حقق الفنان سامح حسين نجاحاً ملحوظاً فى السينما والمسرح فى الآونة الأخيرة، وقدم سلسلة من الأعمال الفنية التى اهتمت بالمجتمع المصرى ومعالجة قضاياه، كما اهتم بالطفل ومشكلاته من خلال أعماله السينمائية والمسرجية.
فتح سامح قلبه لـ«الكواكب» للحديث عن فيلمه الجديد «ساندوتش عيال»، الذى يعرض خلال أيام فى السينمات، وتطرق للحديث عن مسرحيته الأخيرة «حلم جميل»، وتحدث عن مشاكل مسرح الطفل، وأمور كثيرة فى الحوار التالى...
ماذا عن تجربتك الجديدة فى فيلم «ساندوتش عيال» الذى تعود به للسينما مجدداً؟
فى الحقيقة أنا سعيد جداً بهذه التجربة السينمائية الجديدة، فعندما قرأت السيناريو للمتميز طارق رمضان وافقت عليه منذ الوهلة الأولى؛ ووجدت أنه يتضمن أفكاراً جديدة ومحتوى ومضموناً مختلفاً على مستوى الكتابة، كما تعاونت فيه مع المخرج المتميز هانى حمدى الذى جمعت بيننا «كيمياء» عالية فى تنفيذ المشاهد، وهو شخص مريح فى التعامل وشاطر فى عمله، كذلك المنتج أحمد السبكى الذى وفر لنا كل الإمكانيات الكبيرة فى العمل.
حدثنا عن قصة الفيلم ودورك به؟
الفيلم يناقش قضايا الطلاق والخلع والمشاكل الأسرية بشكل كوميدى، ويعالج موضوعات مهمة داخل الأسرة المصرية بشكل وطريقة مختلفة، ويتطرق لموضوعات التفكك الأسرى، وأقدم من خلاله شخصية المحامى التى تدور حولها الأحداث، وهو على خلاف دائم مع زوجته ويضطر للمطالبة بحقوق أولاده، ووجدت فى هذا الدور اختلافاً عما قدمته من قبل، وأعتبره تحدياً جديداً لى.
كيف كان تعاملك مع الأطفال يوسف صلاح ومنذر مهران وغيرهما بالفيلم.. هل وجدت صعوبة فى التعامل معهم؟
بالعكس، فقد كانوا على قدر المسئولية تماماً، وعلى قدر كبير من التفاهم لطبيعة العمل والتصوير، فقد كانوا يحفظون النص بشكل ممتاز، ويأخذون العمل على محمل الجد، وعلى دراية ووعى بكل ما يدور بالعمل، وأبعاد كل المشاهد داخل الفيلم، ودائماً كنت مبتسماً أثناء التعامل معهم، وكان التعامل بيننا يتم بمنتهى السهولة والمرونة، وقد ساعدنى فى ذلك مخرج العمل، لنشهد كواليس مليئة بالضحك، غير أن لدى أطفالاً، وأتعامل معهم، ولديّ خبرة فى التواصل معهم بشكل كبير.
وهل ترى أن توقيت عرض الفيلم مناسب؟
بالتأكيد، خاصة أنه مرتبط بالأطفال ويناسب جو الأسرة والعائلة والمدارس، فهذا أفضل توقيت على الإطلاق، فمازلات السنة الدراسية لم تأخذ الشكل الجاد، ومن الممكن جداً أن يشاهده الأطفال ويستمتعون به، وسبق أن قدمت بعض أفلامى فى هذا التوقيت مثل «بث مباشر» و«الرجل الأخطر» وحققت نجاحاً مع الجمهور والنقاد، وأتوقع له النجاح، ودائماً أقول يارب.
وما رأيك فى الأفلام السينمائية المعروضة حالياً؟
صناعة السينما بخير، فهناك العديد من الأفلام السينمائية التى قدمت فى الفترة الأخيرة وحققت نجاحاً كبيراً مثل «كيرا والجن» للنجمين أحمد عز وكريم عبدالعزيز، وهذا الفيلم تحديداً من أفضل الأفلام التى قدمت فى العشرين سنة الأخيرة، ونفتخر بصناعه، وأعجبنى فيلم «بحبك» لتامر حسنى» وكذلك فيلم «عمهم» لمحمد إمام الذى قدم فيلماً بمحتوى جيد، وأصبح الجميع يحرص على تقديم أفضل ما لديه فى كل موسم سينمائى، والجمهور أصبح لديه الوعى الكافى لمتابعة هذه الأفلام بشغف، وأتمنى زيادتها.
وماذا عن تجربتك المسرحية الأخيرة «حلم جميل»؟
الحمد لله المسرحية حققت رواجاً كبيراً وإقبالاً جماهيرياً غير مسبوق عند عرضها الأيام الماضية، وستستمر فى العرض بعد هذا الإقبال الشديد، والكثير من الجمهور يطالبنى بعرضها بشكل يومى، وأتمنى عرضها على التليفزيون، وهى عبارة عن عرض غنائى موسيقى استعراضى، يدور حول شاب صعلوك يجول فى الشوارع، محاولاً الانتحار، ولكن ينفذه رجل ثرى ويأخذه للعيش معه، ويظهر التباين والاختلاف بينهما فى طرق المعيشة، ويصبحان صديقين، والعمل يعالج الظروف البيئية المختلفة بطريقة شرقية.
هناك العديد من الأصوات التى تطالب بعودة «مسرح الطفل».. ما رأيك فى هذه المطالب؟
مسرح الطفل له قاعدة جماهيرية كبيرة؛ لأن الطفل يأتى إلى المسرح بعائلته وليس بمفرده، وهذا يعود بالنفع على المسرحيات وعدد التذاكر، ويحقق انتعاشاً للمسرح، وأنا قدمت للأطفال مسرحاً، وأهتم بهم فى السينما أيضاً، ولكن الموضوع يكمن فى الكتاب والمخرجين الذين يعرضون على الممثل طبيعة الأعمال المسرحية، ليختار الممثل من بينها، وأنا دائماً أميل لمسرح الطفل لأن له شعبية، ويوجد آلاف المسرحيات التى تقدم للطفل بالخارج بشكل دائم، ولكن الفنان مغلوب على أمره، فليس هو من يحدد كل معروض، هو فقط يختار وينتقى بين الأعمال التى تعرض عليه.
ولماذا تحقق نجاحاً فى المسرح أكثر من السينما؟
ببساطة، أنا أعشق المسرح منذ الصغر، وتستهوينى الأعمال المسرحية ، فالفنان على المسرح يتلقى التحية والتقدير من الجمهور بشكل مباشر، كما أن المسرح يظهر قدرات الممثل، والحمد لله أتمتع بقاعدة جماهيرية كبيرة فى القاهرة والإسكندرية وكل محافظات مصر، ونفس الأمر فى السينما، والدليل أنى كل فترة أقدم سينما مع أهم منتجين فى مصر، وأفلامى تحقق رواجاً فى السينما ومع الجمهور، وبعضهم يحفظ إفيهاتى، وأنا لا أقيس هذه الأمور بالنسبية، بل بما أقدمه ويرضى طموحاتى الفنية، فهناك دور أشبع رغباتى فيه
فأقدمه بمجهود كبير سواء فى السينما أو المسرح أو حتى التليفزيون.
وأين أنت من التليفزيون؟
الأعمال التليفزيونية تحتاج إلى وقت ومجهود كبير فى التمعن قبل الإقدام عليها، خاصة أن بعضها كوميدى، والكوميديا أصعب أنواع التمثيل، فأنا لا أقدم مسلسلاً إلا وأنا راضٍ عنه تماماً، مثل «اللص والكتاب» الذى قدم معالجة اجتماعية جيدة وبه خط كوميدى، وفى الفترة الأخيرة تلقيت أكثر من عرض لأعمال تليفزيونية، وأعكف حالياً على قراءة بعضها لاختار الأنسب، فكما قلت الأعمال التليفزيونية تحتاج قدراً كبيراً من التمعن.