قالت أميرة ابنة المقدم شهيد محمد خيري رؤوف خيري، دفعة 42 حربية عام 1961 سلاح مدرعات، ، وشارك في حرب أكتوبر ضمن قوات الجيش الثالث في اللواء 22 مدرع حتي نال الشهادة في يوم 22 أكتوبر 1973 ، إنها دائما ما تفتخر ببطولة والدها وبسالته وحبه الشديد للوطن، والدروس التي تعلمتها علي يده، فرغم أن والدها استشهد وهي في الثامنة من عمرها ، إلا أنها لا تزال تتذكر توصياته لها ، و حبه لمصر الذي تشربته منه منذ صغرها ، حتي أنه كان يصحبها إلي الاحتفالات العسكرية ويشير إلي الدبابة ليحكي لها أنه يقود مثل هذه ليدافع عنها وعن مصر ضد الأعداء.
وأضافت أنها لا تزال تحكي لأولادها عنه، وتتذكر تفاصيل حياته لتنقل ما تعلمته من دروس لأولادها وتتمني أن تظل هذه البطولات دائمة في وجداننا وأن تقوم الأمهات بتناقلها لأبنائهم ، ليتعلموا قيمة وحب الوطن ، فهو الميراث الذي يجب أن نورثه لهم، وانه استشهد وهو يدافع عن ارض مصر، و أنها ستظل فخورة به وستحكي لاحفادها عن جدهم البطل الشهيد.
و تستطرد أن أهم الدروس التي علمها إياها هو غرس قيم الاعتماد علي النفس ، وبحكم عمله كان غير متواجد معنا لفترات طويلة، كنت أقول له أنا افتقدك وأظل فترات طويلة بدونك ، كان يقول لي إجابة لم ادركها جيدا لصغر سني وقتها كان يرد" انا ادافع عن مصر وارضها ولابد ان نستردها، هل ترضي ان يستولي احدا علي بيتنا ويطردنا خارجا ؟ او يأخذ جزء ويترك لنا جزء صغير ؟ولكنني ادركتها بعد ما كبرت .
وعن قصة استشهاده تحكي: والدي لديه العديد من البطولات قبل حرب أكتوبر، فحصل علي فرقة مظلات عام 1962، و شارك في حرب اليمن من 1964 حتي 1966 ، و في حرب الاستنزاف عام 1968 إلي 1970، وكان ضمن قوات الجيش الثاني، وبعد حرب الاستنزاف عمل مدرسا في مركز تدريب المدرعات من 1970 حتي 1972.
كانت الساعة الثانية ظهراعندما وجدوا جثمانه ، كان مع قوات اللوا 22 مدرع يؤدوا مهامهم ، وصدرت لهم الأوامر فجر يوم 22 أكتوبر ، بالعبور لغرب القنال لسد الثغرة ووقف تقدم العدو ، وأثناء المهمة أصيب قائد اللوا العقيد مصطفي حسن إصابة بالغة فتولي والدي المقدم محمد خيري القيادة ، واستمروا في القتال، ببسالة وبشهادة الشهود من كان معه وكتب الله لهم النجاة من المعركة، استمروا في القتال حتي استشهد ومعه العقيد مصطفي حسن رحمهما الله .
وتتذكر اخر مرة رأته فيه ، كان قبل بداية الحرب بأسبوع، وكانت آخر أجازة له ، أحسست بفطرة الطفولة ان هذا الوداع مختلف ، يوصينا علي انفسنا ووالدتنا والاهتمام بمذاكرتنا، ولم يحدد لنا موعد رجوعه كعادته معنا، كان يرسل رسائل حتي مع بداية الحرب، واخر رسالة كانت يوم 18 اكتوبر وحدثنا بالتليفون ، وكنا انتقلنا لمنزل جدنا والد الوالد مع بداية الحرب حتي لا نكون وحدنا، حدث الاسرة كلها ، وطلب يحدثني ، أوصاني علي نفسي وامي واختي ، وأن أكون شجاعة وانجح حتي يفرح بي ، كلما اتذكر هذه المكالمة وانها الوداع ووصيته لي كان ذلك يوم 20 اكتوبر 73.