تنشر بوابة دار الهلال نص نثريّ للكاتب صموئيل نبيل أديب..
النص النثريّ.. "خواطر عاشق"
الوعد
وعدتك أن أبحث عنكِ إذا ما رحلتِ..
كنتِ تضحكين معي قائلة: وإن ذهبت إلى أعماق المحيط أو اختفيت في أعالي السحاب؟
كنت أجيبك: سأعرف أين أجدك.. فحرارة قلبك ستسخن الماء وستبخر السحاب.. أينما أجد الدفء سأجدك عندها.. لا يهم أين تذهبين سأعرف كيف أجدك.. حتى لو في نهاية العالم...
لم أعرف أنك ستذهبين فعلًا.. لم أكن أعرف أن هناك مكانا بالفعل لا يمكن أن أجدك فيه.. وأنكِ ذهبتِ في الطريق الذي لا رجعة منه…
وتركتيني أعاني برودة الحياة..
لكني أثق أنه أينما كنتِ، حرارة قلبك تدفئ حتى برودة الجحيم...
و.. ولكني أفتقدك
فبذهابك توقف قلبي عن النبض
وتوقفت شفتاي عن الضحك...
(2)
فضفضة روح
افكر فيكِ دائما.. لم أكن أعرف متى وأين ولماذا، ولكني أضبط نفسي متلبسا أنني أفكر فيكِ...
أفوق من خيالاتي لأجد نفسي ممسكًا بقلم وقد كتبت اسمك على أوراق العمل وعلى المكتب...
أندهش متى سرحت؟ متى أمسكت القلم وكتبت كل هذه الكلمات؟ لا أعرف!
الوقت يمضي بطيئا في انتظار أن تستيقظي لكي أحكي لك عن يومي بالأمس.. كيف كان يومي بدونك و كيف يصبح جميلا معكِ..
هناك فرق شاسع كالفرق بين يوم ممطر كئيب في شتاء يناير وسماء صافية في الربيع...
أرفع السماعة لكي أقول لكي: أفتقدك.. ولكن لساني يتوقف، يعجز أن يصارحك، فيكتفي بأن يسمع صوتك وأنتِ تقولي كيف حالك؟
أنظر إلى كل هذه الأوراق التي كتبت عليها اسمك داخل رسمة القلب كمراهق في العاشرة من عمره… وأصمت… فبعض المشاعر تظل فقط حبيسة قلب المراهق
(3)
السؤال
-متى عرفتِ أنه تَوقف عن حُبِّك؟
-عندما توقف عن تكرار سؤال "كيف حالك؟"
-ربما توقف لأنه مشغول أو لأنه يعلم أنكِ بخير..
- كان مشغولاً في السابق وكان يسألني ... كان يعلم أني بخير وكان يسألني.. كان سُؤاله هو اللحظة التي أشعر فيها أن شخصا ما يهتم بي... أُخبرك شيئاً.. الآخرين يرون ان تكرار نفس السؤال شيئا مُزعج.. ولكني كنت أحب هذا السؤال... أعلم أنه يهتم.. أعلم أنه ليس سؤالا عابرا ولكنه إشارة ضمنية إني أنا معكِ لو احتجتِ شيئا.. أخبره اني بخير ولكني أعلم أنه سيكسر الجبال ويحفر الأنفاق ليصل إليَ لو قلت له أني لست بخير..
- والآن؟
- لم يعد يسأل... توقف عن السؤال وتوقف قلبي عن النبض
(4)
أخـبرك بوجـعي...
أتى وطـرق الباب.. تـرددت.. كنت خائفا؛ وأنت تعرف إني برج الميزان.. أسوأ ما فيه هو تردده…
أستمر في الطرق بينما أخذت وقتا طويلا حتى فتحت الباب... و لكنه كان قد رحل...
رَحـل ولكن أثار طرقه على باب قلبى تركت حفرا لم تندمل...
والآن كلما فتحت الباب أرى الحـُفَر وأتذكر الموقف.. أتسمر في مكاني.. أسِّد باب قلبي بجسمي.. فلا استطاع الغريب الدخول ولا أنا استطعت إصلاح الباب!
غريبة هي جروح القلب تبقى طويلا أكثر من جروح الجسد.. تجبرنا على أن نتغير.. نلوم أنفسنا علي الماضي وأحيانا نبقى أسرى له بدون أن نعرف أن نتحرك..
ونعيش على أمل أن يأتي أحدهم ويصلح تلك الحفر.. يرتق مكان القطع ويوقف الدم الذي يتساقط من القلب…
ونبقى منتظرين..
(5)
إبتسامة
أجمل ابتسامة هي التي كانت تسكن في أعماق أحزاننا، فتكون مثل شروق الشمس بعد ليلة طويلة.
لا أحد يعرف عن تلك الليلة التي أمضيتها وحيدا.. تلملم شتات نفسك .. تجمع أفكارك المتضاربة معا.. تتذكر الماضي البعيد قبل القريب..
ولكنك تجبر نفسك على القيام صباحا وأنت تبتسم.. تعلم أنك أقوى أو تظن أنك أقوى.. لا يهم... أنت تعلم فقط أنك قد انتصرت على الزمن وتمت إضافة يوم آخر إلى رصيد أيامك.. تعلم أنك أمام جولة أخرى لتنتصر .. وأنك ستبتسم.. في النهاية