نظم المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور هشام عزمي ندوة "محطات زيارة العائلة المقدسة"، وذلك في تمام الساعة الثانية عشر ظهر أمس الأربعاء الموافق 12 أكتوبر الحالي بقاعة المجلس الأعلى للثقافة.

وتحدث الدكتور إسحاق إبراهيم عميد معهد الدراسات القبطية، في بداية حديثة عن إحدى آيات من إنجيل متى، وتقول:" إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لِيُوسُفَ فِي حُلْمٍ قَائِلًا: «قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاهْرُبْ إِلَى مِصْرَ" ،

وأوضح أن مسار رحلة العائلة المقدسة استمر لمدة ثلاث سنواات ونصف متجولين داخل البلد وبين الكنائس والأديرة، وأن أهم المحاور المستفادة من هذه الرحلة هي: "إبراز محطات هذه الزيارة المقدسة، والتعرف على أهم الاثار المرتبطة بها على مر العصور سواء اليونانية والرومانية والإسلامية، وتنمية هذه المواقع السياحية".

وأضاف أن مصر لها خصوصية فريدة تجعلها الأولى بين الحضارات مكونة مخزون ثقافي وحضاري في داخل الشخصية المصرية هذا المخزون الحضاري ينبع منه قيم إنسانية وروحية وتأثيرات ثقافية وحضارية، وفوق وديان مصر الطيبة، وعلى ضفاف نيلها العظيم استقبلت مصر العائلة المقدسة التي وجدت على أرض مصر الأمن والمباركة والحماية، حيث امتدت الرحلة طولا وعرضا حوالي 2900 كيلو متر، واستمرت حسي بردية جامعة كولون ثلاث سنوات و11 شهر.

وأكمل أن رحلة العائلة المقدسة يقدم تراثا إنسانيا فريدا من نوعه، وأن الهروب لأرض مصر هو هروب إلى الأمان مما يدل على التعايش وسط تسامح وأمان فريد من نوعه بين أهل مصر.

ومن محاور الرحلة المقدسة إبراز أهمية التاريخ والثقافة، وحتى التنمية المستدامة واللإدارة الرشيدة للتراث الثقافي والحضاري لمصر، وهناك عدة جهود من قبل كثير من وزارات الدولة بهدف إبراز هذه المحاور .

كما أكد أن رحلة العائلة المقدسة هي حقيقة تاريخية وآثرية، حقيقة تاريخية فقد أوردتها المصادر التاريخية القبطية والعربية والغربية في كثير من المصادر كالكتب والبرديات والموسوعات .. إلخ، وحقيقة أثارية حتى اليوم إذ نجد مغارات وأبار وأشجار مثل شجرة مريم وأحجار يتم اكتشافها وإبرازها للعالم حتى يومنا هذا، حيث أقيمت حول تلك المواقع كنائس وأديرة قديمة ومجتمعات عمرانية، وهى حقيقة كتابية أيضا لورودها في إنجيل متى، ونشأ فيها أديرة وكنائس قديمة حيث تكونت حولها مجتمعات بشرية وتجمعات عمرانية، وما تبع ذلك من تأثيرات جغرافية وديموغرافية وما تبع ذلك من تأثيرات ثقافية وفنية وحضارية من إيجاد الكثير من اللوحات الفنية وأيكونات تحتوي على رحلة العائلة المقدسة بالإضافة إلى تناول الرحلة في الأدب حيث كتب العديد من الكتب حول مسار رحلة العائلة المقدسة.

كما أن لمسار الرحلة تأثيرات في الثقافة العربية فهناك كتب كثيرة تحدثت حول مسار العائلة المقدسة قديما وحديثا حتى في كتب قصص الأنبياء منذ بداية القرن الثامن الميلادي، ويوجد أيضا في الثقافة الإفريقية خاصة الإثيوبية وفي كثير من الثقافات الأووربية خلال العصور الوسطى يوجد الكثير ممن تحدثوا عن رحلة مسار العائلة المقدسة وحتى الآن يأتون للكتابة وزيارة مسار العائلة. 

كما يوجد العديد من اللوحات الفنية لمسار العائلة فى متاحغ العالم لكبار الفنانين العالمين، حتى إن كثيرًا من البلدان أطلقت مسار رحلة العائلة المقدسة على طوابع البريد. 

فيما يوجد لهذه الرحلة بركات إلهية فهى تحمل قيم إنسانية حيث توجه انظار العالم نحو اللاجئين والنازحين والهاربين من موجات الظلم ومساعدة كل المتئلمين وترسيخ قيم المحبة والتعاون والتضامن والتكاتف فهى تعد منظومة متكاملة حول التعايش وسط المحبة والتسامح، وهى بركة للماضى والحاضر والمستقبل.