الأحد 24 نوفمبر 2024

ثقافة

إبداعات| «في منزلنا قطة».. قصة قصيرة لـ وفاء أنور

  • 16-10-2022 | 15:29

وفاء أنور

طباعة

تنشر بوابة دار الهلال قصة قصيرة لـ وفاء أنور بعنوان (في منزلنا قطة)

تذكرت تلك القصة التي مرت بي، وأنا في فترة دراستي بالمرحلة الثانوية كان في منزلنا المكون من ثلاثة طوابق وهو بيت للعائلة شقتان في الدور الأرضي شقتنا وشقة أخرى يقيم فيها كل من جدي وجدتي، كانت جدتي قد وضعت وعاءً مصنوعًا من البلاستيك غير الشفاف في دورة المياه التابعة لشقتها، فهناك صنبور في الأسفل كان يسرب قطرات من المياه بين فترة وأخرى، والآن انتظروا قليلًا فقد حان وقت البداية ستبدأ أحداث القصة بهذا الفيضان العجيب المختلط بمشاعر إنسانية متعددة قد تفقد أمامها قواك مابين الضحك تارة ومابين الشعور بالأسى تارة أخرى ضحك لاتوقفه موانع، ولاتعترضه سدود قد يباغتك هذا في أحلك المواقف التي تود استدعاء روح التأثر والوقار .

 

دخلت إحدى القطط إلى دورة المياه الخاصة بشقة جدتي وهd غالبًا قد دخلت لتشرب من ذلك الوعاء الذي كان ذو فوهة ضيقة عن باقي حجمه وما أن وضعت رأسها بداخله لتشرب حتى التصق وجهها بأكمله في داخله، في هذه اللحظة التي أذكرها الآن جيدًا، وأضحك منها كثيرًا أرى أمامي من جديد تلك القطة المسكينة التي خرجت مدفوعة بعاصفة من الفوضى إلى خارج المنزل متبعة إحساسها فقط فهى لم تعد ترى شيئًا أمامها .

 

كنت أقف إلى جوار أختي التي أصابتها من زمن بعيد مايعرف الآن بالفوبيا وخاصة من القطط نقف بجوار بوابة المنزل من الداخل، فوجدنا كائنًا مسرعًا يمر من بين أرجلنا كالصاروخ متجهًا إلى الخارج، وما كان من أختي التي أصابها مس من الجنون أن قفزت بشكل مفاجئ دفعني للضحك والدهشة كأن هذه القطة الضعيفة كانت في نظرها كائنًا خرافيًا عملاقًا .

 

أمام منزلنا منزل الجيران الذي كان واقفًا أمامه في تلك اللحظة ابن الجيران ذلك الشاب المهذب الذي كان طالبًا في كلية الهندسة وقد تميز بالهدوء والاتزان كما تميز أيضًا برقة المشاعر، ورهافة الحس .

 

نظر إلينا في دهشة بعد أن رأى القطة تتخبط يمينًا ويسارًا وترتطم بجدران المنازل وتدور حول نفسها لتخرج ذلك الشيء اللعين الذي استحوذ على رأسها ، ونال من وقارها .

 

قام بنهرنا دون تردد قائلًا: والله حرام، حرام عليكم ياجماعة اللي عملتوه في القطة ده! وماكان منا إلا أن ضحكنا أكثر، وأكثر ضحكنا أولًا على ماحدث للقطة بعد أن كادت تفقد صوابها وضحكنا ثانيًا على جارنا الطيب الذي ظن بأن القطة كانت ستقف أمامنا صامتة ومستسلمة لنا كي نلبسها هذا الشيء في رأسها دون أن تمد مخالبها لتغرسها في أجسادنا .

 

وأما عن القطة المنكوبة فنحن للآن لانعلم ماذا حدث لها وإن كنا من يومها ندعو لها ونرجو أن يكون قد وضع الله لها في طريقها من تمكن من إيقافها ونزع عنها قيدها .

الاكثر قراءة