حوار : نيفين الزهيري - عدسة : خالد فضة

في كل مرة تتقابل فيها مع المخرج شريف عرفة تعتبر هذا العمل هو حلم عمرها الذي تحققه، فهي معه تنسي نجوميتها ووضعها في السوق وتتحول لممثلة تحاول أن تجتهد وتركز في الدور الذي تختاره لتجسده، فهو يهتم بجميع التفاصيل، ولا يترك لأحد فرصة التدخل في عمله، لكي يركز كل ممثل في دوره فقط.

كان هذا ما تقوله الفنانة هند صبري عن علاقتها مع المخرج الكبير شريف عرفة والذي تطلق عليه لقب "الأستاذ" والذي سيعرض لها معه في بعد أيام قليلة وتحديدا في عيد الأضحي فيلم جديد بعنوان "الكنز"، ويتردد بقوة بأنه سيكون فيلمًا ناجحًا، والأهم أنه سيعود به لأفلام البطولة الجماعية ذات الإنتاج الضخم، والمعتمدة على نجوم الصف الأول بعد مرور أكثر من 10 سنوات علي تقديم فيلم "عمارة يعقوبيان" والذي حمل نفس الفكرة في عدد النجوم من الصف الأول.

تقول هند: كل من يعمل مع المخرج شريف عرفة يعلم أنه لايمكن أن يكشف تفاصيل كثيرة عن العمل، بل ونكون في معسكر مغلق تماما ولا يمكنني أن أصرح بأي تفاصيل عن الدور الذي أقدمه، ولكني أقدم دوراًَ ملحمىاً، وسيكون مفاجأة للجمهور، وأعتقد أن عرفة هو المخرج الوحيد الذى يتبع هذه السياسة فى مصر، فلا تجد صورة مسربة من داخل الكواليس وما شابه، إلا أن العمل يتناول صراعات السلطة والدين وتداخل الخلافات السياسية مع الدين للوصول إلى المنصب من خلال 4 عصور مختلفة وهي "العباسى، والعثمانى، والفرعونى وفى السبعينيات"، حيث تنتقل الأحداث حول فساد وسطوة بعض رجال الدين على السلطة والتعاملات المزيفة والسيئة مع الشعب وكيفية إقحام الدين فى السياسة من أجل الحصول على مناصب، خصوصا أن هناك رجال دين تعمدوا التلوين والتزييف فى هذه الحقبة الزمنية لكى يكونوا هم الأقوى ويحافظوا على مراكزهم".

مشروع العمر

وأكدت: من المقرر تقديم هذا الفيلم على جزءين، ونحن الآن مشغولون بالانتهاء من تصوير الجزء الأول، ليتم بعدها الإعلان عن بداية تصوير الجزء الثاني، فعرفة ينقلنا في "الكنز" إلي عمل أكبر من الأعمال التي قدمتها معه سابقا، وأتمنى أن ينال إعجاب الجمهور، ووصفت مشاركتها فى العمل انه مشروع العمر.

وعن الفيلم أشارت هند إنها تحمست للعمل بشدة حيث إن السيناريست عبدالرحيم كمال قام بكتابة السيناريو بشكل ممتاز، بالإضافة إلى أن المخرج شريف عرفة تعاونت معه من قبل وتثق بقدرته على صناعة الفيلم بالشكل الأمثل، وقالت "لا أحد يمكنه التدخل فيما يقوم به، فالممثل الذي يقوم بتصوير مشاهده ينتهي منها ويعود لمنزله، فليس متاحا لأحد التدخل فى أى تفصيلة، كما أنه لا يترك الفرصة لأحد للسؤال عن أى جزئية، بحكم إلمامه بكل التفاصيل على مستوى الأدوار وكذلك قصة العمل نفسها، وهو ما أرجعه إلى أنه مخرج رائع ويجيد فهم عمله بشكل أكثر من جيد".

سر الخلطة

وأضافت.. " أن المخرج شريف عرفة يقدم فى هذا الفيلم لعبة وسر خلطة وسيفاجأ الجمهور بأن جميع من يعمل معه ممثلون فقط، تناسى كل ممثل نجوميته ووضعه فى السوق، ويتفرغ فقط لتقديم دوره والإجادة فيه، فالعمل يجمعني مع روبي واحمد رزق ومحمد سعد ومحمد رمضان و هيثم أحمد زكى، سوسن بدر، هالة صدقى، أمينة خليل، وأحمد صيام، وسعيدة بالعمل مع كل منهم، ولايشغل أي منا موضوع ترتيب الاسم على تتر العمل، كما أن العلاقة بيننا أكثر من رائعة فكل المشاركين في العمل نجوم محترفون وذوو خبرة ويملكون قاعدة جماهيرية عريضة، مما يجعل الأمر ممتعاً وأكثر سهولة، ودائماً أسعى للعمل مع فنانين متمكنين من أدواتهم الفنية ولهم خبرتهم وأسلوبهم الخاص في الأداء، لأنني أعتبر التمثيل مثل مباراة كرة القدم، فإذا شاركت مع فريق مميز، فهذا بالطبع يسهّل عليك تحقيق الفوز، لذا أنا سعيدة بالعمل مع محمد رمضان، رغم أن لا مشاهد تجمع بيننا طوال أحداث الفيلم، وأيضاً مسرورة بالعمل مع محمد سعد وأحمد رزق، وكل الفنانين المشاركين في العمل".

وأشارت.. "كما أنني علمت أن المؤلف عبدالرحيم كمال يعمل مع شريف عرفة على هذا المشروع منذ أكثر من ثلاث سنوات، وعرفة يدرك تمامًا الخلطة التجارية وهو توازن جميل بين تصوف عبدالرحيم كمال فى كتابته وتمكن شريف عرفة فى فهمه لقيمة الفيلم تجاريا، لذلك سيكون هذا الفيلم خارج الصندوق على حد وصفى.

البغبغاء وحلب

وحول سر ابتعادها عن السينما المصرية منذ أن قدمت فيلم "الجزيرة 2" في 2014..

قالت: قدمت أعمالاً سينمائية ليست مصرية ولكن في تونس من خلال فيلم "زهرة حلب" والذي شارك فى الدورة الـ27 من "أيام قرطاج" السينمائية، بالإضافة إلي الفيلم الاردني القصير "البغبغاء" والذي عرض في مهرجان دبي السينمائي، بالإضافة إلي تأسيسي لشركة إنتاج وهي التي أنتجت فيلم "زهرة حلب"، والآن لا أعمل بشكل منتظم، ولكن إن وجدنا مشروعًا يحمسنا للعمل عليه سوف نعلن عن ذلك فورًا، فهذه الشركة تعتبر حلما بالنسبة لى، لأني سأقوم من خلالها بإنتاج الأفلام التى أحب أن ترى النور، مثل أفلام المؤلف والأفلام الوثائقية وأفلام قد لا تجد جماهيرية واسعة، وأحب أن أشاهدها.

فاتن حمامة

"لم أتمكن من أن اتمالك دموعي" كان هذا ما وصفت به هند صبري رد فعلها عندما أعلن مهرجان القاهرة السينمائي أنه سيهديها جائزة فاتن حمامة للتميز فى دورته التاسعة والثلاثين، المقرر انطلاقها فى الفترة من 21 إلى 30 نوفمبر المقبل، وقالت "كان اول ما قمت به اتصال تليفوني مع والدي وانا أبكي لأبلغه بالخبر، خاصة وانه تم الإعلان عنه مع يوم عيد ميلادي، ففرحتي بهذه الجائزة تضاعفت مع فرحة أهلي من التونسيين، الذين تداولوا الخبر على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعى، خاصة وأننى ممثلة عربية من اصل تونسي ولست مصرية النشأة، وفكرة أن يقترن اسمي بجائزة فاتن حمامة، وأن توافق أسرتها على هذا الاختيار، فهذا يجعلنى أشعر بالسعادة والفخر".

تأثير إيجابي

وعن قدرتها علي التنسيق بين عملها كممثلة ومشاركتها في المهرجانات والأعمال التي تقوم بها منظمة الأمم المتحدة، ودورها كأم لطفلتين فقالت صبري "هذا أمر يصعب شرحه، ولكنى أحاول التنسيق بين تلك الأمور قدر الإمكان، بحيث لا يطغى أحدها على الآخر، خاصة وأن الأنشطة الجانبية لها تأثير إيجابي علي حياتي فالأساسي منها أنها تثقلنى من الجانب الإنسانى، وهذا يطور من قدراتى كممثلة وينمى الإحساس لدى".

واستكلمت " فأنا منذ عام 2009 وأنا أعمل سفيرة للنوايا الحسنة في الأمم المتحدة مع برنامج الأغذية العالمي، وسفيرة لمكافحة الجوع، وبالتأكيد أنا فخورة بما أقوم به، لكن للأسف لا يزال الجوع موجودا الى اليوم، رغم أننا نعيش في العام 2017 وفي عصر التطور والتكنولوجيا، فالأمر صادم، خصوصاً في المنطقة العربية التي لم تكن تشهد يوماً أزمة جوع، لكن الظروف التي طرأت على مجتمعاتنا العربية أخيراً، وازدياد عدد اللاجئين والنازحين، أدّت الى انعدام الأمن الغذائي بشكل ملحوظ، وهو ما زادني نشاطاً في عدد من الدول العربية وأبرزها سوريا والعراق واليمن، ونحاول كبرنامج الأغذية العالمي أن نقدم المساعدات لما يقارب 43مليون عربي شهريا".

حالة إيجابية

ومع إعادة عرض مسلسل حلاوة الدنيا على عدد من القنوات الفضائية والتليفزيونية بعد عرضه لأول مرة في شهر رمضان أكدت هند أنها تعيش شعورا مضاعفا من السعادة بسبب ما توصلت له من رد فعل للجمهور فقالت: آراء الجمهور والنقاد حول العمل جعلتني أعيش حالة إيجابية، فلقد استقبلت ردود الفعل منذ عرض الحلقة الأولى من المسلسل، وكنا وقتها نستكمل تصوير باقي المشاهد، والذي استمر حتى آخر رمضان تقريبا، ولكن ماكان يكتبه الجمهور أعطاني دفعاً قوياً، وجعلني أشعر بأن التعب والجهدالمبذول في المسلسل جاء بنتائجه المطلوبة، وكنت أتابع ردود فعل الجمهور على كل حلقة، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وعبر صفحتي الرسمية علي موقع فيسبوك، كذلك حرصت على معرفة آراء أصدقائي المقرّبين، لأنهم صريحون في آرائهم ولا يجاملون أبداً".

وأكدت هند "فلقد كانت هذه هي أول مرة أدخل دراما اجتماعية بهذا الشكل، يجوز أن مسلسلا "بعد الفراق" و"فورتيجو" كانا قريبين من الدراما الاجتماعية لكن فورتيجو تشويقى أكثر، أما بعد الفراق فكان رومانسيا، أما حلاوة الدنيا فشكل جديد، كما أن الدور لم أقدمه من قبل ونوع المسلسل جديد على الدراما المصرية وأحب دائما أن أخوض تحديا وأدخل فى منطقة جديدة لم أدخلها من قبل".

دعوة للتفاؤل

وحول تصنيف الكثيرين للعمل بأنه كئيب فقالت: بالرغم من أن العمل يدعو للتفاؤل في مضمونه ولكنه لايخلو من بعض المشاهد التي كان من الصعب علي تجسيدها، فالعمل يعتمد علي تحريك مشاعر، وتضايقت من وصف الكثيرين المسلسل بالكئيب لمجرد أن أحاسيس المشاهد ومشاعره قد تحركت مع شخصيات العمل وأحداثه، وبدأ البعض يتعاطف أو يتأثر بالظروف التي يتعرض لها الأبطال، بل إن حدوث ذلك من المفترض أن يُحسب لصالح العمل وليس ضده.

وأضافت: العمل مزيج من الكوميديا والتراجيديا والدراما، في إطار سلس وجذاب فيه أمل وتفاؤل، فهو يشبه حياتنا بما فيها من ضحك وأفراح، وحزن وبكاء ودموع، فهو يحاكي الحياة ويحمل قضايا إنسانية مهمة، فالمسلسل لا يتحدث عن مرض السرطان أو عن شىء كئيب ولكن يتحدث عن «حلاوة الدنيا» وهذه هى تيمة العمل، ظهور كل شىء جميل فى الحياة، لكن هناك «ناس كتير» قالوا إن المسلسل نكد، بالعكس المسلسل عصير الدنيا، فيه كل ما يحدث فى الحياة، فالدنيا فيها صعود وهبوط وأشياء حلوة ومرة، وأنت في حياتك لك حرية الاختيار بنفسك بين حلاوة الدنيا وأن تعيش بتفاؤل وأمل، أو أن تحولها إلى مرة وبائسة".

كسر الخوف

نحاول من خلال المسلسل كسر التابو حول الخوف من السرطان كان هذا ما قالته هند عن موضوع مسلسل حلاوة الدنيا، وأضافت هذا المرض موجود في كل بيت بالوطن العربي، واتذكر انني كنت في الأردن حيث قامت أميرة أردنية بإنشاء جمعية للتوعية بالسرطان وفي فعالية قالت الأميرة ارجو من كل شخص مر بالتجربة أو شاهدها في قريب له فوقفت القاعة كلها، وهو دليل انه مرض كلنا تعاملنا معه وهو مرض عشوائي من الممكن أن يصيب أي شخص.

وعن كيفية تمكنها من تجسيد دور "أمينة" بطريقة متميزة تقول:

قبل ان يعرض علي المسلسل بوقت قليل توفت صديقتي من السرطان ووقتها شعرت انها علامة من السماء بأن أقوم ببطولة هذا العمل، ولهذا كلما واجهت مشهداً صعباً تذكرتها وتذكرت مواقف مرت هي بها وهو لا يعني ان الشخصية ستموت او لن تموت ولا يعني أيضا أنني قدمت شخصية صديقتي في المسلسل، لأن العمل مكتوب من قبل أن تتوفي وعرض علي بعد وفاتها مباشرة".