تشهد سماء مصر مساء اليوم ظاهرة فلكية جديدة وهي وصول كوكب المشتري عملاق نظامنا الشمسي إلى اقرب مسافة له من الأرض وهي الأقرب منذ 59 عامًا وذلك بالتزامن مع وصوله إلى حالة التقابل، وهي ظاهرة فلكية نادرة.
تقارب المشترى من الأرض
ووفقا لما أعلنته الجمعية الفلكية بجدة فإن ظاهرة التقابل شائعة بالنسبة للمشتري فهي تحدث كل 13 شهرًا وهو الوقت الذي تستغرقه الأرض للدوران مرة واحدة حول الشمس بالنسبة إلى المشتري ، في حين يكون الكوكب والأرض في اقرب مسافة بينهما مرة واحدة تقريبًا في السنة، ولكن نادراً ما يتزامن أن يكون المشتري في اقرب مسافة من كوكبنا ( الحضيض) ويكون كذلك في التقابل.
ومن المتوقع أن يصل المشتري إلى أقرب مسافة من الأرض عند الساعة 05:00 صباحًا بتوقيت مكة (02:00 صباحاً بتوقيت غرينتش) وسيكون على بُعد حوالي 591 مليون كيلومتر من كوكبنا - مقارنة بأبعد نقطة 960 مليون كيلومتر - وقد كانت آخر مرة يكون بهذه المسافة من كوكبنا في أكتوبر 1963.
بعد ذلك سيظهر المشتري في الأفق الشرقي بعد غروب الشمس وبداية الليل وسيكون مشرقا وكبيرًا في السماء بشكل غير عادي حيث سيبدو أكبر بنسبة 11٪ وأكثر سطوعًا بمقدار مرة ونصف مما كان عليه في أبريل 2017 ، عندما كان في ابعد مسافة) في مداره من الشمس.
ووفقا لفلكية جدة سيبدو المشتري للعين المجردة ككتلة ضوئية ساطعة في منظر دراماتيكي وكأنه من الخيال العلمي، وبواسطة منظار بقوة تكبير سبعة أو عشرة مثبت على حامل سيظهر الكوكب كقرص مع أقماره الأربعة الكبيرة غانميد، يوروبا، كاليستو، ايوا، التي غالبًا ما يكسف ويحجب بعضها البعض، ويلقي بظلاله الدائرية على الكوكب - منفردة وفي أزواج عند التقابل.
سيتبع ذلك وصول المشتري نقطة التقابل مع الشمس في سماء الأرض عند الساعة 10:25 مساء بتوقيت مكة (07:25 مساء بتوقيت غرينتش) وسيتألق عند أقصى لمعان له (- 2.9)، وسيكون قرصه بعرض رائع 48.8 ثانية قوسيه وقرصه مضاء بالكامل بنور الشمس وسيظل مرئيًا لبقية الليل وستمثل هذه الليلة منتصف أفضل وقت في السنة لرؤية هذا الكوكب .
وسيرصد المشتري عند منتصف الليل بالتوقيت المحلي باتجاه الأفق الجنوبي وفي الفجر سيشاهد منخفضا باتجاه الأفق الجنوبي الغربي وهذه الحركة الظاهرية للكوكب في السماء نتيجة لدوران الأرض حول محورها من الغرب إلى الشرق وسيغيب الكوكب عند شروق الشمس.
جدير بالذكر أنه خلال الأسابيع بعد التقابل سيصل المشتري إلى أعلى نقطة في السماء مبكرا بأربع دقائق كل ليلة ، وسيبقى الكوكب مرئيا في سماء المساء لبضعة أشهر قادمة.
وكان الدكتور جاد القاضي رئيس معهد البحوث الفلكية قد أكد أن المسافة بين المشترى والأرض بعيدة جدا ولا يمكن أن يتم تصادمهما معًا فلا يوجد أي تأثير سلبي نهائيًا من تلك الظاهرة لا على كوكب الأرض أو للحياة عليه ولا داخل المجموعة الشمسية لأن كوكب المشترى يدور في مدارة الأصلي لكن كل ما هو مختلفة أنه في تقابل مع قرص الشمس، ما يجعله لامعا وجميلا ويساعد على ظهوره في السماء.