الخميس 28 نوفمبر 2024

بالصور.. الخمسون قرشا تصدم ركاب هيئة النقل.. ومواطنون «إحنا بتوع الأتوبيس»

  • 4-8-2017 | 20:15

طباعة

خلود الشعار

 

صدمت هيئة النقل العام، صباح اليوم الجمعة، المصريين بقرار زيادة أسعار أتوبيسات الهيئة بجميع خطوطها، والتي يقتادها الملايين في القاهرة الكبرى يوميًا، ويلجأ إليها الفقراء وأصحاب الدخول المتوسطة باعتبارها الوسيلة الأرخص والأوفر بعد خطوط مترو الأنفاق.

وتعد أتوبيسات النقل العام الوسيلة الأكثر آمانًا للطبقة الكادحة خاصة عقب ارتفاع أسعار الوقود في الفترة الأخيرة مما أدى إلى ارتفاع أسعار المواصلات.

 

وجاءت قيمه الزيادة 50 قرشًا علي ثمن التذكرة الحقيقية، لتصبح التذكرة التي قيمتها جنيه بـ"جنيه ونصف"، والتذكرة التي قيمتها جنيهان بـ" جنيهان ونصف"، حيث تسلم كل سائق دفتر مطبوع بالقيمة الجديدة ودفتر بالقيمة القديمة مع استلام دفترين بقيمة 25 قرش لتكملة الزيادة.

وتعرضت هيئة النقل العام لخسائر عدة بسبب ثبات ثمن التذاكر، حيث كشف تقرير الموازنة العامة المقدم من وزارة المالية للبرلمان، عن خسائر هيئة النقل العام بالقاهرة عام 2016، بلغت 250 مليون جنيه، ولذا لجأت إلى زيادة سعر التذكرة.

وذكرت محافظة القاهرة، أن الهيئة تسلمت التصديق بالزيادة منذ بداية الشهر الجاري ونفذته اليوم، خاصة عقب الزيادة الأخيرة لأسعار الوقود.

«الهلال اليوم» طالع توابع القرار الأخير بين المواطنين وسائقي الأتوبيسات والقائمين على النقل العام، وموقف لجنة النقل والمواصلات بالبرلمان.

 

ركاب:«بلاش زيادة ملناش غيره»

المواطن "ح.م"، أحد الركاب، قال إن الأتوبيس هو الوسيلة الوحيدة التي ألجأ إليها في كل تنقلاتي سواء الذهاب إلى العمل أو غيره، قائلا:" إحنا بتوع الأتوبيس وملناش غيره"، مشيرًا إلى أن زيادة الأسعار أصبحت أمر لا يُطاق، لأن دخل المواطنين قليل للغاية، ولا يتناسب مع هذه الزيادات.

 

وأضاف، أنه عامل باليومية، ولا يستطيع تلبيه كافة احتياجاته المعيشية، قائلًا: "هجييب منين أكل وأصرف على بيتي وأولادي وأنا عايش اليوم بيومه وبطلت أركب أي مواصلات تانية علشان الأتوبيس أرخص ودلوقتي الحكومة ترفع أسعار التذاكر حرام عليهم".

 

المواطنة "س.م"، أحدى ركاب أتوبيسات الهيئة، قالت إنها تفاجأت بهذا القرار، اليوم، عندما أبلغها "الكمسري" بأن الأجرة ارتفعت، معبرة عن غضبها الشديد من هذا الأمر:" قائلة ملناش غيره أتوبيس الغلابة هنعمل أيه بعد الزيادة"، متابعة:" إنها سيدة مسنة تعيش مع زوجها من مرتب المعاش شهريًا"، مؤكدة أنهم لن تستطيعوا الذهاب لقضاء مصالحهم بهذه الأسعار.

 

كمسري: «أتفاجئت زي أي حد»

أما "أحمد.ص"، ويعمل كمسريًا  بأحد خطوط أتوبيسات هيئة النقل العام، إن القرار كان مفاجئًا للعاملين بالهيئة مثل المواطنين العاديين، حيث أن الهيئة أبلغت المسئول بالموقف الخاص بهم بهذه الزيادة صباحًا، مشيرًا إلى أنهم تلقوا الأمر قبل بدء العمل وتم تنفيذه على الفور، حيث أن الزيادة نصف جنيه فقط على التذكرة.

وأكد، أنه واجه العديد من المشكلات والأزمات مع المواطنين عند إبلاغهم بالزيادة المقررة، وكأنه المسئول عن هذه القرار، قائلًا: "الناس مش فاهمه أننا بنفذ التعليمات بس مش مسئولين عن الزيادة.. ما باليد حيلة".

 

سائق:لا أعلم شيء عن الزيادة

 "م. ع"، أحد سائقي أتوبيس النقل العام، قال إنه لا يعلم أي شيء عن زيادة سعر تذكرة الأتوبيس، وكان الأمر مفاجئًا لهم، مشيرًا إلى أن السائقين بوجه عام بعيدون تمامًا عن تلقي تعليمات زيادة أسعار التذاكر، فهذا أمر يختص به "الكمسري" فقط.

 

غموض القرار

النائب محمد عبد الله زين، عضو لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب، قال إن هذا القرار كان غامضًا، حيث أن الزيادة تمت دون الإعلان عنها مسبقًا، أو التنسيق مع المجلس وتحديدًا لجنة النقل والمواصلات، مشيرًا إلى أن الحكومة دائمًا ترفع شعار "المواطن سيتحمل الزيادة والقرارات تصب في مصلحته".

 

وأضاف لـ"الهلال اليوم" أن قرار الزيادة يسبقه تطوير في الهيئة ومواصلات النقل العام، خاصة بعد ارتفاع سعر الوقود ووسائل المواصلات الأخرى، مشيرًا إلى ضرورة الدفع بعدد أكبر من أتوبيسات النقل العام، وإدارتها بطريقة احترافية مما هي عليه الآن، مؤكدًا أن طريقة تشغيل الأتوبيسات حاليًا خاطئة، فلا يوجد مسار محدد لأتوبيسات النقل العام حتى الآن، فضلًا عن فشل الإدارة في عدة أمور، والتي تعد جزءًا من منظومة وزارة النقل.

 

وتابع:" أن وزارة النقل لم تعمل بشكل جيد ما عدا هيئة الطرق والكباري، بسبب تبني رئيس الجمهورية المشروع القومي للطرق، معبرًا عن استيائه التام من هذه الإجراءات التي يتم اتخاذها في ظل عدم التنسيق بين الجهات المعنية، والتأثيرات السلبية على المواطنين.

 

وأوضح، أن المواطنين أصحاب الدخول المتوسطة هم الأكثر تأثرًا بارتفاع الأسعار، مشيرًا إلى غياب المواظفين في وزارة النقل الذين يفكرون خارج الصندوق لمعالجة المشكلات التي تواجه المنظومة بالموارد المتاحة لديه، أو يستغلها بطريقة أفضل من ذلك، حيث أن منظومة السكك الحديدية لم تفعل الرقابة أو التنظيم، فهناك أخطاء عدة في هذه الوزارة وأنها بحاجة إلى إعادة هيلكتها مرة أخرى، لأن الوزير وحده لن يستطيع مواجهة كل الأزمات.

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة