توصل فريق من العلماء الأمريكيين في كلية الطب جامعة "روكفلر" في نيويورك إلى أن نوعا خاصا من الدهون، يُطلَق عليها اسم "الدهون البُنية"، تعمل على حرق السعرات الحرارية، ويبدو أنها تساعد في الحماية من مجموعة من الأمراض المزمنة، بما في ذلك أمراض القلب، والسكري النوع الثاني، وضغط الدم المرتفع.
ووجد العلماء أن البالغين الذين لديهم أنسجة دهنية بنية نشطة في أجسامهم هم أقل عرضة بكثير من أقرانهم للإصابة بمجموعة من الأمراض المزمنة، كما يستمر هذا التأثير الوقائي حتى لو كان الشخص يعاني من زيادة الوزن.
كما عثر العلماء على دهون بنية في طبقة من الدهون تحت الجلد، عادة في منطقة تمتد من قاعدة الرأس وعلى طول الكتفين، ثم أسفل العمود الفقري، وهي تولد الحرارة عن طريق سحب الجلوكوز من مجرى الدم، على عكس الدهون البيضاء التي تخزن الطاقة.
ويُعتقد أن الدهون البنية هي استجابة تطورية للطقس البارد؛ إذ تساعد على توليد الحرارة للحفاظ على درجة حرارة الجسم الأساسية. ومع ذلك، كان يُعتقَد منذ فترة طويلة أن تأثيرها ضئيل على صحة الإنسان لأنها تتضاءل مع تقدم العمر.
وفي هذه الدراسة، وجد الباحثون أن النساء أكثر ميلاً لحمل الدهون البنية من الرجال، وأن كمية الدهون البنية تقل مع التقدم في العمر واكتساب الوزن.
وعندما قارنوا مستويات الدهون البُنية بالتاريخ الطبي للمريض، وجدوا ارتباطات جديدة بين الأنسجة الدهنية البنية وتحسن الصحة العامة للناس، بغض النظر عن الوزن. فعلى سبيل المثال، الأشخاص الذين لديهم دهون بنية نشطة لديهم مستويات مُحسّنة من الكوليسترول والسكر في الدم، كما كانوا أقل عرضة للإصابة بارتفاع الكوليسترول ومرض الشريان التاجي وفشل القلب الاحتقاني وارتفاع ضغط الدم ومرض السكري من النوع الثاني.
ولم يتضح بعد سبب وجود هذا الرابط، لكن الفريق يقول إن أنماط الحياة الصحية قد تكون المفتاح.