هي التركيبة المجتمعية والمعاملات الأسرية وكل التفاصيل التي تدور داخل الشقة / الحجرة / العقول المحيطة بكافة تصرفاتها وانفعالاتها وردود أفعالها وتواجدها حول الإنسان، تشكل حكايته وتكوينه الفكري وتصنع من وجدانه نهجا إما اتجاه الصواب أو الخطأ، هو الطفل الذي يستقى من مجتمعه المحيط كل ما يبدر منهم وما يدور في خلايا أدمغتهم وما يقومون به من أفعال تجاهه بشكل خاص وتجاه الآخرين عامة، وهو الفتى الذي تنمو في داخله كل هذه الأفكار والتصرفات والانفعالات وردود الأفعال التي دخلت عالمه رغما عنه متخطية مرحلة عمرية تلو الأخرى لتصل به إلى مرحلة الشباب ومرحلة اللاعودة .

هي جفاف الأب وخشونته وأحيانا ساديته وهو يمثل واقعا وخيالا (مصنع الخوف) داخل الأسرة، وطيبة الأم التي تتحول إلى سلبية مع مرور الزمن وحنان الأخت التي لا طائل من ورائها غير الكلمات، مجرد حروف تدخل إلى الأذن وسرعان ما تتناثر في الهواء لتشكل عالما فنتازيا لا علاقة له بالواقع الذي نعيشه سواء كان واقعا جيدا أو باليا.

هي الملخص الأكثر التصاقا وتفسيرا وتفحصا وتمحيصا لمعنى (من شب على شيء شاب عليه) أو التعليم في الصغر كالنقش على الحجر، وهو تثبيت التثبيت في القول والفعل والمعايشة أن النشأة والمجتمع هما التشكيل الأكبر والأوضح في حياة الإنسان شاء أو أبى .

هي الحقيقة بحلوها ومرها بسويتها أو إعوجاجها، الماضي الحاضر أو الخيال الأكثر واقعية، وهى وبال حياة شاءها الإنسان أو أُكره عليها هي المراد الأول والأخير الذى يبتغيه بأي شكل وبأية شاكلة كان أو كانت، هي الأصالة التي حبها أو كرهها لكنها تمثل له الجذر الذي لا ينبغي أن يغادره مهما كانت سوءاته وعذاباته.

الحياة القديمة بكل تفاصيلها سعيدة أو تعيسة، نقية أو مشوبة بأوجاع أقوى وأكبر من أن يتحملها لكنها الحياة .

هي التي قطعت القول بالفعل في مسألة (كيف تتم صناعة الخوف في نفوس أفراد الأسرة المصرية، هي مسرحية استدعاء ولى أمر، على مسرح الهناجر، روعة النص والمعالجة الدرامية الأكثر روعة وعمقا وواقعية  

ديكور أقل ما يقال عنه أنه استطاع استغلال كل سم في المسرح وهذا في حد ذاته إبداع .

إضاءة زادت العمل إضاءة وبريقا، أما الإخراج فأقل ما يوصف به أنه تألق فأبدع فصب في النفوس إجبارا على التصديق لمحاكاة واقع نعيشه بكل ظروفه، أما الممثلين والممثلات فيكفى أن نقول إنهم غاصوا في أعماقنا إقناعا دون لحظة ريبة واحدة من أي منهم.

استدعاء ولي أمر.. جملة ليست ناقصة، بفعل ومهارة زياد هاني كمال المخرج الشاب المتميز ..كتابة محمد السوري المثقف الواعى.. ديكور هبة الكومي..إضاءة إبراهيم الفرن.

 فريق تمثيل رائع جدا.. مصطفى رأفت - مصطفى السعيد - نانسي نبيل - لمياء الخولي - بتول عماد - أدهم هاني كمال - ميسرة ناصر - مونيكا هاني - عمر عبد الباري - لؤي سامي.

عمل يحسب للمايسترو الفنان القدير شادي سرور مدير مركز الهناجر .

من الشكر أجزله للفنان الدكتور هاني كمال لحضور عرض شائك كقضية اجتماعية وشيقة كحالة فنية رائعة .