بقلم – إيمان رسلان
منذ أسبوعين وأكثر والمهندس عاطف عبدالحميد، محافظ القاهرة يبشرنا بمشروع بسكلتة، وهذا الأسبوع بعد أن وقع السيد المهندس البروتوكول مع برنامج الأمم المتحدة بتكلفة ٣٠ مليون جنيه بشرنا سيادته أن نظام البسكلتة لن يسمح بسرقة الدراجات لأن الدراجة بها نظام gps وأن هناك محطات للمشروع تتضمن ٦ محطات فى المرحلة الأولى.
ونظرًا لأننى بطلة قديمة فى قيادة الدراجات خاصة أم ثلاث عجلات وأخذت بطولة الحى بعد العمارة فى بيت الأسرة فى منطقة الفلكى والمنيرة وممكن نضم وسط البلد والسيدة زينب كمان ومازال شهود العيان أحياء يذكرون لسيادتك بطولاتى الخارقة وأننى كنت قربت أنام عند محل العجل أسفل العمارة لذلك ومن منطلق حرصى على نجاح المشروع لحل الأزمة المزمنة فى وسائل الانتقال بالقاهرة قررت أن أستعد للمشروع .
فبدأت مثلا بالتفكير هل سيجوز قيادة العجلة الآن للسيدات وبما أن أكشاك الفتوى متاحة فى وسائل المواصلات أقترح إقامة كشك فتوى بجوار محطات البسكلتة وما هو الزى الشرعى لقيادة البسكلتة هل يصلح بالجلباب أم أنه معوق للحركة؟
وهل يجوز فى هذه الحالة لبْس الشورت مثلا وهل يصلح شورت شرعى للقيادة وهل الخوذة ارتداؤها وجوبى لقيادة البسكلتة وهل تغنى عن الحجاب مثلا باعتبارها تدارى عورة الشعر وهل هناك منها ألوان وهل ستؤجر، ما حكم الفتوى فى تأجيرها وهل هناك سن مناسب لقيادة البسكلتة يعنى ينفع للقواعد من النساء أم نغض البصر ويعتبر حلالا فى هذه الحالة أم هناك ضوابط أخرى.
وبعد أن انتهيت من وصلة هل قيادة البسكلتة حرام أم حلال ضبطت نفسى أضحك وفى منتهى السعادة لأننى أخيرا سوف أعود لممارسة طفولتى المهدرة وأن نطاق قيادة البسكلتة سوف يحررنى من قيادة البسكلتة داخل الكمبوند الذى نعيش فيه نحن سكان القاهرةلأنه أخيرا سوف تصبح هذه الوسيلة الترفيهية وسيلة متاحة وبمنحة عالمية كمان.
لذلك قررت أن أقوم بجولة تفقدية كده فى شوارع المحروسة التى يحكمها السيد المهندس الوزير المحافظ لكى أساعده ولو بالمشورة وأحضر الافتتاح مثلا وآخذ الصور التذكارية للبسكلتة ذات gps وأنشرها على الفيس بوك باعتبارها من الأحداث النادرة لسكان القاهرة وما يستجد من المحافظات.
فمثلا باعتبارى أنتمى للسيدة زينب عملا وجدت للحقيقة أن منطقة السيدة زينب بعد أن انتشر فى كل شارع وحارة بها جهاز التوك توك وأن الزبالة والحمد لله تحتل كل الشوارع وبالذات التى أمام مقر حى السيدة زينب المهم فكرت أنه ربما يمكن أن يكون الرصيف آمنا مثلا لقيادة الدراجات فلم أجد رصيفا أصلا وما تبقى من هذا الاختراع أقصد الرصيف يحتاج إلى بطولة خاصة غير بطولة قيادة الدراجات وهى مهارة القفز عاليا لأن ارتفاع الرصيف لا يقل عن ٤٠سم وهو طبعا معمول طبقا للمقاييس العالمية فى القفز منتحرا وفشلت كل المحاولات لكى أجد مسارا آمنا لى أصلا وليس لدراجة فى أنحاء القاهرة القديمة.
عدت أبحث عن الخبر والاتفاقية لعله غاب شىء عن فهمى المتواضع وجدت أن السيد المحافظ قال إنه سيبدأ المشروع فى الشوارع الواسعة وأنه سيقتطع من متر ونصف إلى مترين لمسار الدراجات وأن المرحلة الأولى ستبدأ لست محطات وتكلفة المشروع ٣٠ مليون جنيه وأن البسكلتة برقم و«ايدى» طبعا «ايدى» هذه غير الجرين برجر طبقا لأهل ركوب رياضة البسكلتة.
المهم وجدت أن الشوارع الواسعة هى صلاح سالم والدائرى والاتوستراد وشوارع التجمع الخامس وطريق السويس والإسماعيلية وبما أننى من ركاب هذه الطرق يوميا لم أجد أصلا رصيفا بها لكى نركن البسكلتة من أجل المحطة لها.
ثانيا كل من يرتاد هذه الطرق يركب سيارة أصلا ويعانى من سوء حالة الطرق والأسفلت بها.
أخذت أفكر وأفكر لم أجد مسارا آمنا غير الطرقة فى منزلنا ووجدت أن فكرة تأجيرها للمحافظة مجدية جدا لى ولهم وممكن كمان أذهب لطلعت حرب بما أنه أتى كما يقول إعلان بنك مصر وأخذ قرضا بضمان طرقة منزلنا لأنه مشروع مجد جدا وفوائده عظيمة خاصة على الصحة وأيضًا ستجعلنا نتمرن بجدية لدخول بطولة الدراجات أقصد البسكلتات وهى رياضة هامة جدا للشباب أما العواجيز والقواعد وأصحاب الكروش والجلاليب من أهلنا فهؤلاء يمكن أن ينقطع نفسهم أصلا من ركوب البسكلتة عشرة أمتار، وأنه يمكن للحفاظ على مصلحة المواطنين كما تعلن الحكومة يوميا بأنها ترفع الأسعار لمصلحة المواطن أن يقف هذا المواطن فى الطريق الآمن ينتظر ظهور البسكلتة وممكن كمان نوزع جهاز gps على بطاقة التموين لكى يستدل على المواطن أصلا لأنه غالبا ضل طريقه من كثرة الاهتمام به وأحواله المعيشية وصحته وتعليمه وأن هذا المشروع القومى الجبار من أجل توزيع الابتسامة لكل مواطن بواقع ابتسامتين فى اليوم بعد الفطار وقبل العشاء طبقا للإحصائيات الرسمية التى يخرج بها يوميا وزير التموين.
سيادة المهندس الوزير المحافظ والنبى أعطنى٣٠ مليون جنيه تكلفة المشروع وأوعدك أننى سوف أصرفها على مشروع للنظافة وجمع القمامة وعمل رصيف أيضا وإننى سوف أدعو سيادتكم لافتتاح المشروع وسوف يسمح فيه بركوب البسكلتة.