الخميس 25 ابريل 2024

علماء مصريون عظماء وقصص نجاحهم الملهمة 18

مقالات16-10-2022 | 21:03

الأستاذ الدكتور عبد العزيز علي موسى، أستاذ الكيمياء الفيزيائية (18)
(1915-1980)

• فى عام 1965 عندما التحقت بكلية العلوم لم أكن مدركا أنها كلية العلماء العظماء ورواد العلم على مستوى مصر والعالم العربى كله.

• وفى عام 1967 عين استاذنا د.عبد العزيز على موسى رئيسا لقسم الكيمياء ولأول مرة أشعر وأنا طالب فى الكلية أن هناك أساتذة فى الكلية لديهم تلك الهيبة والفخامة والسمو كما رأيتها فى صورة هذا الأستاذ العظيم الذى عندما كان يمر على معمل أو إلى مدرج ندرس فيه أجد الجميع من أساتذة ومعيدين يقفون فزعا واحتراما من رؤيته فقد كان طويل القامة ذو سحنة متجهمة لكن بطيبة آمنة تشعر أمامه برهبة غريبة.

الدكتور عبد العزيز موسى علي

• ولد أستاذنا الجليل فى منطقة عزبة عبد النبى بكوبرى القبة فى 18 أكتوبر 1915-  يعنى الأربعاء المقبل يكون قد مر على ميلاده 107 عاما بالتمام والكمال. والتحق بكلية العلوم جامعة فؤاد الأول وحصل على الماجستير عام 1944 والدكتوراه عام 1947 من مصر تحت إشراف أستاذه د. أحمد رياض تركى، سافر الي جامعة كمبردج بأنجلترا لفترة قصيرة وهناك تعلم قياسات السعة الكهربية لقطب متساقط الزئبق وحساب الشحنات الكهربية في الطبقة الكهربية المتدرجة حيث كانت تلك القياسات متقدمة جدا في هذا الزمان فكان الباحثين يلجأون لاستخدام جداول اللوغاريتمات لإجراء الحسابات وقد أعلمها مع المجموعة البحثية للعالم الشهير آنذاك بول جراهام.

• لفد كانت المادة العلمية التى استعنت بها للكتابة عن استاذنا شحيحة جدا لولا أن زودتنى أستاذة فاضلة من تلاميذه المجيدين وهى د.فكيهه هيكل بقدر من المعلومات ساعدتنى أن اكتب عن الرجل بكل المحبة والاحترام والاجلال.  

• فى مايو 1970 أنقل عن مجلة "هى" وهى مجلة شهيرة كانت تصدر عن كلية العلوم بشكل دورى لقاء مع د.عبد العزيز موسى فى حديث من القلب تحدث فيه عن كل ما يتعلق بحياته وفكره واحلامه فكان بجد لقاء صحفى مميز حول الرجل، وكان قد حصل فى التو فى استفتاء قامت به المجلة على لقب أحب دكتور الى قلب طلاب الكلية فى ذلك الوقت، فكان أن عبر عن ارتياحه للنتيجة وأنه كان يعمل دائما على دعم الراوابط المتينىة بينه وبين طلابه فبدونها سيكون من المتعذر اتمام الرسالة الجامعية.

• كانت اجاباته على اسئلة الطلاب خلال هذا التحقيق تميل الى انسانيته فى التعامل مع الحياة فى معناها اللانهائى الذى يشعر فيه الانسان بأن سيادته وغاية حريته هى التفانى فى خدمة الغير وغير ذلك فهو أمر غير مستحب..ّ كان استاذنا يؤمن ايمانا صادقا بأن"العلم يطيل العمر" وهو ما كان يعبر بها عن فلسفته فى الحياة فيقول: فأنت اذا ما علمت علما صادقا بالاشياء والاحداث وما يجرى حولك فتكون قد تعلقت بسهم الزمن وسايرت الوجود، ومثل ذلك بصاروخ يسير الى الامام والانسان المتعلق به على دراية بما يدور حوله فهو يستطيع أن يسير مع الصاروخ ويساير الزمن، أم الانسان الذى لا يملك اى علم ولا يدرى ما يدور حوله فإنه يثقل ويسقط تحت تأثير قصوره الذاتى.

• واستكمالا لحديثه الانسانى فاستاذنا يهوى القراءة ويقرأ كثيرا أكثر مما يكتب ويسمع أكثر مما يتكلم وهى عادة اتبعها،  أما هواياته الاخرى فهو يجيد العزف على البيانو ويجيد الرسم كطبع أساتذة وعلماء ذلك الوقت مثل د. مشرفه الذى كان يهوى العزف على البيانو وكتابة القطع الموسيقية..ّ!

• وأضيف من عندى عندما تحدثت ضمن هذه السلسلة عن واحد من علماء الكيمياء المجيدين وهو د.احمد رياض تركى فقد ذكرت أن من رشحه لجائزة نوبل فى الكيمياء عام 1967 هو د.عبد العزيز موسى والشىء بالشىء يذكر ان الاحترام الذى كان يوليه د.موسى لاستاذه د.تركى هو شىء جدير بالتقدير والمحبة بينهما.

• ولاول مرة يتم اختيار استاذ مصرى ضمن هيئة تحرير المجلة المرموقة في مجال الكيمياء الكهربائية Science Corrosion "مجلة علم التآكل»، بالمملكة المتحدة.

• أما عن أبحاثه العلمية العالمية ففى عام 1971 قام  الانجليزى Prof Roger Parson  د. روجر بارسون (1926 -2017) استاذ الكيمياء الكهربية بالاستعانة بواحد من الأبحاث المهمة التى قام بها د.عبد العزيز موسى ومدرسته العلمية فى مجال الكيمياء الكهربية والتى لم يكن متوفر لها الاجهزة المتقدمة حيث كان يتم تجهيزها بإمكانات ضعيفة ومع هذا كانت تعطى نتائج دقيقة ومبهرة..! أقول أن روجر بارسون نشر بحثا مهما تحت عنوان " SPECIFIC ADSORPTION OF AZIDE ON MERCURY ELECTRODES" معتمدا على نتائج معمل د. عبد العزيز موسى وتلاميذه حيث ذكر فى ورقته ما يلى: ان نتائج بحثه تتفق بشكل كبير مع النتائج التي حصل عليها موسى وأبو رومية. على وجه الخصوص. وأورد ضمن مراجعه قائمة بالابحاث التالية التى استعان بها فى بحثه:
• A. A. MOUSSA, M. M. ABOUROMIA AND M. A. RAZIK, Chem. Commun., 18 (1965) 429.
• A. A. Moussa AND M. M. ABOUROMIA, Electrochim. Acta, 15 (1970) 1373.
• A. A. MOUSSAA ND M. M. ABOLIROMIA, Electrochim. Acta, 15 (1970) 1381.
• A. A. Moussa, M. M. ABOUROMIA AND F. EL. TAIB HEAKAL, Electrochim. Acta, 15 (1970) 1391

• بالرغم من قلة المصادر التى أعتمدت عليها فى كتابة هذا المقال عن واحد من عظماء فرع مهم من فروع الكيمياء الفيزيائية وهو "الكيمياء الكهربية" إلا اننى أشعر بقيمة عظيمة لهذا الرجل الذى ترك مدرسة منتشرة فى ربوع مصر كلها سواء فى الجامعة المصرية أو فى المركز القومى للبحوث وما زالت تلك المدرسة تعطى فكرا وعلما وابحاثا.

• توفى د. عبد العزيز موسى عام 1980 بعد أن قدم لوطنه وجامعته علما ينتفع به وشهرة عالمية فى مجال تخصصه. رحم الله عالمنا العظيم وجعل من ذكراه نورا وسياجا عطرا نترحم به عليه ونذكره فى كل وقت ومكان.

Dr.Randa
Dr.Radwa