الخميس 25 ابريل 2024

في ذكري تعيين «محمد الفحام»... 50 شيخا للأزهر الشريف حتى الآن

مشيخة الأزهر الشريف

تحقيقات16-9-2022 | 21:27

بسمة أبوبكر

تمر اليوم الذكرى الـ53 لتعيين الإمام الأكبر محمد الفحام شيخًا للجامع الأزهر، بقرار جمهوري عام 1389/ 1969، بعد اختياره شيخًا للجامع الأزهر الشريف.

محمد الفحام

ولد "محمد الفحام" بالإسكندرية عام 1894م، في عام 1936، اختاره الأزهر ضمن بعثة من خريجينه للدجراسة في باريس، وقضي بها 10 سنوات، وصبر فيها على ما لقي من شدائد في ظلمات الحرب العالمية الثانية، حتى حصل على الليسانس من جامعة "السوربون".

حصل "ألفحام" على الدكتوراه في الآداب بدرجة الشرف الممتازة من جامعة باريس عام  1946م، وعاد الشيخ إلى مصر فوجد شهرته العلمية قد سبقته، فنهض بتدريس الأدب المقارن لطلبة كلية اللغة العربية، وبتدريس النحو بكلية الآداب - جامعة الإسكندرية.

وظل الفحام يتدرج في وظائف التدريس حتى صارعميدًا لكلية اللغة العربية عام 1959م، حتى تقاعد ولكنه لم يصرف ذهنه عن البحث والدروس في مكتبته الخاصة، إلى أن تم اختياره شيخًا للأزهر الشريف عام 1389هـ، 1969م.

ويضم تاريخ مشيخة الأزهر العديد من النوابغ الدينية منذ نشأته فقد مر على ذلك المنصب 50 إمامًا حتى الآن، وفي هذا التقرير سنذكر بعضًا منهم: 

محمد الخرشي

لقى الشيخ تعليمه على يد نخبة من العلماء والأعلام، مثل والده الشيخ جمال الدين عبد الله بن علي الخرشي الذي غرس فيه حبًّا للعلم وتطلعًا للمعرفة، كما تلقى العلم على يد الشيخ العلامة إبراهيم اللقاني، وكلاهما - الشيخ اللقاني ووالده الخرشي - تلقى معارفه وروى عن الشيخ سالم السنهوري عن النجم الغيطي عن شيخ الإسلام زكريا الأنصاري عن الحافظ ابن حجر العسقلاني بسنده عن البخاري.

وقد درس الشيخ محمد بن عبد الله الخرشي علوم الأزهر المقررة حينئذ، ودرس أمهات الكتب في كل هذه العلوم على أيدي شيوخ عظماء بعلمهم وخلقهم.

وقد ظل الشيخ عشرات السنين يعلم ويتعلم، ويفيد ويستفيد من العلم والعلماء، وظل يروي طيلة حياته ويُروى عنه، وبات يضيف ويشرح ويعلق على كل ما يقع بين يديه وتقع عيناه، فأفاد بلسانه وقلمه جمهرة كبيرة من العلماء الذين كانوا يعتزون به وبالانتماء إليه، والنهل من علمه الغزير، ومعرفته الواسعة.

كما تكاد الروايات تجمع على أن الشيخ الخرشي—أول من تولى منصب شيخ الأزهر، فقد ولي مشيخة الأزهر عام 1090هـ ، 1679م، وكان عمره وقتذاك حوالي ثمانين عامًا، واستمر في المشيخة حتى توفاه الله.

إبراهيم البرماوي

نزح البرماوي إلى القاهرة، والتحق بالأزهر الشريف ليدرس علوم اللغة العربية والشريعة على أيدي كبار علماء عصره، ولكنه لازم دروس الشيخ أبي العباس شهاب الدين أحمد بن أحمد بن سلامة القليوبي، الذي احتفى بالبرماوي لما رأى من نبوغه، مما جعل البرماوي يتصدى للتدريس والجلوس مكان أستاذه الشيخ القليوبي.

وتولى الشيخ البرماوي مشيخة الأزهر عام 1101 هـ/ 1690 م، وهو بذلك ثاني من ولي مشيخة الأزهر، وهذا مثبت من المصادر التاريخية، إلا أن الشيخ سليمان الزياتي أغفله في كتابه «كنز الجوهر» وجعل الشيخ النشرتي هو الشيخ الثاني للأزهر متابعاً في هذا الجبرتي، كما تابعه في هذا علي مبارك في الخطط التوفيقية، وقد صحح العلامة الشيخ أحمد رافع الطهطاوي خطأ الجبرتي ومن تابعه.

محمد النشرتي

وُلِدَ ببلدة نشرت التابعة لمركز قلين بمحافظة كفر الشيخ، وحَفِظَ القُرآن الكريم، وكان ذو قدرةٍ فائقةٍ على توضيح وإعراب ما في نفسه، والإبانة عمَّا يجولُ بخاطِره وفكره، ومن أجل ذلك كثُر تلاميذه، واشتدَّ الإقبال على دروسه، لا من مصر وحدَها بل من شتَّى ديار الإسلام كافَّة.

انتقل النشرتي من بلدته إلى القاهرة في صباه ليلتحق بالأزهر، وتفوق في دراسته، ليتصدى فيما بعد للتدريس وتصدر حلقات الدرس حتى اختير شيخاً للأزهر بعد وفاة الشيخ البرماوي. 

وتزعم النشرتي علماء المالكية في عصره، ولم يتوقف عن التدريس حتى بعد أن تولى مشيخة الأزهر التي ظل فيها أربعة عشر عاما.

وتولى الشيخ النشرتي مشيخة الأزهر عام 1106 هـ بعد وفاة الشيخ إبراهيم البرماوي، وامتدت مشيخته للأزهر 14 عاماً، حتى وفاته عام 1120 هـ.

عبد الباقي القليني

ولد في مدينة قلين، التابعة حالياً لمحافظة كفر الشيخ، وإليها نُسب، ولا يُعرف تاريخ ميلاده لعدم انتظام النواحي الإدارية في ذلك الوقت، وعدم الاهتمام بهذه الأمور. ثم غادر القليني قريته قاصداً القاهرة ليلتحق بالجامع الأزهر، وكان من شيوخه الشيخ البرماوي والشيخ النشرتي (وكلاهما سبقه في مشيخة الأزهر).

وتولى الشيخ القليني مشيخة الأزهر عام 1120 هـ/ 1709 م، بعد وفاة شيخه النشرتي، وبعد أن خاض تلاميذه وزملاؤه صراعاً عنيفاً من أجل توليته المنصب. 

ولم يشترك القليني في هذا الصراع من قريب أو من بعيد لوجوده بعيداً عن القاهرة آنذاك بل اشترك فيه تلاميذه وزملاؤه المقربون الذين كانوا يرون أنه الأحق بولاية هذا المنصب الجليل، وقد ظل الشيخ القليني في هذا المنصب حتى وفاته.

محمد شنن

نشأ الشيخ شنن في قريته، وفيها حفظ القرآن الكريم، ثم قصد الجامع الأزهر لاستكمال علومه الدينية. وقد اشترك الشيخ شنن في الفتنة التي حدثت بين فريقي الشيخ القليني والشيخ النفراوي، وكان مؤيداً للشيخ أحمد النفراوي، فلما تدخل ولاة الأمور في ذلك صدرت الأوامر بنفي الشيخ شنن إلى قريته "الجدية"، وتحديد إقامة الشيخ النفراوي في بيته.

وعندما توفي الشيخ أحمد النفراوي أثناء مشيخة الشيخ عبد الباقي القليني، مما دعا شيوخ الأزهر للإجماع على تولية الشيخ محمد شنن المشيخة؛ إذ كان ثلاثتهم (النفراوي والقليني وشنن) هم الأقطاب الثلاثة في ذلك العصر، وكان جميعهم على المذهب المالكي، الذي كانت المشيخة لا تخرج إلا منه غالباً.

إبراهيم الفيومي

انتقل الشيخ الفيومي من موطنه في الفيوم إلى القاهرة في مطلع شبابه للدراسة في الأزهر، فتلقى العلم على عدد من كبار شيوخ عصره منهم الشيخ محمد الخراشي، أول شيوخ الجامع الأزهر، الذي قرأ الفيومي عليه كتاب الرسالة لأبي عبد الله بن أبي زيد القيرواني وشرحها، معيداً لها.

وبرز الفيومي في علم الحديث، الذي أخذه عن عدد من علمائه البارزين في ذلك العصر، ومن بينهم يحيى الشهاوي، وعبد القادر الواطي، وعبد الرحمن الأجهوري، وإبراهيم البرماوي (ثاني شيوخ الأزهر الشريف) ومحمد الشرنبابلي، وغيرهم، كما كان من شيوخ الفيومي في بقية العلوم الشبراملسي، والزرقاني، والشهاب أحمد البشبيشي، والغرقاوي، وعلي الجزايرلي الحنفي، وغيرهم.

وتولى الشيخ الفيومي مشيخة الأزهر سنة بإجماع الشيوخ عام  1133 هـ/1720 م، بعد وفاة الشيخ محمد شنن.

عبد الله الشبراوي

تتلمذ الشبراوي على الشيخ محمد بن عبد الله الخرشي، ونال إجازته وهو دون العاشرة، الذي كان من الشعراء المرموقين في عصره، وقد تأثر الشبراوي بأدبه كما درس عليه علم الحديث. 

وتولى الشيخ الشبراوي مشيخة الأزهر عام 1137 هـ/1724 م، وكان أول من ولي المشيخة من مشايخ المذهب الشافعي.

محمد الحفني

نشأ الحفني بقريته وحفظ بها القرآن الكريم حتى سورة الشعراء، وأشار الشيخ عبد الرؤوف البشبيشي على أبيه بإرساله إلى الأزهر فاقتنع الأب بذلك وأرسله إلى الأزهر وهو في الرابعة عشرة من عمره، فأتم فيه حفظ القرآن، ثم اشتغل بحفظ المتون فحفظ ألفية ابن مالك في النحو، والسلم في المنطق، والجوهرة في التوحيد، والرحبية في الفرائض، ومتن أبي شجاع في فقه الشافعية، وغير ذلك من المتون.

وتبحر الحفني في علوم النحو والفقه والمنطق والحديث والأصول وعلم الكلام، كما برع في العروض وأظام نظم الشعر بالفصحى والعامية، كما برع في كتابة النثر طبقاً لأسلوب عصره.

و تولى الشيخ الحفني مشيخة الجامع الأزهر بعد وفاة الشيخ الشبراوي عام 1171 هـ/1757 م، وظل في منصب المشيخة مدة عشر سنوات.

عبد الرؤوف السجيني

ولد ببلدة سجين الكوم بمحافظة الغربية عام 1154 هـ. كان من أسرة اشتهرت بالعلم، وكان أستاذه الأكبر عمه الشيخ الشمس السجيني، فقد كان عمه فقيهًا نحويًّا أصوليًّا شافعيًّا، ولازمه حتى تخرج على يديه، وأنه خلفه في دراسة (منهج الطلاب للأنصاري) فقد كان من الكتب المقررة الهامة في مذهب الشافعي بالأزهر.

و تولى الشيخ السجيني مشيخة الأزهر عام 1181 هـ، عقب وفاة الشيخ الحفني، ولكنه انتقل إلى رحمة ربه في العام التالي. كان الشيخ قبل ولايته لمشيخة الأزهر، تولَّى مشيخة رواق الشراقوة بالأزهر، وظل شيخًا له حتى بعد ولايته لمشيخة الأزهر، فلما مات خلفه فيه ابن أخته الشيخ محمد بن إبراهيم بن يوسف الهيتمي السجيني.

أحمد الدمنهوري

أحمد بن عبد المنعم بن يوسف بن صيام الدمنهوري، ولد عام 1101 هـ/ 1689 م بمدينة دمنهور وإليها يرجع لقبه الدمنهوري، ودرس في كتّاب القرية، فحفظ القرآن الكريم، وتعلم مبادئ القراءة والكتابة. 

ثم رحل إلى القاهرة، والتحق بالأزهر صغيرًا، وتلقى فيه العلوم الشرعية واللغوية على يد عدد من مشايخه الأزهر، درس به الفقه على المذاهب الأربعة، حتى أطلق عليه المذاهبي، وأجازوه فيها، كما ودرس كتب التفسير والحديث والمواريث الفقه والعلوم الحكمية وعلم الأصول والقراءات والتصوف والنحو والبلاغة، والهندسة والفلك والفلسفة والمنطق والطب.

وتولى مشيخة الجامع الأزهر عام 1183 هـ/ 1768 م خلفًا للشيخ عبد الرؤوف محمد السجيني. وكان الخليفة العثماني مصطفى بن أحمد خان له عناية ومعرفة بالعلوم الرياضية والفلك، فكان يراسل الشيخ الدمنهوري ويهاديه ويبعث له بالكتب.

أحمد العروسي

نشأ الشيخ العروسي في قريته، وفيها حفظ القرآ الكريم ودرس العلوم الدينية واللغوية، كما درس العلوم الرياضية والفلك والمنطق، وأخذ الطريقة الصوفية عن السيد مصطفى بن كمال الدين البكري، ولازمه وتلقن منه الذكر، ثم انتقل العروسي إلى الأزهر وتلقى العلم على كبار شيوخه.

و تولى الشيخ العروسي مشيخة الأزهر بعد وفاة الإمام الدمنهوري عام 1192 هـ، وظل في المشيخة حتى وفاته.

عبد الله الشرقاوي

أحد مشايخ الأزهر الشريف في القرن الثالث عشر الهجري، تعلم في الأزهر الشريف وتولى مشيخته عام 1208 هـ، وكانت له مواقف شجاعة أثناء ثورة أهل بلبيس في يوليو 1795، وخلال الحملة الفرنسية على مصر، و نصب كل من الشيخ عبد الله الشرقاوي والقاضي وعمر مكرم محمد علي واليا على مصر عام 1805 ميلاديا.

محمد الشنواني

ولد بقرية شنوان الغرب ونُسِبَ إليها، وفي هذه القرية حفظ القُرآن، ثم ارتحل للأزهر ليُحقِّق أملَه في الالتحاق به، وتلقَّى علومه على كثيرٍ من أعلام عصره، وتفقَّه على أيديهم.

وعندما تُوفِّي الشيخ الشرقاوي اتَّجهت إليه الأنظار تهرَّب، وغاب بعيدًا عن بيته، لكنَّ الباشا الوالي أمَر القاضي أنْ يجمع العلماء واختيار شخصٍ خالٍ من الأغراض والشُّبهة، فوقع الاختيار عليه؛ فأمر الجند بالبحث عنه، وأوكلَ إليه المشيخة بعد رفضِه الشديد من «الشنواني»، لكنَّ الوالي أصرَّ عليه، وجعله شيخًا للأزهر، وذلك في شوال عام 1227هـ / 1812م، ونزل في دارٍ أخرى أوسع من داره لتُناسب المنصب الجديد، وتغيَّرت حاله من فقرٍ إلى غني، ومن ضيقٍ إلى سعة، ولكنَّه بقي يُلقِي دروسَه ويُؤدِّي خدماته إلى نهاية أجله، ومعنى هذا أنَّ الشيخ كان مُنصرفًا إلى الأزهر وأهله، ومن الحظِّ أنَّه لم يَدُمْ في المشيخة طويلاً لعلَّته وسقمه.

أحمد الدمهوجي

ولد بالقاهرة عام 1170 هـ، وقيل عام 1176 هـ. كانت داره برقعة القمح، وراء رواق الصعايدة، بجوار الأزهر، وهناك عطفة تعرف بعطفة الدمهوجي. ويعود نسب الشيخ الدمهوجي إلى قرية دمهوج بمحافظة المنوفية، بالقرب من بنها، وهي القرية التي يرجع إليها أصل عائلته وإقامتهم فيها قبل انتقالهم إلى القاهرة، لذلك انتسب إليها، برغم أن ولادته كانت في القاهرة.

وتلقى الشيخ الدمهوجي العلوم الأزهرية على أيدي علماء الأزهر وشيوخه، وأثبت في تحصيل العلوم درجة عالية، وشغفًا عظيمًا، فقد كان ذكاؤه باهرًا.

و بعد وفاة الشيخ محمد العروسي ظل منصب مشيخة الأزهر خاليًا إلى أن جاء قرار الوالي -بعد إجماع العلماء- بتكليف الشيخ الدمهوجي لتحمل أعباء هذا المنصب، وعُيِّن الشيخان المهدي والأمير وكيلين للشيخ الدمهوجي نظرًا لكبر سنه، واحتياجه لمن يساعده في القيام بمهام هذا المنصب. وقد تولَّى الشيخ الدمهوجي مشيخة الأزهر فترة قصيرة جدًّا وهي ستة شهور فقط، حتى توفاه الله.

حسن العطار

كان شيخاً للأزهر، ولد بالقاهرة، وكان أبوه الشيخ «علي محمد العطار» فقيرا يعمل عطاراً، من أصل مغربي وكان له إلمام بالعلم، وكان حسن يساعد والده في دكانه، ولما رأى منه الوالد حباً للعلم، وإقبالاً على التعلم شجعه على ذلك، فأخذ حسن يتردد على حلقات العلم بالأزهر.

إبراهيم الباجوري

ولد في بلدة الباجور بمحافظة المنوفية في مصر في عام 1784 م 1198 هـ، نشأ فيها في حجر والده، وقرأ عليه القرآن الكريم وجوده، ثم قدم إلى الجامع الأزهر في عام 1212 هـ لأجل تحصيل الآداب والعلوم الشرعية، وسنه إذ ذاك أربع عشرة عامًا ومكث فيه حتى الاحتلال الفرنسي لمصر 1798 م،  فخرج وتوجه إلى الجيزة وأقام بها مدة وجيزة ثم عاد إليه عام 1801 م، فأخذ في الاشتغال بالتعليم والتحصيل.

وتولى مشيخة الأزهر الشريف لمدة 12عام يبدأ من عام 1847م/1263 هـ.

مصطفى العروسي

نشأ الشيخ مصطفى العروسي في بيت علم، وحفظ القرآن على يد والده الإمام محمد بن أحمد العروسي شيخ الجامع الأزهر والتحق بالأزهر وتعلم على أيدي كبار العلماء ومنهم الشيخ إبراهيم الباجوري والشيخ أحمد بن عبد الجواد السفطي والشيخ حسن القويسني وكلهم كانوا من مشايخ الأزهر الشريف ومن كان هؤلاء شيوخه فلا بد أن يكون لدية غزير المعرفة وسعة العلم .

ولما أضعف المرض الإمام إبراهيم الباجوري واقعدة نظراً لتقدمه في السن، صدر القرار بإنابة أربعة وكلاء عنه في القيام بشؤون الأزهر، وكان يرأسهم الشيخ مصطفى العروسي، وما إن توفي الشيخ الباجوري حتى تولى الشيخ العروسي المشيخة عام 1281 هـ/ 1864 م، كما تولاها من قبل أبوه وجده.

محمد المهدي العباسي

في عهد الخديوي إسماعيل تولى محمد المهدي الأزهر عام 1287 هـ، خلفًا للشيخ مصطفى العروسي، مع احتفاظه بمنصب الإفتاء، فكان أول من جمع بين المنصبين وأول حنفي يتولى مشيخة الأزهر، وكان عادة يتولى المشيخة العلماء من أصحاب المذهب الشافعي، وهو يعد أصغر من تولى المشيخة في تاريخها المديد.

شمس الدين الأنبابي

ولد بالقاهرة عام 1240هـ - 1824م وبدأ حياته كصبية عصره بحفظ القرآن الكريم وبعض المتون، ثم بدأ دراسته بالأزهر سنة 1253هـ، وتتلمذ غلى كبار شيوخه، ولم يمرّ عليه غير وقت قليل حتى لفت أنظار شيوخه، فأذنوا له بالتدريس بالأزهر والمدارس التابعة له، وذلك لما كان يمتاز به من العلم الغزير، ومن حسن الإلقاء وجودة التعبير.

وفي عام 1299هـ /1882 م تم تعيينه شيخا للأزهر، وذلك أثناء الثورة العرابية، وأنعم عليه السلطان عبد الحميد برتبةٍ شرفيةٍ، ولم تطل مدته في المشيخة حيث قدم استقالته على إثر حوادث ثورة عرابي، وفي عام 1304هـ صدر قرارٌ بتعيينه مرة ثانية شيخًا للأزهر وظلَّ بها 9 سنوات، حتى استقال منها لظروفٍ صحيةٍ عام 1312هـ وكرمَّه الخديو عباس وأرسل إليه رسالة رقيقة يشكره فيها، وفي أثناء ولايته الثانية للمشيخة أنعم عليه الخديو عباس بالنيشان العثماني من الدرجة الأولى.

حسونة النواوي

ولد بقرية نواي بمركز ملوي بمحافظة المنيا عام 1255 هـ، ولما ترعرع حضر إلى الأزهر وتلقَّى به العلم على شيوخ وقته، وامتاز بقوة الحفظ، وجودة التحصيل، وشدة الذكاء، واستمر في دراسته حتى حصل على شهادة العَالِمية.

وتم تعيينه في مشيخة الأزهر الشريف في عام 1313 هـ / 1895 م، خلفاً للشيخ الإنبابي بعد أن استقال، كما صدر قرار بتعيين فضيلته في المجلس العالي بالمحكمة الشرعية في العام نفسه مع بقائه شيخًا للأزهر الشريف، ثم في عام 1899 أصدر الخديوي قرارًا بتنحيته، وتولية ابن عمه الشيخ عبد الرحمن القطب النواوي بعد أن عارض ندب قاضيين من مستشاري محكمة الاستئناف الأهلية ليقوما بمشاركة قضاة المحكمة الشرعية في الحكم.

وفي عام  1324 هـ/ 1907 م، أعيد الشيخ حسونة إلى مشيخة الأزهر مرة ثانية بعد أن توالى على المشيخة أربعة من المشايخ بعد الفترة الأولى لمشيخة الشيخ حسونة النواوي، ولكنه آثر ترك المنصب بعد أقل من ثلاث سنوات، فاستقال في 1327 هـ.

سليم البشري

درس الشيخ سليم في أعرق جامعة إسلامية ألا وهي الجامع الأزهر، وقد ترقى في المراتب العلمية والروحية حتى نال تلك المنزلة الرفيعة وهي تولي مشيخة الأزهر لفترتين متعاقبتين كانت الأولى عام 1900م/ 1320هـ، والثانية استمرت من عام 1909م حتى وفاته عام 1916م/ 1335هـ، وتميزت فترة توليه لمشيخة الأزهر بالحزم وحسن الإدارة حيث تم في عهده تطبيق نظام امتحان الراغبين في التدريس بالأزهر.

محمد أبو الفضل الجيزاوي

ولد بقرية وراق الحضر من قرى محافظة الجيزة عام 1264 هـ، وتلقى تعليمه بالأزهر على يد أفاضل العلماء، وعين عضواً في إدارة الأزهر في عهد الشيخ البشرى، ثم وكيلاً للأزهر عام  1326 هـ 1908 مـ ولم يترك التدريس طوال هذه الفترة، تولى المشيخة سنة 1335 هـ 1917 مـ، وعاصر أحداث الثورة المصرية عام 1919م، وما تلاها من صراع بين الشعب ومستعمريه وحكامه، وقاد مسيرة الأزهر في خضم تلك الأحداث حتى توفي عام 1346 هـ / 1927م.

مصطفى عبد الرازق

مفكر وأديب مصري، وعالم بأصول الدين والفقه الإسلامي شغل منصب شيخ الجامع الأزهر الشريف، ويعتبر مجدد للفلسفة الإسلامية في العصر الحديث، وصاحب أول تاريخ لها بالعربية، ومؤسس «المدرسة الفلسفية العربية». 

وتولى منصب وزير الأوقاف ثماني مرات، وكان أول أزهري يتولاها، واختير شيخا للأزهر في عام 1945م / محرم 1365 هـ.

محمد مأمون الشناوي

شيخ الأزهر الشريف السابع والثلاثين، عمل على تقوية الروابط بين الأزهر والعالم الإسلامي، فأوفد البعوث العلمية المختلفة إلى أنحاء العالم الإسلامي؛ لنشر العقيدة الصحيحة، ومبادئ الإسلام وشرائعه، والتقريب ما بين الطوائف المختلفة. وافتتحت في عهده خمسة معاهد جديدة تغطي عواصم الإقليم. ومن أهم مآثره ما فعله لإلغاء البغاء في مصر، الذي وضعه الاستعمار ونص عليه بصفة رسمية.

عبد المجيد سليم

ولد الشيخ عبد المجيد سليم في عام  1299هـ/ 1882م، في قرية (ميت شهالة)، بمحافظة المنوفية ، حفظ القرآن وجوّده، ثم التحق بالأزهر، وكان متوقد الذكاء مشغوفاً بفنون العلم متطلعاً إلى استيعاب جميع المعارف. 

وكان يختار أعلام الأساتذة والمشايخ ليتتلمذ عليهم، ونال شهادة العالمية من الدرجة الأولى عام  1908م، وشغل وظائف التدريس، والقضاء، والإفتاء، ومشيخة الجامع الأزهر، ومكث في الإفتاء قرابة عشرين عامًا، وله من الفتاوى ما يقرب من 15 ألف فتوى، وتولى مشيخة الأزهر مرتين، وأُقِيل في أولاهما؛ لأنَّه نقدَ الملك، ثم استقال من المنصب في المرة الثانية في عام 1952م، وتوفي في عام 1374هـ/ 1954م. 

محمد الخضر حسين

ولد محمد الخضر حسين في مدينة نفطة بتونس في عام 1293هـ/ 1876م، وأصل أسرته من الجزائر، من عائلة العمري، من قرية طولقة (ببسكرة)، وهي واحة من واحات الجنوب الجزائري.

ونشأ الشيخ في هذه البيئة طالبًا للعلم فحفظ القرآن، ودرس العلوم الدينية واللغوية على يد عدد من العلماء منهم خاله الشيخ محمد المكي بن عزوز الذي كان يرعاه ويهتم به، وحاول الشيخ منذ سن الثانية عشرة أن يقرض الشعر، ثم برع فيه بعد ذلك.

وقد تخرج الشيخ في الزيتونة عام  1316هـ/1898م، وألقى دروسًا في الجامع في فنون مختلفة متطوعًا، وبقي كذلك مع حضور مجالس العلم والأدب المختلفة.

وحصل على عضوية هيئة كبار العلماء برسالته «القياس في اللغة العربية» عام 1370 هـ/1950م، ثم اختير شيخا للأزهر في عام 1371هـ/ 1952م، واستقال في عام 1373 هـ/ 1954م.

محمود شلتوت

عالم إسلامي مصري وشيخ الجامع الأزهر 1958 - 1963م، نال إجازة العالمية عام 1918م، وعين مدرساً بالمعاهد ثمّ بالقسم العالي ثمّ مدرساً بأقسام التخصص، ثمّ وكيلاً لكلية الشريعة، ثمّ عضواً في جماعة كبار العلماء، ثمّ شيخاً للأزهر سنة 1958م، وكان عضواً بمجمع اللغة العربية عام 1946م، وكان أول حامل للقب الإمام الأكبر.

جاد الحق علي جاد الحق

شيخ الأزهر الشريف ومفتي الديار المصرية سابقًا، تقلد العديد من المناصب الرفيعة، وخدم الدين والعلم في كل منصب تقلَّده؛ قاضيًا ومفتيًا ووزيرًا، ثم شيخًا للأزهر. 

وكان من أبرز جهوده في هذا الشأن اهتمامه بالبحوث في مختلف أصول الدين وفروعه والمعارف الإسلامية مما كان له نتائج وفوائد جمَّة، منها التوسّع في إنشاء المعاهد الدينية والكليَّات ومكاتب الدعوة والإرشاد بحيث تضاعف عدد تلك المؤسسات أضعافًا كبيرة داخل مصر وخارجها.

محمد سيد طنطاوي

شيخ الجامع الأزهر من عام 1996 إلى 2010. اعتبر شخصية مبجلة في أوساط كثير من المسلمين حول العالم، إضافة أن فتاويه كان لها تأثيرًا كبيرًا، كما اعتبر عالم دين معتدل، مناصرًا لقضايا المرأة مما جعله هدفًا متكررًا للهجوم من قبل الإسلاميين المتشددين. 

وتولى الكثير من المناصب القيادية في المؤسسة السنية الأولى في العالم، وله تفسير لكثير من سور القرآن، لكن هناك من اعتبر بعض مواقفه السياسة ليست موفقة، وأنها طغت أكثر على الجانب العملي والعلمي في حياته.

أحمد الطيب

الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر (الإمام الثامن والأربعون) منذ 19 مارس 2010 وحتى الآن، والرئيس السابق لجامعة الأزهر، ورئيس مجلس حكماء المسلمين، وهو أستاذ في العقيدة الإسلامية ويتحدث اللغتين الفرنسية والإنجليزية بطلاقة وترجم عدداً من المراجع الفرنسية إلى اللغة العربية وعمل محاضراً جامعياً لمدة في فرنسا.

ولديه مؤلفات عديدة في الفقه والشريعة والتصوف الإسلامي. ينتمي الطيب -وهو من محافظة الأقصر في صعيد مصر- إلى أسرة صوفية ويرأس أخوه محمد الطيب الطريقة الصوفية الخلوتية.

Dr.Randa
Dr.Radwa