دعت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" كاثرين راسل، حكومات العالم إلى الالتزام بتوفير تعليم جيد لجميع الأطفال، وحثت على بذل جهود واستثمارات جديدة لإعادة تسجيل جميع الأطفال في المدرسة وإبقائهم في مقاعد الدراسة، لزيادة الوصول إلى التعليم التعويضي، ودعم المعلمين ومنحهم الأدوات التي يحتاجون إليها، والتأكد من أن المدارس توفر بيئة آمنة وداعمة، كي يتسنى لجميع الأطفال أن يكونوا جاهزين للتعلم.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، حذرت "اليونيسف" من أن المستويات المنخفضة من الإلمام بأساسيات العمليات الحسابية، خاصة بين الفتيات، تقوض قدرة الأطفال على التعلم والتطور والتقدم.
وأكد تقرير جديد نشرته اليونيسف اليوم /الأربعاء/ قبيل قمة الأمم المتحدة المعنية بتحويل التعليم، المقرر عقدها الأسبوع المقبل، أنه غالبا ما يتبنى المعلمون وأولياء الأمور والأقران المعايير والقوالب النمطية السلبية المتعلقة بنوع الجنس فيما يتعلق بعدم القدرة الفطرية للفتيات على فهم الرياضيات والتي تساهم في هذا التفاوت. ويشير التقرير إلى أن هذا يقوض ثقة الفتيات بأنفسهن ويضعهن على طريق الفشل.
وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف "كاثرين راسل": "تتمتع الفتيات بقدرة متساوية على تعلم الرياضيات مثل الأولاد - ما ينقصهن هو تكافؤ الفرص لاكتساب هذه المهارات الأساسية. نحن بحاجة إلى كسر القوالب النمطية والمعايير الجنسانية التي تعيق الفتيات - وفعل المزيد لمساعدة كل طفل على تعلم المهارات الأساسية التي يحتاجها للنجاح في المدرسة وفي الحياة." ويشير التقرير إلى أن تعلم مهارات الرياضيات يقوي بدوره الذاكرة والفهم والتحليل، مما يؤدي بدوره إلى تحسين قدرة الأطفال على الإبداع.
وحذرت "اليونيسف" قبل قمة الأمم المتحدة حول تحويل التعليم، من أن الأطفال الذين لا يتقنون الرياضيات الأساسية وغيرها من أساليب التعلم الأساسي قد يواجهون صعوبة في أداء المهام الحاسمة مثل حل المشكلات والتفكير المنطقي.
وأشار التقرير إلى أن تحليل البيانات يُظهر أنه من بين 34 دولة ذات الدخل المنخفض والمتوسط وبينما تتخلف الفتيات عن الأولاد، فإن ثلاثة أرباع أطفال المدارس في الصف الرابع لا يكتسبون مهارات الحساب الأساسية.
كما يشير التقرير إلى أن احتمالات اكتساب مهارات الحساب لأطفال المدارس من الأسر الأكثر ثراء تبلغ 1.8 ضعفا- بحلول الوقت الذي يصلون فيه إلى الصف الرابع مقارنة بالأطفال من أفقر الأسر، أما الأطفال الذين يحضرون برامج التعليم والرعاية في مرحلة الطفولة المبكرة لديهم احتمالات تصل إلى 2.8 مرة لتحقيق الحد الأدنى من الكفاءة في الرياضيات في سن 15 عاما مقارنة بمن لم يفعلوا ذلك.
وذكر تقرير اليونسيف أن تأثير جائحة كـوفيد-19 قد أدى على الأرجح إلى تفاقم الضعف في قدرات الأطفال على تعلم الرياضيات. علاوة على ذلك، ركزت هذه التحليلات على الفتيات والفتيان الموجودين حاليا في قاعات الدراسة. ومن المرجح أن تكون التفاوتات العامة في إتقان الرياضيات أوسع في البلدان التي يُرجح فيها أن تكون الفتيات خارج المدرسة بنسبة أكثر من الأولاد.