قال الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي، إن أكبر كارثة تهدد مصر هي الانفجار السكاني الذي لا يزال هناك بعض الأشخاص غير مقتنعين به وبخطورته وليس لديها وسائل للتعامل معه، مضيفا أن هناك بعض هواجس التفسيرات الدينية الخاطئة والمعتقدات الموروثة لا تزال مسيطرة على الكثير من العقول.
وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن الكثير من الأشخاص لا يزالون يدركون أهمية تنظيم الأسرة ويعتقدون أن كثرة الإنجاب هي عزوة وسند له في المستقبل، مضيفا أن إنجاب الأطفال مسؤولية يحتاجون للرعاية والمتابعة والتعليم الجيد والمتابعة الصحية الجيدة ليكونوا عناصر منتجة، وهذا كله ليس في مقدرة الكثير من الأشخاص ما يؤدي لانتشار ظواهر سلبية على رأسها أطفال الشوارع والتسول والإرهاب.
وأكد صادق أن الزيادة السكانية بدون سيطرة تؤدي لتداعيات خطيرة على الدولة وتأكل جهود التنمية وتخفض من مستوى الخصائص السكانية، لذلك ما أعلن عنه الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء بشأن وصول عدد السكان في مصر لـ104 ملايين نسمة والتوقعات بشأن مستقبل عدد السكان ليس جديدا وهناك تحذيرات مستمرة من تأثيرات الزيادة السكانية وتوقعات مؤشراتها المستقبلية.
وشدد على أن الدولة يجب أن تضع ضوابط حاكمة وإجراءات لضبط النمو السكاني غير المنضبط، وخاصة للطبقات الأقل في المستوى الاجتماعي والدخل، لأن الطبقة العليا والمتوسطة بالفعل وضعت الضوابط من أجل مستوى أفضل لها ولأولادها بمعدل من طفل لـ3 أطفال في الغالب، لكن لا تزال الطبقة الدنيا التي تسيطر عليها العقلية الريفية ومعتقدات مثل "العيل بييجي برزقه".
وأضاف أستاذ علم اجتماع أن بعض الأسر تلجأ للاقتراض من أجل إجراء عمليات الولادة وتعليم الأطفال، مشددا على أهمية التوعية والتعليم المستمر واللجوء لبعض الإجراءات التي من شأنها ضبط الزيادة السكانية منها الحرمان من الدعم في حالة زيادة عدد الأطفال عن عدد معين أو منع الزواج في حالة الأشخاص الأميين إلا بعد الحصول على شهادة محو أمية لأن التعليم سيزيد من وعيه.
وطالب بتخصيص حوافز إيجابية للأسر الملتزمة بتنظيم الإنجاب، لأن هذا الملف خطير ويجب الجدية في التعامل معه بوضع قوانين صارمة وكذلك توفير وسائل تنظيم الأسرة مثل حبوب منع الحمل أو الحقن بالمجان للسيدات وغيرها من خدمات الصحة الإنجابية.