الجمعة 17 مايو 2024

نعمة.. وخليج نعمة

مقالات8-10-2022 | 14:47

منذ أوائل القرن الماضي، تحديداً في يناير 1901، صدر الإعلان الأول لشركة مرسيدس بنز، بالاتفاق بين كل من ( كارل بنز، وغوتليب دايملر)، على تسجيل العلامة التجارية للسيارة مرسيدس، بعد أن مرت بمراحل صناعية متعددة، كان أولها تصميم محرك ميكانيكي قادر على توليد حركة أوتوماتيكية؛ للدراجة الهوائية، وعربة الخيول.

كان التحدي هو أن تدور العجلات الثلاثة عبر هذا المحرك ونجح التحدي، وحملت السيارة الأولى اسم (موتورفاجن).

حصل (بنز) على إثرها على براءة اختراع، "كأول مصمم لسيارة في العالم تعمل عبر محرك يعمل بالبنزين"، وبعد مائة عام أصحبت السيارة مرسيدس التي تعني بالعربية (نعمة) تحقق دخلاً يعادل ميزانية دولة من دول العالم الثالث، وهنا تتوجه الأنظار للإعلام المصري، الذي لا يتوقف عن بث جرعة توجيه فكري؛ للعقل الجمعي المصري باتجاه يبتعد كل البعد عن الطريق الذي يجب أن يسير فيه.

العديد من البرامج التي تقدم على الشاشة البيضاء، تسلط الضوء على النماذج التي تمكنت من جمع ثروة هائلة بكل سهولة، وتحولها إلى رموز مجتمعية وذلك بعد اعتلائها "التريند المصري" بأعمال فنية رديئة، بعد أن حققت مشاهدات عالية، ولا ننكر قيمة الفن، والرياضة في الرقي بالذوق العام، والحفاظ على الشباب من الانحراف، خصوصا في سن المراهقة؛ ولكن توجيه المجتمع في اتجاه المتعة والتسلية لن يفضي إلا لحالة الاستهلاك وعدم القدرة على المنافسة العالمية، وفي المقابل نواجه أزمة هروب العقول النابغة لخارج الوطن للبحث عن فرصة أفضل ومستوى معيشة أحسن .

 أصبح الاعتماد على الاستيراد محنة يعاني منها المجتمع المصري، فلا بديل محلي لكثير من السلع التي توقف استيرادها ليتوقف نزيف العملة الصعبة، وبعد الأزمة المالية العالمية التي حدثت بسبب الكوفيد، لم تعد السياحة مصدراً يعتمد عليه، نحن نحتاج إلى تضافر كل الجهود لنقيل عثرة المرحلة، ونعبر بمصرنا الغالية العبور الثاني الذي نحلم به.