الأحد 5 مايو 2024

أكتوبر وحقوق الإنسان

مقالات5-10-2022 | 14:08

في السادس من كل عام، يحتفل المصريون والعالم العربي بل وجميع الأحرار في مختلف دول العالم بمعركة استعادة الكرامة الإنسانية وتحرير الأراضي التي احتلتها إسرائيل، فقد جسدت معركة أكتوبر المجيدة صورة من صور رفض العدوان والاحتلال وحفظ الحقوق وحماية الحريات الإنسانية، إذ لم يكن مقبولا في عالم يسعى نحو الاستقلال وسيادة الدول واحترام خيارات شعوبها أن تقوم دولة بعدوان على أراضي دول أخرى، مخالفة بذلك المواثيق والمعاهدات الدولية وفى مقدمتها ميثاق الأمم المتحدة الذى نص في العديد من مواده على ضرورة العمل على إرساء الأمن والسلم الدوليين، مجرما في الوقت ذاته العدوان، ورافضا الاعتداء.

والحقيقة أن إحياء روح السادس من أكتوبر يجب أن ننظر إليه من أبعاد جديدة تضيف إلى أبعادها العسكرية والاستراتيجية والسياسية والأمنية والاقتصادية، إذ أنه رغم كونها معركة عسكرية في ظاهرها إلا أن حملت بعدا حقوقيا في جوهرها يحتاج إلى تسليط المزيد من الضوء عليه، فالمنظومة العالمية والإقليمية لحقوق الإنسان، التي عبر عنها الإعلان العالمى لحقوق الإنسان الصادر عام 1948 وما تلاه من إصدار العهدين الدوليين للحقوق السياسية والمدنية، والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، تؤكد جميعها على ضمان استقلال الإرادة الوطنية للدولة كشرط لضمان تمتع مواطنيها بحقوقهم وحرياتهم، ولذا، كانت معركة أكتوبر المجيدة معركة استعادة حقوق الشعوب العربية في العيش في أمن وأمان وسلام واستقرار.

ومن نافل القول إن ما يحدث في عالم اليوم من عدوان واعتداء وحروب يمثل انتكاسة في تمكين الشعوب من تقرير مصيرها وتحديد خياراتها وتنويع مساراتها، بما يؤكد على أهمية العمل سويا من أجل الحفاظ على الدولة الوطنية بمؤسساتها العسكرية والأمنية والسياسية، إذ تمثل هذه المؤسسات وخاصة المؤسسة العسكرية الدرع الحامى في مواجهة أية تهديدات أو تحديات تواجه الدولة على غرار ما حدث في المنطقة العربية في بداية العقد الثانى من القرن الحالي، حينما واجهت الدول العربية مؤامرات خارجية واجندات داخلية غير وطنية حاولت أن تهدم كيان الدولة ووحدتها وسلامتها، فكان للمؤسسة العسكرية الدور البارز في الذود عن حياض الوطن، فالجميع يستذكر دور المؤسسة العسكرية المصرية التي تمثل شرف ووطنية لكل مصري غيور على وطنه، في الدفاع عن الدولة المصرية في مواجهة المخططات الخارجية التي كانت تستهدفها.

نهاية القول إن الاحتفال بذكرى نصر أكتوبر المجيدة هو احتفال باستعادة الحقوق العربية والكرامة الإنسانية والسيادة الوطنية في عالم يواجه العديد من التهديدات والانتهاكات لتلك القيم الراسخة في الضمير الإنساني.