يبدأ الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء، زيارة رسمية إلى إمارة قطر هي الأولى من نوعها، تستغرق يومين، ومن المقرر أن يجري غدا الأربعاء جلسة مباحثات في الديوان الأميري مع الأمير تميم بن حمد، لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين وأوجه دعمها وتعزيزها في مختلف المجالات ومناقشة أبرز القضايا التي تهم البلدين الشقيقين.
تأتي تلك الزيارة في أعقاب زيارة أجراها أمير قطر إلى مصر في يونيو الماضي، لبحث العلاقات بين البلدين وتعزيز أطر التعاون، والتي كانت الأولى من نوعها منذ عام 2015، إذ كانت زيارة الأمير تميم الأخيرة لمصر منذ 7 سنوات، عندما جاء لمدينة شرم الشيخ للمشاركة في القمة العربية.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضي بأن الزيارة تأتي تتويجاً للمباحثات المكثفة المتبادلة خلال الفترة الأخيرة بين البلدين الشقيقين، بهدف تعزيز أطر التعاون الثنائي المشترك على جميع الأصعدة.
وسيبحث الرئيس خلال الزيارة مع شقيقه أمير دولة قطر أهم محاور العلاقات الثنائية التي تجمع البلدين الشقيقين، فضلاً عن التشاور والتنسيق حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك خلال المرحلة الراهنة، والتي تتطلب تضافر الجهود من أجل حماية الأمن القومي العربي”.
العلاقات المصرية القطرية
بدأت العلاقات الدبلوماسية بين مصر وقطر بعد حصول الدوحة على استقلالها من الاستعمار البريطاني في 1971، حيث تم إيفاد أول سفير مصري إلى الدوحة 1972، وقدّم أول سفير قطري أوراق اعتماده لدي القاهرة في العام ذاته، واستمرت العلاقات الطيبة بين البلدين، لكن بعد ثورة 30 يونيو 2013، شهدت العلاقات بعض الخلافات تم على أثرها استدعاء السفراء من كلا الطرفين.
وفي السنوات الأخيرة الماضية حدثت بعض التطورات التي من شأنها إعادة العلاقات الطيبة بين القاهرة والدوحة، في ضوء الدور الاستراتيجي والمحوري الذي تقوم به مصر في سبيل ترسيخ الأمن والاستقرار والتنمية على الصعيد الإقليمي وفي إطار الدفاع عن قضايا الأمة العربية.
حيث زار الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس الوزراء وزير خارجية قطر مصر، استقبله خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسي في مايو 2021، سلّم وزير الخارجية القطري خلال الزيارة رسالة إلى الرئيس السيسي من الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، تضمنت توجيه الدعوة للرئيس لزيارة الدوحة، والإعراب عن التطلع لتعزيز التباحث بين البلدين حول سبل تطوير العلاقات الثنائية، وكذا مناقشة مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية، وتنسيق المواقف بشأنها، بما يخدم تطلعات الدولتين.
وأعقب تلك الزيارة، زيارة وزير الخارجية سامح شكري إلى قطر في يونيو 2021، حيث استقبله الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، ونقل شكري تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى أمير دولة قطر، كما سلّمه رسالة من الرئيس السيسي تضمنت الإعراب عن أهمية مواصلة التشاور والعمل من أجل دفع العلاقات بين البلدين خلال المرحلة المُقبلة.
ونقل وزير الخارجية دعوة الرئيس السيسي إلى أمير دولة قطر لزيارة مصر في أقرب فرصة، كما تناول اللقاء مناقشة مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية، وسبل تعزيز التشاور والتنسيق بين الجانبين.
وفي أغسطس من العام الماضي التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي في العاصمة العراقية بغداد بالأمير تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر على هامش مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة .
و فى 14/9/2021 عقدت لجنة المتابعة المصرية القطرية اجتماعًا في الدوحة برئاسة السفير ياسرعثمان مساعد وزير الخارجية المصرية، والسفير علي الهاجري المبعوث الخاص لوزير الخارجية القطري للشؤون الإقليمية، كما انعقدت اللجنة القانونية وتوصل الجانبان للاتفاق بشأن المسائل المعروضة على جدول أعمال اللجان، والتوقيع على عدد من مذكرات التفاهم الثنائية بين البلدين الشقيقيّن لتعزيز التعاون والتنسيق بين الجهات المختصة فيهما.
وجاءت زيارة أمير قطر لمصر خلال يونيو الماضي لتجسد ما تشهده العلاقات المصرية القطرية من تقدم، وترسخ لمسار تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين خلال الفترة القادمة في كافة المجالات.