السبت 18 مايو 2024

خبير تنمية بشرية: تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تتطلب تغييرًا ثقافيًا (خاص)

دكتور رأفت يوسف: تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تتطلب إحداث تغيير ثقافي لتقبل مثل هذا التقدم (خاص)

تحقيقات22-10-2022 | 19:36

دعاء برعي

تحول كبير يشهده العالم في مجال الذكاء الاصطناعي وطريقة صنع الأشياء ونقلها واستهلاكها من خلال الروبوت، بعد أن أشارت إحصائية صادرة عن الاتحاد الدولي للروبوتات إلى طرح قرابة نصف مليون روبوت في العام الماضي، في تجاوز واضح للرقم القياسي بالأعوام السابقة  بنسبة 22 %.

ووصل إجمالي عدد الروبوتات الصناعية حول العالم الآن 3.5 مليون في 2021، كما تشير البيانات إلى أن الصين هي البلد الأكثر تبنيًا لصناعة الروبوت واستخدامه للقيام بمهام متنوعة في مختلف مجالات التصنيع.

وبحسب تنبؤ الاقتصاديين والمهندسين في العالم فإن مواصلة تنمية الاقتصاد العالمي تعتمد على الروبوت، ولكن تبقى هناك علامات استفهام حول استخداماته ومدى تأثيرها على العنصر البشري، أيضًا حول إيجابياته وسلبياته..

البطالة الإلكترونية

وقال الدكتور رأفت يوسف أستاذ الإدارة وخبير التنمية البشرية، في تصريح لـ"دار الهلال": "تتلخص أهم مميزات الروبوت في الدقة والتعامل مع المواقف الحرجة والخطرة، كالتعامل مع مريض فيروس كورونا على سبيل المثال، وفي المهن التي تمثل خطورة على الإنسان، كتنظيف المنشأت شاهقة الارتفاع، والتعرض المباشر لأدخنة بعض الصناعات التي تضر بصحة الإنسان، وكلها أمور إيجابية في استخدام الروبوت".

وأضاف يوسف: "وتتمثل سلبيات الروبوت في مصطلح "البطالة الإلكترونية"، والذي يعني أن يصبح الإنسان الألي بديلًا للإنسان الطبيعي، فمع الوقت بعض الوظائف ستختفي تمامًا بسبب وجود الروبوتات، وتفادي العنصر البشري لذلك يتطلب من الأن البحث والاستثمار في الوظائف التي يستحيل أن يحل الروبوت محلها كمهنة المدرس أو المحاضر التي يشعر معها الطالب أو المتدرب بالتفاعل الضروري لتحصيل المادة العلمية، وكذا مهن تتعلق بمهارة اليد مثل "الهاند ميد"، وأعمال الصيانة، وهي تتوفر في العنصر البشري أكثر منها في الروبوت".

تقبُل المجتمعات للروبوت

ويتابع أستاذ الإدارة: "من الوظائف التي يستحيل تقبل الكثيرين من الناس لقيام الروبوت بها هي مهنة الطيّار، وسائق السيارة، وهي نقاط يجب مراعتها، أما الأيدي العاملة في بعض المصانع فمن الممكن استبدال معظمها بالروبوتس، والشركات التي تسعى لذلك تريد بشكل أو بآخر تحقيق الدقة والإنجاز في العمل، وتقليل التكلفة حتى وإن كانت تكلفة تصنيع الروبوت عالية لكنه على المدى البعيد يحقق إنجازات سريعة".

ويؤكد خبير التنمية البشرية أن تقبل المجتمعات لوظائف الروبوت يعتمد على درجة الوعي، وثقافة الشعوب ومستوى التعليم، فالتكنولوجيا تطلب إحداث تغيير ثقافة الدول لتقبل مثل هذا التقدم، والذي يتطلب بدوره تشجيع الطلاب بعد إنهاء التعليم الثانوي على الالتحاق بجامعات لها علاقة بالذكاء الاصطناعي، وبالتالي فالدول التي لا يلتحق شبابها بكليات لها علاقة بالتكنولوجي ستستلزم وظائف الروبوت فيها وقتًا طويلًا، ولكنها مرحلة مقبلة لا محالة لكل الشعوب المتطورة كألمانيا وإيطاليا التي تؤمن بدور الروبوت وتسعى للاهتمام بهذا الأمر".

وفي النهاية لا تزال هناك عوائق وتفاصيل صغيرة تحول دون استخدام الروبوتات كونها غير مرنة مقارنة بالبشر، فمثلًا بعض الأماكن قد لا تستخدم روبوتات التنظيف، لأنها لا تتوافق مع الأرضيات ذات الطراز القديم.

وبعض الروبورتات الحالية تقتصر على تفريغ الشاحنات وحاويات الشحن المحملة بطريقة ما والتي تكون فيها الصناديق ذات حجم موحد نسبيًا وتزن أقل من 50 رطلا، ومكدسة مباشرة على الأرض.

ويقول علماء الروبوتات إن إدراك علم الروبوتات سيتطلب مقابلة الروبوتات في المنتصف، حيث سيستمر صانعو الروبوتات في تحسين قدرة منتجاتهم، بينما نقوم أيضًا بإعادة تشكيل عالمنا بطرق تتلاءم مع هذه الروبوتات.

يقول الدكتور ويبستر من جامعة بول ستيت: "لقد بنينا حقًا عالمًا مخصصًا للبشر للتنقل فيه وليس للروبوتات، وفي المستقبل سيتعين علينا أن نصنع عالمًا يتماشى مع احتياجات الروبوت".

الاكثر قراءة