقصص نجاحهم الملهمة».. أشهر من نار على علم


  • 12-9-2022 | 22:43

د.إسماعيل صبري

طباعة
  • د. إسماعيل صبري

ما يقوم به الصديق العزيز والقامة العلمية الكبيرة، الأستاذ الدكتور حامد عبدالرحيم عيد، أستاذ الكيمياء المتفرغ بكلية العلوم جامعة القاهرة، والمستشار الثقافي الأسبق لمصر في المملكة المغربية، من جهد توثيقي ضخم وشاق للسيرة العلمية لعدد كبير من أبرز علماء مصر من الجيل القديم ممن رحلوا عن دنيانا وأصبحوا في ذمة الله، هو جهد يستحق التقدير والإشادة به؛ لشمول التناول ودقة المصادر ووفرة المعلومات التي أتيح له الحصول عليها في مسحه وتتبعه لسيرة هذه الكوكبة الفذة من العلماء المصريين في مجالات الكيمياء والفيزياء والجيولوجيا والرياضيات وعلوم البيئة والنبات، وغيرها.

نجوم لامعة كانت في زمانها أشهر من نار على علم، اتسموا باتساع معارفهم وثقافاتهم بصورة تثير الإعجاب والانبهار، فقد انطلقوا من مجالات تخصصهم الضيقة إلى مجالات أخرى أوسع وأرحب منها بكثير، كالدكتور محمود حافظ الذي جمع بين رئاستي المجمع العلمي المصري ومجمع اللغة العربية في وقت واحد، والدكتور أحمد زكي عالم الكيمياء المعروف، الذي كان الأب المؤسس لمجلة العربي الكويتية رائدة المجلات الثقافية في الوطن العربي كله، وهكذا.. وقد رفعوا رأس مصر عاليًا في شتى المحافل العلمية الدولية ببحوثهم وإسهاماتهم الأصيلة، التي تفوقوا بها على نظرائهم في أرقى دول العالم وقتها، ويكفي أن نذكر هنا الدكتور علي مصطفى مشرفة، والدكتور محمد عبدالفتاح القصاص كنموذجين بارزين لهذا النبوغ والتألق الدولي.

ما يلفت النظر في سيرهم جميعًا وبلا استثناء، هو أنهم انحدروا من بيئات اجتماعية متوسطة، أو دون المتوسطة، حيث ضيق موارد الأسرة التي كانت تكفي تعليمهم بالكاد، لكنهم تربوا على يد جيل عظيم من الأمهات الفضيلات ممن كان لهن الفضل الأول في تشجيعهم والدفع بهم إلى النجاح والتفوق والتميز، الذي أمكنهم تحقيقه فيما بعد، أمهات قمن بدورهن خير قيام، حتى وإن لم يحصلن على نصيب من التعليم في هذا الزمن البعيد، كانت هؤلاء الأمهات أصحاب أدوار عظيمة ورسالات سامية في الحياة.. وكانت النتيجة هي أنهن أنجبن لمصر هذا الجيل الرائع والمبدع من العلماء في شتى مجالات التخصص.

السيرة العلمية لهؤلاء الأساتذة الرواد من خيرة علماء مصر، هي سيرة مبهرة وملهمة وحافلة بالدروس والدلالات والمعاني الكبيرة التي تستحق التوقف عندها طويلًا لاستيعابها على حقيقتها.

وليت هناك من علمائنا الأفاضل في مجالات العلوم الاجتماعية والإنسانية من يحذون حذو الأستاذ الدكتور حامد عيد؛ ليقدموا لنا سيرة علمائنا الأفذاذ في مجالات تخصصهم المختلفة، وهم كثيرون ويستحقون من يقتفي أثرهم ويتتبع سيرتهم ويقدمها لنا، وهذا حقهم علينا.

الدعوة بالرحمة الواسعة لعلمائنا العظام الذين رحلوا عنا بعد أن أدوا ما عليهم لوطنهم في زمانهم، والشكر كل الشكر للأستاذ الدكتور حامد عبدالرحيم عيد، لدوره المقدر في تقديمهم إلينا بأسلوبه السلس المميز، ولتعريفنا بما خفي علينا من سيرتهم التي يحق لنا كمصريين أن نفخر بها.

الاكثر قراءة