في سياق التصعيد الروسي في الصراع الأوكراني، تعرض خط غاز "نورد ستريم" لعمل تخريبي، في هجوم لم يتم الكشف عن فاعله حتى الآن، حيث تسبب انفجاران في حدوث أضرار جسيمة في خطي أنابيب الغاز نورد ستريم 1 ونورد ستريم 2، قبالة جزيرة بورنهولم الدنماركية في بحر البلطيق يوم الاثنين. 

ونقلت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية عن مصدر عسكري فرنسي قوله، إن ما حدث "يبدو وكأنه استعراض للقوة"، مضيفا "إنها رسالة تم إرسالها"، لكن دون التمكن من تحديد المشتبه به على وجه اليقين. 

منذ عدة سنوات، تخشى القوات البحرية الغربية التهديدات التي أصبحت تلقي بظلالها على البنية التحتية البحرية الاستراتيجية، سواء كانت خطوط أنابيب الغاز أو كابلات الاتصالات.

وستبدأ التحقيقات على الرغم من سياقها المعقد. كما تم حشد أجهزة المخابرات الغربية. ومن المقرر أن تتوجه فرق تقنية دنماركية إلى الموقع. كما عرضت ألمانيا تقديم الدعم، فيما فتحت المخابرات السويدية تحقيقا في "عمل تخريبي جسيم". 

ونقلت صحيفة "دير تاشبيجل" عن المخابرات الألمانية قولها، إن خط أنابيب الغاز نورد ستريم 1 قد يكون غير قابلا للإصلاح، الا أن ذلك ليس من الأهمية بمكان على المدى القصير، حيث لم يعد خطي الأنابيب ينقلان الغاز إلى أوروبا. 

في قاع المياه، وفي منطقة يحتمل أن تكون موحلة، يأمل المحققون في جمع الأدلة من الحطام وحجم الخروقات، وفقا لخبير عسكري فرنسي في حرب أعماق البحار.

وقالت السلطات الدنماركية، إن الأمر سيستغرق بلا شك ما بين أسبوع وأسبوعين للتوصل إلى استنتاجات.

إن حرب أعماق البحار ليست في إمكانيات كل الجيوش، حيث إنها تتطلب قدرات فنية وبشرية. ونظرا لعدم دفن خطي أنابيب الغاز في الأعماق، كما أن مسارهما معروفا، كان نورد ستريم 1 ونورد ستريم 2 أهدافا سهلة. كما أنهما ليسا على عمق كبير. 

تم اختيار مسار "نورد ستريم" لهذا السبب. على عمق أقل من 100 متر، يمكن تدخل الغواصين. وتتسع إذن قائمة الجيوش القادرة على هذا النوع من العمليات.

 واستطردت صحيفة "لوفيجارو" فى مقالها قائلة إن هناك احتمالات لفرضيات أخرى ممكنة، سواء كانت عبوة ناسفة تم إسقاطها من سفينة قد تكون قامت "بربط" هدفها بمرساة (مع آلية تأخير محتملة) أو تدخل طائرة بدون طيار أو مركبة تعمل تحت الماء عن بعد. 

يوضح خبير عسكري: تمتلك روسيا أيضا غواصات مجهزة بأسلحة مناورة. لكن هذا النوع من القدرات مفضل بالنسبة للأعماق الكبيرة والمناطق التي يتعذر الوصول إليها. في كل الحالات، ستكون عملية تحديد هوية الفاعل معقدة. 

قال وزير الدفاع الدنماركي مورتن بودسكوف، الأربعاء، عند استقباله الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج، إن "لروسيا وجود عسكري كبير في بحر البلطيق".

يتم بحث فرضية عملية روسية "هجينة"، أي تلك التي يصعب تحديد أثرها، كأولوية. تطور روسيا منذ وقت طويل قدرات بحرية حربية 

دافعت موسكو عن نفسها يوم الأربعاء، وطالبت بعقد اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وطلبت إجابات من الولايات المتحدة، التي تشتبه في كونها وراء العملية. يتسآل أنصار موسكو لماذا قد تهاجم روسيا بنيتها التحتية. ومن المقرر عقد الاجتماع يوم الجمعة.

في غضون ذلك، رفع الغربيون مستوى الحذر لديهم. وقالت وزيرة الداخلية الألمانية، نانسي فيسر "علينا الاستعداد لسيناريوهات لم تكن ممكنة حتى وقت قريب ". 

كما شددت النرويج من إجراءتها للحماية من أي ضرر يلحق بشبكة الطاقة لديها. وقال وزير الطاقة النرويجي تيرجي أسلاند : "قررت الحكومة تنفيذ إجراءات لزيادة أمن البنية التحتية والمحطات البرية والمرافق على الجرف القاري النرويجي".

وعلق الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، جوزيب بوريل، قائلا: أي تعطيل متعمد للبنية التحتية للطاقة الأوروبية هو أمر غير مقبول تماما وسيُقابل برد قوي وموحد. 

وقد يكون الهجوم على "نورد ستريم" بمثابة إعلان لهجمات أخرى. افتتح رئيس الوزراء البولندي، الثلاثاء، خط أنابيب غاز يربط النرويج ببلاده. ستبلغ طاقة خط أنبوب البلطيق 10 مليارات متر مكعب من الغاز سنويا. في خضم حرب الطاقة بين روسيا وأوروبا، يمكن أن يكون هدفا.