الأربعاء 26 يونيو 2024

سعيد أبو علي: القضية الفلسطينية مفتاح اجتثاث الإرهاب

3-8-2017 | 13:43

أكد السفير سعيد أبو على، الأمين العام المساعد لشئون فلسطين والأراضى العربية المحتلة، أن القضية الفلسطينية ما زالت وستبقى العامل الرئيسي الذي يحدد مصير المنطقة بأكملها فهي مفتاح السلام والأمن والاستقرار واجتثاث الاٍرهاب ومفتاح التنمية والازدهار الذي لن يتحقق إلا بتمكين الشعب الفلسطيني من استعادة حقوقه الوطنية الثابتة وممارسة استقلاله في دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، محذرًا من استمرار التهرب من استحقاق ومتطلبات تحقيق السلام العادل الذي تمارسه سلطات الاحتلال الإسرائيلي وصولًا إلى الدفع نحو تفجير حرب دينية في المنطقة جراء الممارسات والمخططات الاحتلالية التي تستهدف القدس والحرم القدسي واستمرار ممارسات وانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه على الأراضي الفلسطينية.

وقال أبو علي في تصريحات صحفية له اليوم الخميس  بمقر الجامعة العربية، إن تصعيد الاقتحامات للمسجد، وقيام مئات المستوطنين بمسيرات استفزازية وأعمال عربدة في محيطه وباحاته بحماية سلطات الاحتلال الرسمية إنما يؤشر إلى تمادي الصلف والاستهتار الإسرائيلي بالقيم الدينية والإنسانية وبالقوانين الدولية واستمرار تحدي إرادة المجتمع الدولي واستفزاز مشاعر العرب والمسلمين والإصرار على مواصلة نفس السياسات ومتابعة تنفيذ المخططات التي تستهدف القدس والحرم القدسي والعودة من جديد لفرض تدابير وإجراءات عدوانية ضد الحرم بعد فشل المحاولات السابقة في فرض البوابات الإلكترونية من الكاميرات بأسطورة الصمود والتصدي المقدسي والفلسطيني، ما يستدعي استمرار اليقظة والاستعداد وحشد الطاقات لمواجهة الاعتداءات والإجراءات الإسرائيلية.

وحذر أبو علي، من أن تحديد أعمار الداخلين إلى المسجد الأقصى المبارك يعتبر تدخلًا سافرًا واعتداءً على حرية العبادة مع رفض أي تدخل أو إجراء يمس الوضع القانوني والتاريخي القائم بالحرم، محملًا سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسئولية الكاملة عن الأحداث الأخيرة وعن أي إخلال أو مساس بهذا الوضع القائم وما يمكن أن يليه من تداعيات وتبعات.

وشدد أبو علي، على أن المسجد الأقصى المبارك هو للمسلمين وحدهم كما أكدت ذلك القرارات الدولية سواء بمجلس الأمن أو اليونسكو، وأنه لا يمكن أن يتحقق سلام عادل ولا استقرار في المنطقة إلا بإنهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، منوهًا أن الاجتياحات الأخيرة التي نفذها ما يزيد عن ألف مستوطن للمشاركة في المسيرات التهويدية تؤكد استمرار محاولات تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم.

وتابع الأمين العام المساعد: “من الواضح أن الحكومة الإسرائيلية برئاسة (نتنياهو) اختارت كعادتها تصعيد إجراءاتها القمعية والتهويدية في القدس، باحثةً عن مزيد من التدابير والانتهاكات لتوتير المناخ والأجواء السياسية إفشالا لأي جهد دولي يسعى لإحياء عملية السلام، وهو ما يستدعي تدخلًا دوليًا عاجلًا للجم الانفلات الإسرائيلي الذي بات يشكل تهديدًا حقيقيًا ومباشرًا للأمن والسلم الدوليين، ولإجبار إسرائيل كقوة احتلال على احترام القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية وقبل فوات الأوان وانفجار حرب دينية”.

وقال أبو علي: “إننا ننتظر مضاعفة الجهود الدولية، خاصة أن تقوم الإدارة الأمريكية بإلزام الحكومة الإسرائيلية بوقف انتهاكاتها وجرائمها بحق الشعب الفلسطيني وإنقاذ حل  الدولتين بإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وإطلاق عملية السلام من جديد، مضيفًا أن الصمت والتراخي الدولي بات يفسر من قبل الحكومة الإسرائيلية على أنه ضوء اخضر للمضي قدما في تدمير خيار حل الدولتين الذي يعبر عن الإرادة الدولية والخيار الدولي الوحيد وهو ما تمليه الحكومة الإسرائيلية على الأرض من خلال سياساتها وممارساتها وقوانينها”.

ولفت الأمين العام المساعد، إلى خطورة المقترح الذي تقدمت به أحزاب اليمين الإسرائيلي المتطرف وقيادات ووزراء وأعضاء فى الكنيست، بضم خمس مستوطنات استعمارية كبرى إلى مدينة القدس، وهى: معاليه ادوميم، وغوش عتصيون، وجفعات زئيف، وبيتارعيليت، وإفرات، مؤكدًا أن ذلك يشكل اعتداءً على حقوق الشعب الفلسطيني وتحديًا للمجتمع الدولي وانتهاكًا جسيمًا لقرارات الشرعية الدولية، بالإضافة إلى خطورة هذه المستوطنات وأثرها على القدس والمقدسيين في سياق المخططات التي تستهدف المدينة.

وشدد أبو علي، على خطورة هذه المخططات التهويدية الاستعمارية على مدينة القدس وعلى الجهود المبذولة في سبيل إحياء عملية السلام، وعلى خيار حل الدولتين، ما يتطلب الوقوف بحزم أمام هذه المقترحات والمشاريع الاستيطانية العدوانية، مطالبًا المجتمع الدولي بإجبار إسرائيل على وقف أنشطتها الاستيطانية فورًا، وتنفيذ القرارات الأممية الخاصة بالاستيطان وخاصة قرار مجلس الأمن 2334.

وأوضح أن مجلس الجامعة العربية الذي عقد على مستوى وزراءالخارجية الخميس الماضي، شدد على إزالة كل الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل بحق الأقصى وعلى عودة الأمور لما كانت عليه قبل الرابع عشر من الشهر الجاري، وأن المجلس قرر البقاء بحالة انعقاد مستمر لمتابعة أي تطورات جديدة، وبالتالي، فإن الجامعة العربية تتابع بقلق شديد التطورات بالغة الخطورة في القدس واستمرار الاعتداءات والانتهاكات غير المسبوقة للمسجد الأقصى، بما في ذلك الاحتجاجات وعربدة المستوطنين وتحديد أعمار المصلين، لما في ذلك خرق واضح لكل قوانين وقرارات الشرعية الدولية الضامنة لحرية العبادة وممارسة الشعائر الدينية، ولكل القرارات المتكررة التي اتخذتها الأمم المتحدة، وخاصة اليونسكو بشأن القدس، والمسجد الأقصى.