سلط كبار كُتَّاب الصحف المصرية، الصادرة صباح اليوم ، الضوء على عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المحلي.
ففي صحيفة "الجمهورية"، أكد الكاتب رضا العراقي أهمية المؤتمر الاقتصادي الذي دعا مؤخرًا لانعقاده الرئيس عبد الفتاح السيسي لمواجهة التحديات الاقتصادية المحلية والعالمية الراهنة، وأهمية النتائج التي يمكن الوصول إليها، مشيرًا إلى أن مصر لديها مقومات فريدة للنجاح قد لا يمتلكها العديد من الدول التي حققت نهضة اقتصادية كبرى، الأمر الذي يؤكد أن النجاح لا يتوقف فقط على إمكانيات وقدرات الدول، بل إن هناك شقا أساسيا في المعادلة وهو حسن الإدارة ونجاح تنفيذها، من هنا لابد أن نبدأ في إدارة ثرواتنا ومواردنا الطبيعية بأدوات وآليات رشيدة قائمة على الدراسة والاستقصاء حتى يمكن عمل قيمة مضافة لكل هذه الإمكانيات والطاقات واستغلالها الاستغلال الأمثل.
وشدد العراقي - في مقاله بعنوان "المؤتمر الاقتصادي (2)" - على ضرورة أن يدرك العالم حاليًا أنه يعاني من فواصل اقتصادية والأقرب إلى الاقتصاد المغلق بين الدول وبعضها، وأصبحت هناك متغيرات جديدة أفرزت تكتلات اقتصادية وأخرى سياسية لم نشهدها من قبل، وذلك بسبب الأزمات العالمية التي طفت على السطح خلال الأربع سنوات الماضية، كان أبرزها (کوفید-19) والحرب الروسية الأوكرانية التي ما زالت قائمة حتى الآن، كل هذه السيناريوهات تتطلب من كل دولة الاعتماد على ذاتها قدر الإمكان لتلبية احتياجاتها من السلع والخدمات.
وقال "نحن في مصر مخاطبون بهذا التوجه في ظل ندرة الإنتاج العالمي، وما علينا إلا أن نسعى بكل ما نملك إلى العمل والإنتاج وترشيد الاستيراد وتقليل الاستهلاك وخفض النفقات إلى الحد المطلوب للتوافق مع قدرة السلع والخدمات خاصة المستورد منها.. مؤكدا أن هناك إيجابيات كثيرة يمكن تحقيقها من خلال المؤتمر الاقتصادي، أبرزها التنفيذ العاجل لخفض تكلفة الإنتاج وتخفيف الأعباء عن كاهل الصناعة الوطنية، والعمل على زيادة قدرتها التنافسية في الداخل والخارج.
وأضاف العراقي "لابد أن نفهم جيدًا أن نجاح أي دولة اقتصاديًا يعتمد تمامًا على أبنائها وثرواتها وكل مقوماتها المختلفة، والدليل على ذلك أن كل الدول العظمي نجحت من الداخل والاعتماد على كل مقوماتها وأبنائها، والصين خير دليل على ذلك، إن هذا ليس مستحيلًا على مصر التي تمتلك كل مقومات النجاح، ويكفي فقط أن لديها شعبًا واعيًا وقيادة حكيمة رشيدة".
وفي صحيفة "الأخبار"، قال الكاتب كرم جبر إن أكثر من يسيء إلى الإسلام هم بعض المسلمين أنفسهم، بإصرارهم على أن ينسبوا لديننا الحنيف أشياء ليست فيه، فالمسلم لا يريد من دينه أكثر من التحلي بأخلاق رسول الله، الذي بعثه الله ليتمم مكارم الأخلاق، وأولى صفاته الصادق الأمين، والصدق عكس الكذب والأمانة عكس الخيانة، وهاتان المشكلتان أساس البلاء، الذي يلم بأمتنا، ويشوه صورة الإسلام الصحيح أمام الآخرين.
وأضاف جبر - في مقاله بعنوان "لك يا مصر السلامة" - أن مكارم الأخلاق علامةً لكمال الإيمان وسمة من سمات المؤمن ، فقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم أخلاقًا»، وقال صلى الله عليه وسلم: «لا تحقرن من المعروف شيئًا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق»، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وخالق الناس بخلق حسن».
وأوضح جبر أن معنى ذلك أن الرسول جاء بالإسلام منفتحًا على الآخر، حيث قال: «وخالق الناس» وليس المسلم فقط، ولأن الرجل لا يقاس بصلاته وصيامه فقط، بل لابد من النظر في أخلاقه وشيمه، وكم من أناس قد فوتوا على أنفسهم فائدة أعمالهم بسوء أخلاقهم، قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن فلانة تصوم نهارها وتقوم ليلها ولكنها تؤذي جيرانها بلسانها»، فقال (صلى الله عليه وسلم): (لا خير فيها هي من أهل النار).
واستنكر الكاتب كرم جبر قبح من ينصبون أنفسهم أوصياءً وجلادين وسيافين، وينشرون الخوف والذعر بين المواطنين الآمنين، ويدعون حدودًا ليست من شرع الله، بينما تعاليم الإسلام تفيض كالنهر العظيم سلامًا ومحبة وتسامحًا، وتنشر الأمن والطمأنينة بين العالمين، وما أحوجنا إلى سلام النفس والقلب والضمير، وأن يلم الشمل وتهدأ حدة المكائد والصراعات، وتمتد الأيدي للبناء وليس الهدم والتخريب، وأن نزرع الأرض خيرًا وليس ألغامًا ومتفجرات.
واختتم جبر قائلا "إن الأديان لا تحض على كراهية الأوطان، ومخطئ من يتصور أن حب الوطن يتعارض مع حب الدين، ولك يا مصر السلامة".
وفي صحيفة "الأهرام"، قال الكاتب جمال عفيفي إن مصر تُعد في مقدمة دول العالم التي تتعرض لحرب الشائعات، ويمكن أن نسترجع كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في حفل تخرج الكليات العسكرية عام 2017 عندما أوضح أن مصر تعرضت لـ 21 ألف شائعة في 3 أشهر فقط، وبالتأكيد في الوقت الحالي زادت الشائعات، واختلفت أساليبها، ولكن يجب أن نسأل أنفسنا في البداية لماذا مصر تتعرض لهذه الحرب الشرسة؟.
وأضاف عفيفي - في مقاله بعنوان "لماذا مصر؟" - "إذا عدنا إلى الخلف قليلًا منذ بداية 2011 وحتى الآن، فسنجد أن مصر تحدت العالم من أجل الحفاظ على وحدتها واستقرارها، فلم تستطع أحداث 25 يناير أن تدخل الجيش في صراع مسلح مع الشعب رغم أن المخطط كان نفس السيناريو السوري، واستطاع الجيش حماية الدولة، وهذه كانت أول صدمات الغرب وقوى إقليمية، وبعد تولي تنظيم إرهابي حكم مصر خرج الشعب عن بكرة أبيه لاقتلاع هذا التنظيم من حكم البلاد، ليحقق الضربة الكبرى، فقد أفسدت مصر مشروع الشرق الأوسط الكبير في 30 يونيو، وكان الهدف من هذا المشروع إعادة تقسيم المنطقة، وتغيير عقيدة الجيوش الوطنية، وهذا ما وعدت به جماعة الإخوان لتنفيذه".
وتابع " الضربة الثالثة كانت مع إفشال الخطة البديلة بدخول تنظيمات إرهابية للمنطقة والدخول في صراع مسلح مع الجيوش لإنهاكها وإثارة الفوضى، واستطاع الجيش المصري أن يضرب البنية التحتية بالكامل للإرهاب".