الاسكندرية:أحمد إبراهيم أحمد
شهدت ندوة الاثنين الأدبية بقصر ثقافة الأنفوشي لقاء عاصفاً تناول رواية الكاتبة منى سالم (أميرة الجان أحبتني) الصادرة عن دار الهدى للمطبوعات والتي تناولت عشق (أميرة) الأميرة الجنية للشاب الريفي يوسف، وغاصت في تفاصيل الأساطير الشعبية عن علاقات البشر بعالم الجان والسحر وتناول النقاش التشابه بين الرواية ومسلسل (عفاريت عدلي علام) تأليف يوسف معاطي وبطولة عادل إمام والذي عُرض في رمضان الماضي وتدور أحداثه حول عدلي علام عاشق القراءة والكتب، الذي تقوده الصدفة للعثور على كتاب سحر قديم مرتبطة به (عفريتة) تظهر له، وتربك حياته، وتدفعه لمواجهة مواقف عديدة مربكة، فيبذل جهده لصرف الجنية حتى يستطيع الرجوع لحياته الطبيعية.
انقسمت الندوة قسمين، ناقش قسم منهما موضوع التشابه بين الرواية والمسلسل حين بدأ الحوار الناقد عبد الله هاشم -مدير الندوة - الذي عاصر كتابة الرواية - وقال إنه حين شاهد المسلسل أدهشه التشابه لحد التطابق بين بعض المشاهد وفقرات كاملة من الرواية، ثم تناولت الروائية منى سالم دفة الحديث حيث قالت إنها صُدمت من تشابه بعض المشاهد في المسلسل مع نصوص روايتها.. وانقسمت آراء الحضور حول التشابه حتى أن الكاتب الشاب أحمد قاصد سخر من تعبير (تناص) وأطلق عليه (تلاصاً) بينما كانت وجهة نظر الناقد شريف بلال أن التشابه ربما نشأ من اعتماد مؤلفة الرواية ومؤلف المسلسل على نفس المراجع في الإعداد لعمليهما، وأن الجزم بوجود سرقة فنية من عدمه يستلزم دراسة دقيقة لكلا العملين، وكان رأي الروائي شريف عابدين أن الموضوع خيال فني يتداخل مع الواقعية السحرية مما نتج عنه تشابه في المواقف السردية ومشاهد المسلسل، وأن الرواية كعمل أدبي تدخل في إطار الحكايات الشعبية .. وتناول الجزء الثاني من الندوة العمل الأدبي كنص سردي فني وموضوع ثقافي، وناقش الكاتب سيد الزرقاني النص السردي محاولاً التعامل مع عناصره الروائية؛ لكن كانت ذروة النقاش حين اعتبر بعض ممن يفترض فيهم أنهم طليعة ثقافية السحر والغيب وعالم الجن كأمر واقع مفروغ منه.