الخميس 21 نوفمبر 2024

مقالات

صفات المدير.. والحلم الذي لا يتحقق

  • 19-10-2022 | 21:18
طباعة

الآن ونحن في مرحلة إعادة بناء لمصرنا الحبيبة، نحتاج لبذل مزيد من الجهد، وأن تُنفق كل قطرة عرق في مكانها، حتى لا يضيع الوقت والجهد والعرق هباء، حيث يجب الاستفادة من الكفاءات الحقيقية بتوظيفها في المكان المناسب، لاسيما أننا نمر بمرحلة دقيقة بها الكثير من التحديات، وعلينا أن ننتبه لذلك، فنجاح العمل في أي منشأة يتوقف على الانسجام والتناغم بين فريق العمل، هذا الانسجام والترابط لا يتم إلا في وجود مدير يسعى إلى النجاح ويقوم بكل ما يساعد على تحقيقه، ولذلك كثيرا ما تتطرق الأبحاث النظرية لفن الإدارة في تقديراتها لطرائق العمل الأمثل، وأقصر الطرق لتحقيق الأهداف في القيادة الفاعلة لشخصية المدير وقدرته على توفير بيئة عمل مناسبة لفريق العمل، فهناك عديد من الشروط يجب توافرها فيه حتى يستطيع تحقيق أهداف العمل المنشودة.

والمدير هو كل شخص مسئول عن فريق عمل سواء كان رئيس قسم أو مدير إدارة في مصلحة حكومية أو غير حكومية، أو كان ناظر مدرسة، أو مسئول عن مجموعة من العمال والحرفيين.. إلى آخره.

وتتنوع صفات المديرين في أوساط العمل وتختلف من شخص لآخر، ويستطيع أي مسئول أن يدفع عجلة العمل إلى الأمام بحسب شخصيته، إذ أن للقيادة حسابات أخرى، تعود في الأساس إلى الأسلوب المتبع في الإدارة. لا أتحدث عن التسلسل الهرمي في نظريات الإدارة الكلاسيكية، ولا عن اللامركزية الإدارية، ولا عن المصطلحات الكبرى في علم الإدارة، لكني أتوقف عند علاقة المدير بمرؤوسيه لما لهذه العلاقة من أهمية وتأثير على بيئة العمل، فالابتسامة لها تأثير كبير في إنجاز الأعمال الموكلة لفريق العمل، ولطف المدير دليل على ثرائه النفسي، فالابتسامة تجعل أفراد العمل يبذلون قصارى جهدهم من أجل إنجاز العمل على أكمل وجه.

 والمديرون أنواع وأشكال، منهم المستبد، والنرجسي، والمتردد، والملهم، والروتيني، والمحب للسلطة أو الجائع للسلطة بحسب المصطلح العلمي.. إلخ، غير أن سمة الوجه البشوش أو الوجه العبوس تتوقف عليها عوامل كثيرة.

   وعادة يتحلّى المدير بالصدق والشفافية إن كان مديرا نزيهًا، واثقًا من أدائه، عادلا بين مرؤوسيه، واعيًا بمتطلبات وظيفته، ملمًا بقدرات وإمكانيات فريقه، حيث يسهل عليه توظيف كل فرد بما يخدم أهداف العمل دون مجاملات أو تجاوزات تسفر عن فشل العمل برمته وتؤدي إلى وجود ضغائن بين زملاء العمل وبعضهم البعض. والمدير صاحب الوجه العابس، يلجأ دائما إلى الصراخ في وجه مرؤوسيه، ويكيل بمكيالين وثلاثة وأربعة، ويطلق الفتن هنا وهناك، ويعلم أن مصيره الفشل، فيعمل على التفرقة بين الجميع، عملا بالمصطلح السياسي القديم "فرق تسد". ويلجأ إلى بعض النجاحات الوهمية التي تعتمد على الشكليات وليس الجوهر، وعدم تحقيقه لأهداف العمل سواء الأهداف القريبة أو البعيدة، فنجد في بعض المؤسسات كالشركات، والمصانع، والدوائر، والمدارس من يصر على دهان الحوائط، مثلا، دون تطوير العمل وآلياته.

   كم نحن بحاجة الآن إلى يقظة حقيقية بالعمل البنّاء الذي يخدم الوطن ويساهم في رفعته، والبداية يجب أن تكون بتغيير صفات المدير، أي مدير، في أندية ومراكز شباب، ودور الثقافة والمسرح، إلى المدارس والشركات والمصانع.. إلخ. حتى يتحقق الحلم بالتغيير، عن طريق إقامة المزيد من الدورات التدريبية والاختبارات النفسية للمديرين أولا، فلا يجب أن نستهين بهذا المنصب المؤثر، فمهما تضاءل عدد أفراد فريق العمل، أو تعاظمت خبراتهم؛ فإنهم ينفذون سياسة المدير، إذا كان يسعى للنجاح فإنهم سينجحون، وإن كان غير ذلك فسيتأثرون بلا شك، فهل سيتحقق الحلم بتغيير صفات المدير؟

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة