حوار: نانسى عبد المنعم
«عشقها للفن جعلها تتعامل معه بروح الهواة؛ ولكن باحترافية شديدة»، هكذا وصفها أحد النقاد، فهى لا تقبل التواجد فى أى عمل فنى لمجرد الظهور؛ بل تبحث دائماً عن المصداقية والجديد الذى يضيف لها فنياً، ولذا فتواجدها السينمائى والدرامى قليل بل نادر -.. إنها فيدرا التى تألقت هذا العام فى مسلسل «لأعلى سعر» الذى قدَّمت فيه شخصية «لطيفة» التى وصفتها بـ«الشخصية السوية الوحيدة فى العمل»، وتباينت حولها الآراء بين مؤيد ومعارض، وهو ما اعتبرته نجاحاً من خلال ردود الأفعال التى تلقتها عن دورها فيه، «الكواكب» حاورت هذه النجمة المتألقة، وتعرفت منها على أسرار هذا العمل المتألق، وجديد أعمالها المقبلة..
تلقيتِ ردود أفعال كثيرة حول دورك الأخير فى مسلسل «لأعلى سعر».. ما سر تحمسك لهذا العمل وهل كنتِ تتوقعين له كل هذا النجاح؟
عندما أبحث عن عمل جديد أبحث فيه عن عناصر النجاح، بداية من شركة الإنتاج الواعية السخية التى تنتقى جيداً الأعمال التى تقدمها ولا تبخل عليها بأى شيء حتى تظهر فى النهاية بالصورة اللائقة، وهذا ما حدث عندما علمت بترشيحى من قبل الشركة المنتجة التى أحترمها كثيراً وأحترم اختياراتها، وبعد ذلك وجدت الإخراج لماندو العدل الذى يمتلك رؤية ثاقبة، كما أنه من المخرجين الذين يعملون على الورق بعد استلامه من الكاتب، ثم يبدأ فى وضع تفاصيل خاصة به كمخرج تظهر على الشاشة وتفرق كثيراً فى الصورة النهائية للمشهد، والكتابة كانت للدكتور مدحت العدل الذى يمتلك ذكاءً وحساً فنياً كبيرين فى كتاباته القريبة جدا للجمهور وقلوبهم وحياتهم، إضافة إلى «الكاست» الرائع الذى شرُفت بالعمل معه وعلى رأسهم نيللى كريم وأحمد مجدى والفنان الكبير نبيل الحلفاوى والفنانة سلوى محمد على ومحمد حاتم وأحمد فهمى وسارة سلامة وغيرهم من النجوم، وبعد ذلك بدأت فى قراءة شخصية «لطيفة» التى وقعت فى غرامها على الفور وتحمست لها جداً، والحمد لله ردود الأفعال فاقت كل توقعاتى للشخصية، وبالنسبة للمسلسل كنت أتوقع هذا النجاح وأكثر؛ لأنه يمس الناس بشكل كبير، والكثير شعر بأن بعض المشاكل التى تعرض لها أبطاله قريبة منه بشكل أو بآخر ولكن ما أسعدنى بشكل شخصى تفاعل الجمهور مع الشخصيات بعد كل حلقة، وهذا ما لمسته مباشرة فى الشارع وعلى السوشيال ميديا وهو ما يعكس نجاح دكتور مدحت العدل فى تقديم دراما حقيقية قريبة لبيوتنا.
تردد أنكِ رأيتِ كثيراً نموذجاً واقعياً لشخصية «لطيفة».. هل هذا صحيح؟
بالفعل.. لقد رأيتها كثيراً مع اختلاف فى بعض السمات الشخصية، لكنى رأيتها وتعاملت معها كثيراً، وهذا ما أفادنى فى تجسيدها وأنا أرى «لطيفة» الشخصية السوية الوحيدة فى الأدوار النسائية لأنها لا تؤذى أحداً، وليست لديها أية مخططات تجاه أحد؛ بل على العكس فهى صاحبة رأس المال التى تقع فى الحب رغم فارق السن وتحاول المحافظة على هذا الحب إلى أن تتعرض للخيانة.
ما الملامح المتشابهة بين شخصيتكِ الحقيقية وشخصية «لطيفة»؟
السمة الوحيدة المشتركة بينى وبين «لطيفة» الصراحة والوضوح؛ لكن غير ذلك، فشخصية لطيفة بالتحديد بعيدة كل البعد عنى وهى من أكثر الشخصيات التى كنت قلقة منها ولكن بعد عدة جلسات مع المخرج ماندو العدل بدأت أضع الملامح الأساسية لها حتى ظهرت بهذا الشكل فى النهاية.
«لطيفة» هى الشخصية الوحيدة فى مسلسل «لأعلى سعر» التى كانت الآراء حولها متباينة ما بين متعاطف ومتحامل.. هل أسعدك ذلك؟
أعتقد أن أى عمل فنى وأى «كاركتر» سيدور ما بين مؤيد ومعارض وهذا أمر طبيعى جداً، أما من حيث التعاطف، فهو يختلف من وجهة نظر كل شخص وطبيعة تفكيره وحياته ولكن بالنسبة لى أنا أحب تجسيد الشخصيات التى تكون دائماً من لحم ودم وبعيدة عن المثالية غير الموجودة فى الحقيقة فبداخل كل منا الخير والشر، الصواب.. والخطأ.
هل صحيح أنكِ كنتِ ترفضين الاشتراك فى الأعمال الرمضانية خوفاً من احتوائها على أية مشاهد لا تليق بالشهر الكريم؟
هذا صحيح... فأنا أرى أن هذا الشهر رغم أنه موسم درامى كبير، إلا أن له قدسية عظيمة يجب أن نحترمها ونجلها ونقدم أعمالاً تليق به، وللأسف كانت تعرض علىّ أعمال تفاجئنى ولا أتخيل أنها من الممكن أن تعرض فى التليفزيون.. فما بالك بشهر رمضان المبارك؟! والحقيقة أن هذا العام شهد ظاهرة جديدة وهى تصنيف الأعمال الدرامية بما فيها «لأعلى سعر» بما يناسب الفئات العمرية وهذا أمرٌ جديدٌ على الدراما المصرية خاصة فى رمضان الشهر الذى تجتمع فيه كل الأسرة حول الأعمال الدرامية.
وبالنسبة لـ«لطيفة».. هل جرت عليها بعض التعديلات لتناسب العرض فى رمضان؟
لقد وثقت تماماً فى رؤية المخرج ماندو العدل وأنه سيقوم بتصويب الفكرة فى النهاية بشكل «شيك» لا يخدش حياء أحد، خاصة الأسر المصرية فى البيوت وهذا ماحدث بالفعل.
رأى البعض فى أحداث المسلسل بعضاً من عدم المنطقية متمثلاً فى الثقة الزائدة التى تمنحها السيدة لصديقتها.. فما تعليقك؟
بالعكس.. فكل ما مرَّت به «جميلة» شاهدته فى الحقيقة مع صديقة مقربة جداً مني، وفى هذه الأيام ممكن أن ترى كل شىء فى مختلف المستويات الاجتماعية، ورغم انتقادنا جميعاً كأصدقاء لتصرفات الصديقة لكنها كانت على حق عندما منحت صديقتها الثقة وأدخلتها بيتها، وهذا هو الفارق بينها وبين المسلسل لأن «جميلة» كان حظها سيئاً فى المسلسل؛ لكن بالعكس فالأحداث كانت منطقية جداً، وكثير من الآراء التى قرأتها رأتها تدق ناقوس الخطر لقضايا كثيرة داخل بيوتنا.
وهل تتفقين مع «جميلة» فى تسامحها وتقبلها لزواج هشام من صديقتها؟
ردود الأفعال تجاه أى صدمة تختلف من شخص لآخر حسب طبيعة الشخصية وتقبل جميلة فى المسلسل للموقف نابعٌ من شخصيتها الطيبة وذلك واضح من تاريخ الشخصية فى المسلسل، أما بالنسبه لرأيى الشخصى فأنا لا يمكن أن أتسامح مع الخيانة.
وماذا عن الموسم الدرامى هذا العام.. وما أكثر الأعمال التى نالت إعجابك؟
هذا الموسم كان مختلفاً جداً من حيث التنوع والمستوى الرائع فى الإخراج والكتابة والتمثيل، ولكنى لم أستطع متابعة كل الأعمال بالتأكيد، وما تابعته كان «الجماعة» الجزء الثاني، و«حلاوة الدنيا»، وكنت معجبة جداً بهذه الأعمال، حيث كانت متميزة من الكاست، للفنانين، للإخراج.
فى اللحظات الأخيرة.. خرج مسلسلك «بين عالمين» من هذه المنافسة.. هل ضايقك ذلك؟
فى البداية تضايقنا جميعاً.. لكن بعد التروى فيما حدث وجدنا أننا بالفعل لن نستطيع اللحاق بالموسم الرمضاني؛ مهما كثفنا ساعات التصوير، هذا بالإضافة إلى أن «بين عالمين» مسلسل هام جداً، وأعتقد أنَّ من حظه الجيد عرضه فى موسم جديد، وبعد ذلك سيكون للنجم المجتهد طارق لطفى السبق فى خلق موسم درامى جديد للنجوم السوبر ستار خارج رمضان وأنا أراهن على ذلك؛ كما أننى فخورة جداً بهذا العمل، وسعيدة بالتعاون لمرة أخرى معه بعد التعاون الأول بيننا منذ سنوات طويلة، وكنت أتمنى العمل معه مجددا لأنه من أكثر فنانى جيله موهبة واجتهاداً، وأنا أعتبر هذا العمل حالة فنية فريدة فالكتابة مبهرة للكاتب أيمن مدحت والإخراج للمبدع أحمد مدحت، وقد استمتعت بالعمل معه لأنه من المخرجين المحبين جداً للعمل، ويحب الفنان ويحب أن يظهره بالشكل الذى يرضيه فى النهاية، وأذكر أنه كان هناك «ماستر سين» وكنت أرى أنه يجب أن يكون بشكل معين من وجهة نظرى ولكن المخرج أحمد مدحت كانت له وجهة نظر أخرى، وبعد مناقشات طويلة بيننا وجدت أن وجهة نظره صحيحة جداً، وخرج المشهد بأفضل صورة وكل ما أستطيع قوله عن هذا العمل أننى استمتعت بالعمل فيه، وأنتظر ردود الأفعال عند عرضه قريباً والمسلسل بطولة طارق لطفى وهشام سليم ودارين حداد ولقاء الخميسى وحازم سمير.
وماذا عن السينما خلال الفترة المقبلة؟
هناك ورق أقرأه حالياً، والموضوع مازال مجرد كلام دون توقيع أية عقود، ولكنى أتمنى العودة السينمائية القريبة بعمل محترم يليق بحبى وتقديرى للسينما.
تعتبرين من الفنانات القلائل اللاتى لا يضعن شروطاً فى مساحة الدور.. لماذا؟
لأننى ببساطة لا أقيس الدور بمساحته ولكن بأهميته فى الأحداث ومحوريته بالنسبة للعمل الدرامى أو السينمائي؛ ولكن هناك شروطا مهمة بالنسبة لى مثل ترتيب اسمى على التتر، وأعتبر ذلك حقاً أدبياً يجب احترامه والحفاظ عليه، وفى أحيان كثيرة أتساهل فى حقى المادى مقابل حقى الأدبى فى العمل.
وهل أنت راضية عن خطواتك الفنية حتى الآن؟
راضية بشكل عام عن كل ما مررت به، لكنى دائماً ما أطمح للأفضل وتقديم كل ما أتمناه فى السينما والدراما، ولكنى أجتهد فى اختياراتى وأجتهد فى مذاكرة أدوارى جيداً، فأنا لا أشبع فنياً أبداً ورغم ذلك، أنا مقتنعة بكل ما قدمته حتى الآن.
وُصفتِ بأنك «عاشقة للفن تتعاملين معه بروح الهواة؛ ولكن باحترافية شديدة».. بم تعلقين؟
أشكر بالتأكيد هذا الناقد الذى أطرى على كل هذا الإطراء، وأتفق معه؛ لأننى عاشقة للفن وأعتبره هوايتى التى أستمتع بها، وفى نفس الوقت أتعامل معه بشكل احترافى؛ لأنه أصبح مهنتى الوحيدة الآن، وأنا سعيدة بهذا النقد وبأى نقد يوجه لى وأحاول الاستفادة منه دائماً.