الخميس 25 ابريل 2024

«هذا محمد... وهؤلاء أتباع محمد»

تحقيقات5-10-2022 | 22:14

حنان أبو الضياء

خلال السنوات الأخيرة أنتجت عدة أفلام فى الغرب عن سيدنا محمد؛ ما بين منصف ومسيء على رأسها الفيلم الوثائقى "محمد تراث نبي" .Muhammad.Legacy.of.a.Prophe  هو فيلم أمريكي تصل مدته إلى ساعتين؛ مزج سيرة النبي محمد  بسيرة عائلات وشخصيات إسلامية تصارع البقاء في الولايات المتحدة الأمريكية. كتبه مايكل وولف  صاحب كتابي «الحج: رحلة أمريكي إلى مكة» و«ألف طريق إلى مكة».  اشتهر بفيلمه الوثائقي «أمريكي في مكة» والذي أذيع على قناة أيه بي سي الإخبارية الأمريكية عام 1997.

 

وفي أول نصف ساعة من فيلم «محمد.. تراث نبي» الذي تبلغ مدته حوالي ساعتين، يمزج مخرج الفيلم بطريقة ماهرة بين صوت الراوي ومشاهد للمسلمين من كافة الأجناس حول الكعبة، يجمعهم صوت مؤذن يدعو للصلاة، ويتخلل الحقائق المنسابة بصوت الراوي مقاطع من تعليقات المؤرخين وخبراء الأديان وأساتذة مرموقين في الدراسات الإسلامية. ومن هؤلاء المعلقين البروفيسور «جون فول» أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة «جورج تاون» الأمريكية، والدكتور شريف بسيوني المصري الأمريكي  مؤلف كتاب «مقدمة إلى الإسلام» الصادر عام 89 الذي يشرح فيه جوانب مختلفة من السيرة النبوية، والعلاقة بين الديانات الثلاث. والمؤرخة البريطانية كارين أرمسترونج التي أشارت إلى أن النبي محمد تمكن خلال 23 عاما منذ نزول الوحي عليه من تحويل شبه الجزيرة العربية من ساحة للمعارك والمصادمات القبلية الشرسة إلى مجتمع يسوده الأمن والأمان، سرعان ما انطلقت منه شعلة الحضارة الإسلامية إلى العالم أجمع.

 

 أثار الفيلم الوثائقي الأمريكي الذي يحكي قصة النبي محمد اهتماماً كبيراً في الأوساط الأمريكية منذ العرض الأول، حيث تعتبر المرة الأولى التي تقدم فيها قناة رسمية واسعة الانتشار على مستوى الولايات المتحدة وهي قناة PBS فيلماً يتحدث عن سيرة حياة الرسول الكريم بشكل تفصيلي يستغرق ساعتين. أعد الفيلم مايكل وولف وأليكساندر كرونيمير، واستغرق الإعداد 3 سنوات وكان قد تم الانتهاء تقريباً من تصويره قبل أحداث 11/ سبتمبر.

ل

م يعتمد الفيلم الوثائقي في طرحه على ممثلين باستثناء الراوي الذي يربط بين الأحداث حيث كان الاعتماد على إجراء لقاءات مع بعض المختصين في التاريخ والدين الإسلامي من المسلمين وغير المسلمين ومنهم الداعية الإسلامي الأمريكي حمزة هانسون.

 

 وفكرة الفيلم جاءت من خلال صديقين يهوديين اعتنقا الإسلام، وحاولا أن يقدما شيئا للدين الجديد الذي آمنا به بعد رحلة طويلة من البحث عن الحقيقة. فقدما هذا الفيلم بإخراج فني راقٍ، وتوزيع درامي مثير للأحداث يغوص إلى أعماق الشخصية الإسلامية، ويمزج الماضي بالحاضر، وكأنه يقول لنا: «هذا محمد... وهؤلاء أتباع محمد». عرض الفيلم شخصية النبي -عليه الصلاة والسلام- بصورة مؤثرة جدًا، ابتدأت بمسلسل متوالٍ من الأحداث من قُبيل ولادته إلى حين وفاته، يرويها مفكرون ومؤرخون غربيون، ومسلمون مقيمون في الغرب. 

 

حاول الفيلم أن يوصل حقيقة النبي محمد بخطاب منطقي هادئ يلامس العقلية الغربية، ويجيب عن كل التساؤلات والاتهامات التي يكثر تداولها في أمريكا والغرب بشكل عام بأسلوب منطقي متدرّج مع أحداث السيرة النبوية، كما أن الفيلم لم يكتف فقط بعرض أحداث حياة النبي عليه الصلاة والسلام، بل أبرز من خلالها القيم الإسلامية الحقيقية التي تكونت من خلالها شخصية النبي عليه الصلاة والسلام، ثم ينتقل المشهد بعدها إلى نماذج حية من المسلمين في أمريكا تعيش حياتها وفق هذه القيم... قيم الإصلاح والعدل والعطاء والإيجابية والتفاعل.

 

 تولت شبكة (PBS) التليفزيونية الأمريكية إنتاج هذا الفيلم الذي استغرق إعداده ثلاث سنوات. 

 

عرضته آلاف المؤسسات بما فيها الجامعات  والمنظمات والهيئات الدينية (المجلس الوطني للكنائس الأمريكية والجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية. قوبل بالحماس الشديد من مشاهدي قناة (PBS) حيث وصل إلى البريد الإلكتروني للقناة أكثر من (630.000) رسالة، من نحو373.000 مستخدم فقط في أول شهر من عرضه، علاوة على ذلك فقد تلقى مكتب PBS في واشنطن العاصمة 5000 رسالة في أول أسبوعين من عرض الفيلم بالإضافة إلى آلاف الرسائل الأخرى التي تلقتها المواقع الإلكترونية التابعة للشركات والمؤسسات المشتركة في هذا الفيلم؛ أما في الصحافة الأمريكية فجاءت أكثر المراجعات التي كتبت عن الفيلم في أكثر من مئة صحيفة أمريكية إيجابية ومتفاعلة مع الإنجاز المتميز وفي شتاء العام 2003 أصبح إصدار الفيديو وإصدار ال DVD من فيلم «محمد: تراث نبي» هما أعلى المبيعات لدى PBS على مدى أشهر عدة...  ..وفى الواقع إن (مايكل وولف) صانع الفيلم الأول، ولد لأب يهودي وأم مسيحية، ذهب لإفريقيا، كان مهتمًا منذ صغره بقضية العنصرية وتأثيراتها على البشرية، اضطر للعيش في إفريقيا ثلاث سنوات، وهناك لاحظ أن لا وجود للعرقية.. فلا فرق بين الأسود والأوروبي.. حيث الإسلام وحّدهم. في منتصف العشرينيات من عمره ذهب للمغرب وهناك كانت بداية إسلامه. قائلًا: «كان الحج أبرز شيء جذبني للإسلام قبل أن أُسلم. وعندما أصبحت مسلماً بعد عشرين عاماً من التفكير في الأمر كان أول ما أردت فعله هو الذهاب للحج، وعندما طفت حول الكعبة -لأول مرة- كنت في حالة انبهار، أنت في الواقع تضع الله في مركز حياتك». أما صديقه الآخر (ألكسندر كرونمر)فلم تختلف حياته هو الآخر عن حياة صديقه، اعتنق الإسلام بعد عملية بحث عن الحقيقة يقولها عن نفسه بعد مراجعة لفيلم «آلام المسيح». ألكسندر أحد صناع فيلم محمد وهو مؤلف ومحاضر وصانع لأفلام وثائقية في الإسلام وحوار الحضارات. ولد ألكسندر لأب يهودي وأم مسيحية، كتب العديد من المقالات في مختلف الصحف الأمريكية وحاضر في عدد من المحاضرات عن الإسلام خاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر. أما(مايكل شيرز) وهو مخرج هذا الفيلم له خبرة طويلة في مجال الإخراج التليفزيوني تزيد على العشرين عامًا.

 

 قامت شركة (Kikim Media) بإنتاج الفيلم وهي شركة متخصصة من عشرين سنة في التحقيقات الصحفية، مستخدمة أحدث التقنيات الفنية المتوفرة من إنترنت أو تليفزيون، مع متابعة دقيقة لصحة المعلومات. شعارها «قصة حقيقية، تُنشر بصدق، يمكنها أن تغير في حياة الناس». وشارك في إنتاج الفيلم (Unity Productions Foundation) (UPF) وهي منظمة غير ربحية تُعنى بإنتاج أفلام عن الثقافات في العالم، وبالأخص الروحية منها لزيادة التفاهم والتعاون بين شعوب العالم، ويُعدّ هذا الفيلم هو الأول من إنتاجها. صرحت منظمة (Active Voice) وهي تحت مظلة (PBS) أنه من أنجح البرامج التي وصلت إلى جمهور كبير، ولا يزال هذا المشروع قائمًا. كما أُرفق مع الفيلم خدمة إضافية تعرض خطوات الحج خطوة، خطوة عن طريق الفلاش.... يبدأ الفيلم بتوصيف سريع لبيئة مكة قبيل بعثة النبي عليه الصلاة والسلام، حيث كانت الجزيرة العربية تواجه إعصار الفناء، والثورات الداخلية، والجوع، والخرافة، وكانت القبيلة أكثر الأشياء قداسة عند العرب، لكن النبي محمد جاء وأعطاهم الأمل والأمان من جديد، والآن يتبعه مليار ومائتا مليون مسلم، في أمريكا وحدها سبعة ملايين مسلم. تتوزع سيرة النبي عليه الصلاة والسلام بترتيب متناسق ينساب بين متحدثين رئيسين في الفيلم منهم (آرمستونج) مؤلفة كتاب «محمد»، والداعية حمزة يوسف، والبروفيسور شريف بسيوني، وأستاذ الدراسات الإسلامية سيد حسين، و(جون فول) أستاذ التاريخ الإسلامي... وتبدأ السيرة بولادته عليه الصلاة والسلام مرورًا بالأحداث الكبرى في حياته: رحلاته التجارية إلى الشام، ومن ثم زواجه بخديجة -رضي الله عنها- إلى خلواته في الصحراء وغار حراء حين نزل الوحي عليه، وكانت نقطة التحول الكبرى. ثم يتوقف الفيلم مع قصة مقيم في الولايات المتحدة، قادته عنصرية أمريكا إلى التفكير في الإسلام حتى وجد فيه حياته. ثم يعود المشهد إلى حياة النبي عليه الصلاة والسلام، حيث وصلت إلى أوائل أيام الدعوة، في مرحلة (وأنذر عشيرتك الأقربين)، ومن مراحل الإنذار والصدع بالدعوة، يتوقف الفيلم ليجيب عن سؤال: ما هو القرآن؟ ليفصل في الجواب طرق نزول الوحي على النبي، وكيف كان النبي يلقيه على أصحابه ثم يدونه كتّأب الوحي. وفي ذات السياق تقول المؤرخة (آرمستونج): لقد كان القرآن مؤثرًا وساحرًا ليس فقط في محتواه، بل في جماله الذي يؤثر في غير الناطقين بالعربية أيضًا.... وتضيف: على الرغم من هذا الوحي الذي يأتي عن طريق الاتصال الإلهي كان محمد يحرص دائمًا على التأكيد على عدم ألوهيته، وطالما حذّر أتباعه من أن يفعلوا به ما فعله المسيحيون مع عيسى، المسلمون أخذوا الأمر بجدية، لكنهم يرون في محمد الإنسان الكامل الذي تجسد الإسلام من خلاله. ثم ينتقل الفيلم إلى مشهد آخر فبعد المضايقات التي لاقاها النبي صلى الله عليه وسلم  وبعد سنوات الحصار الشديدة التي عانى منها المسلمون في مكة، ومن ثم وفاة عمه أبو طالب وزوجته خديجة، وبعد ثلاثة عشرة سنة من الدعوة ولم تزد الأمور إلا سوء، كان ينتظر الرسول عليه الصلاة والسلام أعظم تجربة في حياته كنبي، وهي الإسراء والمعراج. وبعد تفصيل لحادثة الإسراء المعراج، يتحول الفيلم إلى حدث آخر من أهم أحداث السيرة النبوية وهي الهجرة إلى المدينة، وفيها بدأت الدولة الإسلامية الأولى، وجاء الإذن المحدود بالقتال والدفاع عن النفس، ليخوض الفيلم في تفاصيل أكبر الغزوات التي تعرض لها المسلمون، وهي غزوة بدر، وغزوة أحد، وغزوة الخندق... لكنه يتوقف بعدها مع المفهوم الخاطئ للجهاد الذي قاد إلى عمليات الحادي عشر من سبتمبر، مدعمًا هذا الحديث بمشاهد من معاناة الجالية المسلمة في أمريكا بعد حادث تفجير مركز التجارة العالمي.

 

ويستمر الفيلم في طريقة المزج المميزة بين تفاصيل السيرة النبوية والقيم الإسلامية العميقة في الشخصية الإسلامية المعاصرة، إضافة إلى نماذج حية من مسلمين مقيمين في أمريكا. ويصل الفيلم إلى حجة الوداع، وبتوصيف إنساني بديع يعرض الفيلم آخر اللحظات في حياة النبي عليه الصلاة والسلام التي بدأت واضحة من خلال كلماته في خطبته في حجة الوداع، ومن ثم عودته إلى المدينة وبداية معاناته مع المرض... ذكر الكس كرونيمر منتج الفيلم في تصريحات لموقع «سويس انفو» عن الإنترنت يوم الثلاثاء 17/12/2002 إن فكرة إنتاج هذا الشريط راودته عندما كان يشارك في شبكة CNN في تغطية شعائر الحج العام 1998 وعلم أن تلك التغطية تابعها رقم قياسي من المشاهدين في أنحاء العالم وصل إلى أكثر من 600 مليون مشاهد. وبعد عودة كرونيمر من تغطية شعائر الحج، اتصل بصديقه الكاتب الأمريكي المسلم «مايكل وولف»، واتفقا على الشروع في جمع الأموال اللازمة لإنتاج فيلم خاص عن حياة النبي محمد وتراثه الخالد، وكيف أنه تمكن من تغيير تاريخ العالم خلال 23 عاما، وما زال يواصل التأثير العميق في حياة ألف ومائتي مليون مسلم في العالم. ويستهدف الفيلم - كما يوضح كرونيمر- تعريف الشعب الأمريكي والمشاهدين في الغرب بحقيقة الإسلام، بعيدا عن الصور النمطية السلبية التي تُروِّج لها هوليود أحيانا... ومن خلال عدد من الشخصيات العادية من المسلمين الأمريكيين، يتعرف المشاهد الأمريكي على مبادئ الديانة الإسلامية من خلال القرآن والسنة النبوية، مثل وحدانية الخالق، وأنه إذا كان المؤمن مطيعا لربه فيجب أن يكون في خدمة عباده، وأن المسلمين يتحملون مسؤولية إنصاف المظلومين وإحقاق الحق، وأنه من خلال الأعمال الصالحة يتحمل المؤمن مسؤولية اختيار طريق النجاة، وأنه إذا أراد المسلم إصلاح المجتمع الذي يعيش فيه فعليه أن يبدأ بنفسه أولا من خلال جهاد النفس. ومن الشخصيات التي تقابلنا خلال الفيلم «كيفين جيمس» ضابط المطافئ في مدينة نيويورك الذي دخل إلى الإسلام في شبابه، والمهندس المعماري «ديزي خان» الذي نظم برنامجا للفنانين المسلمين يردون فيه على الحملة التي شُنت ضد المسلمين بعد أحداث 11 سبتمبر2001، و«نجاح بازي» ممرضة العناية المركزية في ديربورن. ورغم أن هذه المقابلات صرفت الانتباه عن سرد تاريخ حياة الرسول فإنها زودت المشاهدين بالعناصر الرئيسية التي تفسر وتشرح تراث النبي. وباستخدام لوحات الخط العربي التي رسمها الفنان الأمريكي المسلم محمد زكريا يتعرف من يشاهد الفيلم الوثائقي الجديد على مآثر خالدة من توصيات الرسول الكريم التي تعيش يوميا في ممارسات المسلمين الحياتية كقوله «يسر ولا تعسر»، و«لا ضرر ولا ضرار»..ومن خلال معرفة كرونيمر كمحاضر وكاتب بما يعجب الجمهور الأميركي في طريقة السرد، وإعجاب الأمريكيين بقصص النجاح الشخصي والتغلب على الصعاب والتحديات، وجد الكاتب ألكس كرونيمر في حياة وسيرة الرسول محمد كل عناصر التشويق من خلال صعود سلم النجاح الشخصي لطفل وُلِد يتيما في مجتمع قبلي لم يكن يبشر بفرصة له في الارتقاء، ومع ذلك تمكن من خلال أمانته وكرم أخلاقه وإخلاصه في العمل أن يصبح أعظم شخصية في التاريخ البشري.وأضاف كرونيمر أن سيرة النبي محمد تُجسِّد كذلك الصراع بين الخير والشر، وبين التوحيد والشرك، وهي قصة مألوفة لدى غالبية المسيحيين من خلال قصص النبيين موسى وداود وغيرهما. لذلك سيسهل عليهم استيعاب سيرة كفاح النبي محمد. وكان التحدي الكبير الذي واجه منتجي الفيلم هو كيفية تقديم قصة حياة النبي محمد في فيلم على الشاشة دون عرض أماكن حياته والشخصيات الرئيسية من الصحابة. ولم يكن من المناسب الاكتفاء باستخدام مناظر خلابة للصحراء في مكة ولقطات بارعة للشروق والغروب على رمال تلك الصحراء، ولمشاهد طواف ملايين الحجاج حول الكعبة الشريفة؛ لذلك طرأت لمنتج الفيلم فكرة أن يتم تعريف المشاهدين بحياة الرسول وسنته من خلال الأثر الباقي لتراثه في حياة المسلمين، وخصوصا المسلمين في الولايات المتحدة وتجاربهم. ويُعتبر هذا الفيلم بالنسبة للأمريكيين غير المسلمين منجما ذهبيا يتعرفون من خلاله على بساطة النبي وأمانته التي تظهر من خلال عرض حياته. ويطول التعليق المصاحب للفيلم أحيانًا؛ في محاولة لتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة الشائعة عن الإسلام؛ حيث يتبع الفيلم مسارا جميلا بين المهارة في تحليل وشرح الصور الشائعة عن المسلمين؛ مثل: لماذا منح الله للرجل المسلم أن يتزوج 4 نساء، وكذلك شرح مفهوم الجهاد. وفي الواقع فإن مدة الفيلم التي تبلغ ساعتين ليست كافية لتصحيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام، بالإضافة لسرد قصة النبي، لكن المؤلف مايكل وولف أحد منتجي الفيلم يقول في مقابلة خاصة لشبكة «إسلام أون لاين.نت» الثلاثاء 17-12-2002: «هذا برنامج وثائقي تليفزيوني، وواجهتنا في إنتاجه تحديات كثيرة.. حيث كنا في حاجة لضغط المادة وانتقاء المعلومات». وتابع وولف: «إن الفيلم الذي استغرق إعداده 4 أعوام كان من الممكن أن يصبح أفضل كثيرا لوكان لدينا عامان آخران.. وأتمنى أن يفتح الفيلم الطريق للآخرين، ويشجعهم على عمل أفلام أفضل منه.

وهناك فيلم محمّد، خاتم الأنبياء هو فيلم رسوم متحركة أنتج بواسطة بدر العالمية وقام بإخراجه المخرج ريتشارد ريتش هذا الفيلم عُرض في دور سينما محدودة في الولايات المتحدة الأمريكية وفي المملكة المتّحدة. الفيلم ركّز على الأيّام الأولى من صدر الإسلام وبعثة النبيّ محمّد صلّى الله عليه وسلّم. على غرار الفيلم الواقعي القديم الرّسالة الّذي تمّ إنتاجه عام ١٩٧٦ للمخرج مصطفى العقاد، لم يتمّ تجسيد رسول الله صلى الله عليه وسلّم بأيّة صورة من الصور عملاً بالشّريعة الإسلاميّة الّتي تحرّم تجسيد الأنبياء. لذلك، عندما يتحدّث النّبي صلّى الله عليه وسلّم، أو يكون حاضرًا في المشهد، يتمّ توجيه الكاميرا باتّجاه الشّخصيّة الّتي تتحدّث إليه.. الفيلم يتتبع أوّل أيّام بعثة محمّد صلّى الله عليه وسلّم حين أصبح نبيًا لدين الإسلام في مكة حيث اضطهد المسلمون الجدد وكانت الهجرة نحو المدينة المنوّرة، وينتهي الفيلم بحدث عودة المسلمين إلى مكّة منتصرين وفتحهم لها. لم يتمّ عرض العديد من الأحداث الحاسمة والحسّاسة مثل معركة بدر الكبرى و معركة أحد.

Dr.Randa
Dr.Radwa