سرطان الغدة الدرقية هو أحد الأورام الخبيثة التي تشهد انتشارًا نسبياً في الآونة الأخيرة، وقد كشف باحثون بريطانيون أن خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية يزداد مع تكرار التصوير بالأشعة عند طبيب الأسنان وأرجعوا ذلك إلى حساسية الغدة لهذا النوع من الإشعاع خاصة لدى الأطفال.
في هذا السياق، يقول الدكتور ياسر المنسي "استشاري السكر والغدد الصماء" إن العلماء لم يتوصلوا حتى الآن إلى السبب المباشر للإصابة بسرطان الغدة الدرقية, ولكن ثمة اكتشافات وجدت أن هناك علاقة مباشرة بين الأشعة التي يتعرض لها الإنسان خاصة تلك التي تتم في منطقة الرأس ومنها أشعة تصوير الأسنان، والإصابة بأورام الغدة الدرقية.
وأوضح أن الغدة الدرقية تعرف بحساسيتها العالية تجاه الأشعة, حيث تساهم الأشعة في إحداث طفرات بحجم خلايا الغدة والتي قد تتطور إلى حد السرطان, وأشار إلى أن أشعة تصوير الأسنان على الرغم من أنها تتميز بصغر حجم جرعتها، إلا أن تكرارها لعدة مرات متتالية يجعلها مهددة لخلايا الغدة الدرقية.
وأضاف: "هذا بجانب أسباب أخرى تم اكتشافها تؤدي إلى الإصابة بورم الغدة الدرقية تتعلق بالعامل الوراثي، حيث تزداد لدى الأفراد الذين لهم تاريخ وراثي في هذا المرض, كما أن الأشخاص الذين يوجدون في بيئة الحرب أو يعملون في المحطات النووية يكونون أيضًا أكثر عرضة بسبب تعرضهم للإشعاعات النووية".
وأشار المنسي إلى أن الإصابة بسرطان الغدة الدرقية قد لا تصاحبها أعراض في البدايات ولكن سرعان ما تظهر الأعراض بمرور الوقت وتتمثل في:
-تورم في الرقبة مصحوب بالشعور بآلام قد تمتد إلى الأذنين أحيانا.
-صعوبة في التنفس.
-بحة في الصوت.
-صعوبة في البلع.
وأكد أن علاج سرطان الغدة الدرقية يخضع في أغلب حالاته للعلاج الجراحي لإزالة كل أو بعض الغدة الدرقية.
ولفت إلى أن أهم سبل الوقاية تتمثل في تجنب التعرض للإشعاعات خاصة في منطقة الرأس، وفي حال الضرورة لابد من ارتداء واقي الغدة الدرقية، كما أنه على الأشخاص الذين يعملون بمحطات نووية أو يعيشون بجوارها إجراء الفحوصات الدورية مع أخذ بعض الأدوية الواقية والتي من أهمها "يودات البوتاسيوم" والتي تمنع من الإصابة بسرطان الغدة الدرقية.