أعلنت الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، اليوم الأربعاء، إطلاق المرحلة الثانية من مبادرة «لا للجلطات الوريدية»، تحت شعار «تدفق = حياة»، والتي تبنتها الهيئة بالشراكة مع جمعية الجراحين المصرية، وبرعاية شركة "سانوفي مصر" كأولى مبادرات الهيئة الخاصة بتطبيق معايير السلامة الوطنية، إيماناً منها بأن سلامة المريض هي غاية واجبة التحقيق.
وأكد رئيس الهيئة الدكتور أشرف إسماعيل، خلال مؤتمر صحفي، أن خطورة الجلطات الوريدية تكمن في كونها أكثر مسببات الوفاة التي يمكن منعها، حيث تصل معدلات الوفاة في الولايات المتحدة الأمريكية سنوياً إلى نحو 100 ألف حالة، وتصل حالات الإصابة إلى نحو 900 ألف إصابة، وذلك طبقاً للإحصائيات الصادرة عن المركز الأمريكي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها “CDC” وهو ما جعلها اختيارنا الأول في سلسلة المبادرات التي تؤسس لتحقيق متطلبات السلامة الوطنية.
وقال إن الحد من الجلطات الوريدية والوقاية منها هي أحد متطلبات السلامة الوطنية التي جاءت بها معايير الاعتماد الصادرة عن الهيئة؛ للوصول إلى نسبة صفر% من الأخطاء الطبية التي يمُكن منعها، وما جاءت به هذه المتطلبات من آليات ومنهجيات عالمية تمكن من العبور بتلك المتطلبات من مرحلة التفكير إلى مرحلة التنفيذ.
وأضاف أشرف إسماعيل، أن الجلطات الوريدية هي القاتل الصامت في كثير من الحالات التي تتلقى رعايتها في المستشفيات، خاصة حالات ما بعد الجراحة التي قد تؤثر على حركة المريض؛ في حالة غياب عناصر المسح والتقييم للمرضى الأكثر عرضة لمخاطرها، وما يتبعه من تشخيص وعلاج للجلطات الوريدية الموجودة بالفعل أو التي يوجد احتمالية لحدوثها، لافتا إلى أهمية الفاعلية الإكلينيكية من خلال قياس نتائج كل إجراء طبي ومدى تحقيقه للنتائج المرجوة طبقاً لأدلة العمل الإكلينيكية والتي تمثل حجر الزاوية في الحد من الجلطات الوريدية وتقليل مدد الإقامة بالمستشفيات.
وثمَّن رئيس الهيئة، الجهود المشتركة مع الجمعية المصرية للجراحين كشريك أساسي وبالتعاون مع جميع الجمعيات العلمية ذات الصلة في إعداد وتطوير بروتوكولات العمل الخاصة بالحد من والوقاية من الجلطات الوريدية وكذلك أدوات تقييم المخاطر الخاصة بها بالإضافة إلى إطلاق المنصة الإلكترونية والتطبيق الإلكتروني للمبادرة والذي سيكون بمثابة نقلة نوعية في عمليات القياس والتحسين المستمر لعمليات ومخرجات المبادرة.
وأوضح أن توجه الدولة المصرية في تعزيز الشراكات مع القطاع الخاص كشريك أساسي في تطوير مختلف القطاعات في مصر، هو أحد النُهُج التي انتهجتها الهيئة منذ يومها الأول لتحقيق غاياتها الاستراتيجية والمتسقة مع الرؤية المصرية في رعاية صحية آمنة بجودة عالمية وبمشاركة مجتمعية، ما دعانا إلى التعاون مع "سانوفي مصر" لرعاية المبادرة كإحدى الشركات العالمية، والتي لها نجاحات ملموسة في المشاركة المجتمعية في مختلف دول العالم ولها تجربة رائدة في المنطقة العربية في مجال مبادرتنا اليوم.
وحول تفاصيل ما تم خلال المرحلة الأولى من المبادرة على مدار عام منذ إطلاقها، قال د. أشرف إسماعيل إنه تم تدريب ما يزيد على 200 طبيب وصيدلي من 21 مستشفى من مختلف الجهات (مستشفيات تابعة لهيئة الرعاية الصحية، مستشفيات جامعية، مستشفيات تابعة لجمعيات أهلية، القطاع الخاص)، إلى جانب تدريب 50 من مقدمي الخدمات الصحية بالمستشفيات التابعة للقطاع الطبي بوزارة الداخلية.
وفيما يتعلق بتفاصيل المرحلة الثانية، أضاف أنها تتضمن تدريب 270 متدربًا من أطباء، وصيادلة وتمريض من أكثر من 30 مستشفى لتأسيس منهجية للعمل متعدد التخصصات لضمان جودة وسلامة مخرجات المبادرة، فضلاً عن إطلاق حملة توعية من خلال وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي لنشر الوعي بمخاطر الجلطات الوريدية وكيفية الوقاية منها انطلاقا من أهمية مشاركة المريض للوصول بجودة وسلامة الخدمات المقدمة إلى المستويات المرجوة.
وفي ذات السياق، أعرب نائب رئيس جمعية الجراحين المصرية وممثلا عن الجمعيات العلمية المشاركة أ.د. عبد المعطي حسين، عن سعادته بانطلاق المرحلة الثانية من المبادرة وبالإعلان عن تطوير المحتوى العلمي للبروتوكول الطبي الخاص بالجلطات الوريدية، مشيدا بدور هيئة الاعتماد والرقابة الصحية وبالجهود الكبيرة التي بذلتها الجمعيات العلمية المشاركة بالمبادرة وهي الجمعية المصرية للرعاية المركزة والإصابات، جمعية جراحة العظام المصرية، جمعية مصر لعلوم الاوعية الدموية، والجمعية المصرية لأمراض النساء والتوليد، لإخراج البروتوكول متوافقا مع أحدث المعايير العالمية ومراعيا لمعطيات المجتمع الجراحي المصري.
وأشار إلى أن المبادرة تستهدف الوصول الى 1000 متدرب حتى نهاية العام إلى جانب إطلاق حملة توعية مجتمعية عامة على مخاطر الجلطات الوريدية، لافتا إلى الدور البارز الذي تلعبه الجمعيات العلمية في تحسين وتطوير الخدمات الصحية المقدمة للمرضى من خلال الاهتمام بالتعليم الطبي المستمر لمختصي الرعاية الصحية وتواصلها المستمر مع الجمعيات والهيئات العلمية العالمية للمشاركة في البحث العلمي وتطوير البروتوكولات الطبية، إلى جانب مشاركة الجمعيات العلمية في المبادرات الطبية الحكومية من اجل تقديم خدمة طبية متميزة للمرضى.
من جانبه، صرح رئيس مجلس إدارة شركة "سانوفى مصر" الدكتور أحمد رؤوف، بأن دعم المبادرات التي تهدف إلى تطوير أنظمة الرعاية الصحية وتحسين خدمة المرضى يأتي على رأس الاستراتيجيات التي تنتهجها الشركة من خلال التعاون مع الجهات المعنية للعمل سوياً على توفير حلول مبتكرة لدعم التدريب المستمر للأطباء بالإضافة إلى الحملات التي تهدف لرفع الوعى الصحي وإدخال نظام التطبيق الرقمي في الخدمة الصحية، مشيرا إلى أن رعاية سانوفى لمبادرة الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية وجمعيه الجراحين المصرية تُمثل تجسيداً فعلياً والتزاماَ حقيقياً تجاه المريض المصري.