الجمعة 17 مايو 2024

رئيس «العربي للطفولة والتنمية»: يجب الوقوف بشجاعة في وجه التحديات المناخية

الأمير عبد العزيز بن طلال

أخبار2-10-2022 | 13:12

دار الهلال

أكد الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز رئيس برنامج الخليج العربي للتنمية "أجفند" ورئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية أن الوقوف بشجاعة وفي وقت مبكر في وجه التحديات المناخية، ووضع خطة حلول قبل تفاقم الوضع ليست ترفًا أو خيارًا بل مسؤولية تاريخية تحتاج إلى التحالف؛ تمكين وقوة وحكمة القادة وشجاعة وعلم الخبراء، وحرص وشراكة صناع الإعلام والتوعية.

جاء ذلك اليوم الأحد خلال افتتاح فعاليات النسخة الأولى من المنتدى العربي للمناخ تحت شعار " معا لتعزيز إسهام المجتمع المدني في العمل المناخي والاستدامة"، وذلك بالشراكة بين وزارة البيئة المصرية وجامعة الدول العربية وأجفند والشبكة العربية للمنظمات الأهلية والمجلس العربي للطفولة والتنمية للمساهمة في دعم التحركات الدولية والإقليمية لمكافحة تغير المناخ، وفي إطار التحضيرات التي تجريها مصر لاستضافة أعمال قمة المناخ 27 COP، والتي ستنعقد خلال شهر نوفمبر المقبل في مدينة شرم الشيخ وذلك بحضور وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد، مساعد أمين عام جامعة الدول العربية السفيرة هيفاء أبو غزالة، رئيس مجلس إدارة الشبكة العربية للمنظمات الأهلية الدكتور البيلاوي .

وقال الأمير عبد العزيز بن طلال : نلتقي اليوم صناع قرار، خبراء، إعلاميون ومهتمين بالشأن المناخي، على أرض مصر الحبيبة، أرض الحضارات والعلم والعلماء، لتدشين أعمال المنتدى العربي للمناخ تحت شعار "معا لتعزيز إسهام المجتمع المدني في العمل المناخي"، وذلك تجسيداً لشراكة عربيةٍ، فاعلةٍ ومؤثرةٍ تهدف إلى تعزيز دور المنظمات الأهلية العربية في العمل المناخي ، سعياً إلى دور قيادي وإيجابي، يستند إلى قاعدة معرفية وعلمية، ولتسليط الضوء على فئات المجتمع الأكثر عُرضةً لخطر التغير المناخي، إضافة إلى الاستثمار في حلول مبتكرة للحد من آثار التغير المناخي، وتسليط الضوء على نماذج عربية مضيئة في التحول الأخضر .

وأضاف أن انعقاد هذا المنتدى يأتى قبل أسابيع قليلة من انطلاق أعمال قمة المناخ COP 27 (مؤتمر الأطراف) و التي تستضيفها جمهورية مصر العربية في مدينة شرم الشيخ، في ظروف مناخية عالمية تشهد تغيرات تاريخية، فما أن بدأ العالم يتعافى من جائحة كورونا، حتى إندلعت الأزمة الأوكرانية، مصحوبةً بجملة من الازمات الاقتصادية، خصوصا في الطاقة و الغذاء، إذ مع تصاعد هذه التحديات ما لبثت بعد ذلك الظواهر المناخية التي يصفها الخبراء بـ"المتطرفة" تنتقل إلى عدد من مناطق العالم، حيث عايشنا موجات الحر الشديد و حرائق الغابات في أوروبا و الولايات المتحدة، ثم الفيضانات التي إجتاحت عدداً من الدول العربية و الآسيوية، ونتيجة لكل ذلك اجتاحت موجات الجفاف أوروبا و الولايات المتحدة والصين و بعض دولنا العربية، وهو ما ينذر بشتاء قادم شديد البرودة وفقًا لتقديرات العلماء.

وأشار الامير عبد العزيز بن طلال الى أن ما يشهده العالم من ظواهر مناخية غير مسبوقة، ليست وليدة الصدفة، فمنذ أعوام و هذه الظواهر المتقلبة تنذر بما نشهده في وقتنا الراهن، حيث أصبحت تطال الجميع، وفي الوقت ذاته، لم تكن الجهود المبذولة كافية و لا تحقق المستهدفات المتمثلة بخفض انبعاثات غازات الإحتباس الحراري تزامنا مع التوسع بإستخدام مصادر الطاقة المتجددة، بالإضافة إلى التكيف من خلال التحولات الاستباقية اللازمة بحيث نصبح أكثر مرونة وصموداً في مواجهة تداعيات تغير المناخ. 

وأضاف أنه من المقلق حقاً، أن دولنا العربية تعد من أكثر مناطق العالم عرضةً و تضرراً من جراء التغير المناخي، و من هنا علينا أن ندرك أن العمل المناخي الفعال أصبح إلتزاماً أخلاقياً مشتركاً من الجميع، و على الأطراف التنموية كافة، تحمل مسئولياتها، إذا أردنا بكل جدية ومسؤولية، الإبقاء على كوكبنا صالحاً للعيش المستدام لنا و للأجيال المقبلة.

وتابع الامير عبد العزيز بن طلال "لقد تأخر العالم في الإستجابة للتغيرات المناخية، فقد كشف التقرير السادس للهيئة الحكومية الدولية لتغير المناخ IPCC والذي يرصد آثار التغير المناخي على الناس والنظم البيئية، عن مؤشرات مفزعة منها: أن أكثر من 40٪ من سكان العالم يعيشون في أماكن و أوضاع "شديدة التأثر بتغير المناخ"، و أن شخصاً واحداً من كل ثلاثة أشخاص يتعرض للإجهاد الحراري القاتل، و أن ما يقرب من نصف سكان العالم يعانون من ندرة المياه الشديدة في فترات مختلفة من العام، كما أن تغير المناخ أدى إلى خفض نمو الإنتاجية الزراعية في الكثير من دول العالم.

واوضح أن كل ذلك يشكل تهديدًا مباشراً لسبل العيش والأمن الغذائي العالمي فهذه المؤشرات المناخية الخطيرة لن تتوقف هنا، لكنها ستؤدي إلى تزايد وتيرة النزوح البشري، حيث بلغ متوسط أعداد النازحين بسبب الكوارث المناخية أكثر من 20 مليون شخص سنويا وفقا لإحصاءات وتقديرات مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين، ومركز مراقبة النزوح الداخلي IDMC.

إزاء كل تلك التحديات و بالرغم من حجم الصعوبات القائمة، علينا أن لا نقف مكتوفي الأيدي، فالصورة ليست قاتمةً تماما، فهناك جهود و إنجازات واعدة تضطلع بها العديد من الحكومات و المنظمات سعياً إلى تحسين جودة حياة الإنسان، دون أن يكون ذلك على حساب البيئة و المناخ. 

وأشار رئيس برنامج الخليج العربي للتنمية إلى أن من أهم تلك الجهود الدولية تخصيص جائزة الأمير طلال الدولية للتنمية، فروعها الأربع 2021 لموضوع التغير المناخي، حيث من المقرر تكريم الفائزين الأربعة أثناء انعقاد قمة المناخ COP 27 (مؤتمر الأطراف) في شرم الشيخ..مشيدا بالجهود المصرية المبذولة في إطار التمهيد للقمة، والتي سيكون لها أثر مباشر على حث الدول المشاركة على العمل لإنقاذ كوكبنا.

وقال الأمير عبد العزيز بن طلال إن جائزة الأمير طلال الدولية تعمل وفق منهجية علمية صارمة ورصينة أكسبتها لما يقارب 23 عامًا احترامًا دوليًا خصوصًا من الشركاء الدوليين في الأمم المتحدة، وأسهمت الجائزة البالغة قيمتها مليون دولار في تحفيز الابتكار والتنمية دوليًا بل ذهبت إلى أبعد من ذلك بنسخة التجارب الفائزة المتميزة وتطبيقها في بلدان تحتاجها، وهو ما نأمله في ملف التغير المناخ .

وأعرب عن تطلعه أن تسهم أوراق العمل والنقاشات الثرية خلال أعمال المنتدى اليوم، في الوصول إلى خارطة طريق للمنظمات الأهلية العربية تمكنها من القيام بالدور المنوط بها في بناء مجتمعات عربية صديقة للبيئة والمناخ..موجها الشكر لمصر قيادة وحكومة ومؤسسات مجتمع مدني لاحتضانها مثل هذا الحراك التنموي الحضاري، وكافة الجهات ذات الاسهامات المميزة في منظومة العمل العربي الأهلي.