أطلقت كوريا الجنوبية والسفن الحربية الأمريكية واليابانية اليوم /الجمعة/ أول مناورات ثلاثية مضادة للغواصات منذ خمس سنوات، بعد أن جددت كوريا الشمالية تجارب الصواريخ هذا الأسبوع في رد واضح على التدريب الثنائي للقوات الكورية الجنوبية والأمريكية.
كما جاءت عمليات إطلاق الصواريخ الخمسة الأخيرة لكوريا الشمالية، وهي الأولى من نوعها في شهر واحد، قبل وبعد زيارة نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس إلى كوريا الجنوبية أمس الخميس التي أكدت فيها مجددًا التزام الولايات المتحدة "الصارم" بأمن حلفائها الآسيويين -وفق ما نقلته وكالة أنباء اسوشيتد برس الأمريكية.
وأفاد بيان للبحرية الكورية الجنوبية أن التدريبات التي تستغرق يومًا واحدًا قبالة الساحل الشرقي لشبه الجزيرة الكورية تهدف إلى التعامل مع دفعة كوريا الشمالية لتعزيز قدرتها على إطلاق الصواريخ من الغواصات.
وتقوم كوريا الشمالية ببناء غواصات أكبر، بما في ذلك غواصة تعمل بالطاقة النووية وتختبر صواريخ متطورة يمكن إطلاقها منها في السنوات الأخيرة وهذا تطور مثير للقلق لمنافسيها لأنه من الصعب اكتشاف الصواريخ التي يتم إطلاقها تحت الماء مسبقًا بحسب "اسوشيتد برس".
وقال مسؤولون كوريون جنوبيون نهاية الأسبوع الماضي إنهم اكتشفوا مؤشرات على أن كوريا الشمالية كانت تستعد لاختبار إطلاق صاروخ من غواصة.
وقال بيان البحرية إن تدريبات يوم الجمعة شملت حاملة الطائرات التي تعمل بالطاقة النووية يو إس إس رونالد ريجان بالإضافة إلى مدمرات أمريكية وكورية جنوبية ويابانية. وأثناء التدريب، كان من المقرر أن تقوم سفن البحرية من الدول الثلاث بالبحث عن غواصة أمريكية تعمل بالطاقة النووية (على أنها غواصة كورية شمالية) أثناء تبادل المعلومات ذات الصلة.
ونقل البيان عن تشونج هو، قائد القوات البحرية الكورية الجنوبية التي شاركت في التدريب، قوله "سنرد ونبطل أي شكل من أشكال الاستفزازات الكورية الشمالية بطريقة ساحقة وحاسمة".
وبالإضافة إلى صواريخها التي تُطلق من غواصات، تمتلك كوريا الشمالية أيضًا مجموعة متنوعة من الصواريخ ذات القدرة النووية التي تضع الولايات المتحدة وحليفتيها كوريا الجنوبية واليابان على مسافة قريبة. وفي هذا العام، أجرت كوريا الشمالية عددًا قياسيًا من تجارب الصواريخ لأنها ترفض استئناف الدبلوماسية النووية المتوقفة منذ فترة طويلة مع الولايات المتحدة.
وتأتي التدريبات يوم الجمعة في الوقت الذي تتطلع فيه كوريا الجنوبية واليابان إلى إصلاح العلاقات المتوترة بسبب التاريخ والنزاعات التجارية. وتستضيف الدولتان الأسيويتان معًا ما مجموعه 80 ألف جندي أمريكي. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، شاركت السفينة الأمريكية ريجان في تدريبات مشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بالقرب من شبه الجزيرة، وهي أول تدريبات ثنائية من هذا النوع تشارك فيها حاملة طائرات أمريكية منذ عام 2017.
وأجرت كوريا الشمالية أحدث تجارب صاروخية يوم الخميس بعد ساعات من مغادرة هاريس لكوريا الجنوبية. وخلال زيارتها للمنطقة منزوعة السلاح التي تفصل الكوريتين، قالت هاريس: "في الجنوب، نرى ديمقراطية مزدهرة. وفي الشمال، نرى ديكتاتورية وحشية".