الأحد 28 ابريل 2024

أطول اشتباك جوي في التاريخ.. القصة الكاملة لـ «معركة المنصورة»

معركة المنصورة

تحقيقات14-10-2022 | 13:22

إسراء خالد

يوافق اليوم ذكرى وقوع معركة المنصورة الجوية ضمن أحداث حرب أكتوبر، حين حاولت القوات الجوية الإسرائيلية تدمير القواعد الجوية الرئيسية بدلتا النيل في طنطا والمنصورة والصالحية، فتصدت لها الطائرات المصرية؛ لتفشل إسرائيل في تحقيق أهدافها من الهجوم وتنسحب.

وتعد معركة المنصورة الجوية ضمن أكبر المعارك الجوية من حيث عدد الطائرات المشاركة وأطولها من حيث الفترة الزمنية المُقدرة بنحو 53 دقيقة، وقد أصبح هذا اليوم عيداً سنوياً للقوات الجوية المصرية، إذ تحتفل مصر والقوات المسلحة في الرابع عشر من شهر أكتوبر من كل عام، بعيد القوات الجوية، ذلك اليوم الذي سطر فيه نسور مصر، ملحمة وطنية وعسكرية كانت ولا تزال تدرس حتى الآن في كبرى المعاهد العسكرية العالمية، ففي الرابع عشر من شهر أكتوبر عام 1973، ظن العدو الإٍسرائيلي أن بإمكانه أن يصول ويجول فى سمائنا الغالية، دون أن يجد من يردعه، فحدث ما لم يدر بخلده، إذ كان الرد عنيفًا ومزلزلًا، ليفقده توازنه وتتحطم أماله. 

معركة المنصورة

كانت محاولة الطائرات الإسرائيلية للهجوم على القواعد الجوية المصرية في معركة المنصورة أكبر هجوم جوي تشنه إسرائيل ضمن سلسلة من الهجمات الجوية التي استهدفت المطارات المصرية بقوة قُدرت بحوالي 120 طائرة، ولم يكن ذلك الهجوم هو الأول من نوعه، وقد سبقه العديد من الهجمات الإسرائيلية يوم 7 و8 و12 أكتوبر على مطاري طنطا والمنصورة لكنها انتهت بالفشل بسبب قوة الدفاع الجوي المصري.

وفي صباح يوم 14 أكتوبر 1973، هاجم الطيران الإسرائيلي مطار المزة العسكري في دمشق، ثم بعدها كان المستهدف الهجوم الكبير على القواعد المصرية في الدلتا الذي خُصص له ثلاثة أسراب من طائرات الفانتوم العاملة في القوات الجوية الإسرائيلية، وهم السرب 107 ويتمركز في حتسريم والسرب 119 ويتمركز في تل نوف والسرب 201 ويتمركز في حتسور.

كما استخدم الطيران الإسرائيلي طائرات سكاي هوك ونيشر، وقدر عدد الطائرات الإسرائيلية بنحو من 120 - 160 طائرة، وقد كان الهدف الأساسي لها هو ضرب مطار طنطا، حيث خُصص السرب 201 لفتح الطريق إلى طنطا، وذلك بعد ضرب مطار المنصورة المعقل الرئيسي لنخبة أسراب الميج الاعتراضية.

وخططت الطائرات الإسرائيلية لمسار الهجوم على 3 موجات جوية من اتجاهات مختلفة، كانت الموجة الأولى استدراج طائرات الميج المصرية وإبعادها عن المطارات التي تحميها، أما الثانية ضرب وإسكات الدفاعات الجوية والردارات المصرية، الموجة الثالثة هي الموجة الهجومية الرئيسية التي ستضرب المطارات المستهدفة، وذلك من خلال الهجوم ناحية شمال غرب الدلتا عبر المنطقة بين دمياط وبلطيم وبورسعيد.

وفي ذلك اليوم في الثالثة والربع، رصد الرادار المصري على البحر المتوسط اقتراب 20 طائرة فانتوم تحلق باتجاه الجنوب الغربي من البحر عبر بورسعيد وأبلغت القيادة الجوية، ثم بعدها رصدت 60 طائرة إسرائيلية، قادمة من ثلاث جهات عبر بورسعيد ودمياط وبلطيم وقد أمرت القيادة بتفريقها بواسطة 16 طائرة ميج 21 من قاعدة المنصورة و8 ميج-21 من قاعدة طنطا إضافة إلى 16 طائرة التي تُشكل المظلة الجوية.

وبعدها بدقائق، أُبلغ مجدداً عن موجة إسرائيلية ثانية من 16 طائرة قادمة من البحر على ارتفاع شديد الانخفاض، فاقلعت 8 ميج-21 من المنصورة و8 ميج-21 من مطار أبو حماد لاعتراضها وهنا بدأت المعركة الجوية، واحتشدت السماء بالطائرات في دوائر من الاشتباكات الجوية كل طائرة ميج تعقب طائرة فانتوم والعكس.

وفي أعقاب ذلك رصدت الرادارات المصرية موجة إسرائيلية ثالثة بقوة 60 طائرة قادمة من ناحية بورسعيد، انطلقت لاعتراضها 8 ميج-21 من مطار إنشاص، واشتبكت الطائرات المصرية مع الطائرات الإسرائيلية فوق قريتي دخميس ودكرنس بالمحلة الكبرى، حتى فشل الهجوم وانسحبت آخر طائرة إسرائيلية من سماء المعركة في الرابعة و8 دقائق تقريبا.

وفي العاشرة من مساء ذلك اليوم، أذاع راديو القاهرة بياناً عن المعركة عُرف بالبلاغ رقم 39، وقد جاء في ذلك البيان أنه «دارت اليوم عدة معارك جوية بين قواتنا الجوية وطائرات العدو التي حاولت مهاجمة قواتنا ومطاراتنا وكان أعنفها المعركة التي دارت بعد ظهر اليوم فوق شمال الدلتا، وقد دمرت خلالها للعدو 15 طائرة وأصيب لنا 3 طائرات، كما تمكنت وسائل دفاعنا الجوي من إسقاط 29 طائرة للعدو منها طائرتا هيليكوبتر، وبذلك يكون إجمالي خسائر العدو من الطائرات في المعارك اليوم 44 طائرة منها طائرتا هيليكوبتر».

وأسفرت المعركة عن سقوط 15 إلى 17 طائرة فانتوم إسرائيلية بواسطة 7 طائرات ميج، ثم سقطت 3 طائرات مقاتلة مصرية نتيجة اشتباك جوي، بالإضافة إلى تدمير طائرتان بسبب نفاذ الوقود منهما وعدم مقدرة طيارهما الرجوع للقاعدة الجوية، ودُمرّت أخرى ثالثة بعد مرورها وسط حطام طائرة فانتوم متطاير سبق إسقاطها بواسطة تلك الطائرة.

Dr.Randa
Dr.Radwa