يسعى أهل الشر مطاريد الشعب المصري في الخارج الذين خلف أوهامهم يرفعون رايات مصطنعة من الشرف والوطنية وهم أدنى من أن يفقهوها أو يدركوا أبعادها فأغلبهم مرضى نفسيون تفاقمت حالتهم تحت وطأة حالة الشتات التي يعيشونها ومحاولة استعادة الماضي التي تسكنهم ومنعت بصيرتهم عن العمل ولا يزالون تحت تأثير ضغوط الرغبة في الثأر من المصريين الذين تسببوا في ما هم فيه عقب إفشالهم مرة تلو الأخرى في إشعال التحرك الفوضوي الذي ينشدونه.
بالطبع تمثل الأوضاع الاقتصادية العالمية والتي انعكست بدورها على الأوضاع في مصر شأنها شأن بقية العالم بتداعيات الحرب الروسية مع الغرب على الأراضي الأوكرانية تمثل لهم البيئة المناسبة للنشاط والتحرك ولأن منطق هؤلاء قائم على استغفال المصريين تجدهم يعملون على تصوير ما يواجهونه من صعاب أنه نتيجة جاء لعدم إيمانهم بمشروعهم التخريبي الذي سبق أن رفضوه في الثلاثين من يونيو وأنه يجب العمل معا من جديد حتى نستكمل مخطط الفوضى الذي تعرقل ونتج عنه شتاتهم ونبذهم القومي الذي يعانون ويلاته خاصة مع ضغوط رهيبة تقع عليهم من الذين استأجروهم لتلك المهمة بضرورة النشاط في إحياء روح اليأس التي سبقت ثورة 25 يناير والعمل على شيطنة الظرف الاقتصادي وتحميل الدولة مسؤولية تبعاته فالمتابع لخطاب هؤلاء بتوع انزل وحرر بلدك الذين يجدهم يعملون بمنطق "انتش واجري" أي ادفع من أمامك إلى الانتحار برضا وقناعة.
لكن ولأن هؤلاء لا يعرفون معنى الأمانة فهم بالأساس لصوص سابقون وتعثر استمرار سرقاتهم مع النظام الحالي فهم يسعون لتدميره للاستئناف التربح وسرقة ثروات المصريين كما اعتادوا في السابق ولم يكن يعرف لأحدهم موقف أو يسمع لهم صوت إنما "طفحوا " في حياة المصريين بعد أن تقطعت بهم السبل وباتوا أشخاصا مطاريد ومجرد أدوات شحن تظهر وطنية زائفة واهتماما بالشأن العام لا يتجاوز رغباتهم المريضة.
ولا أعلم كيف لا يدرك هؤلاء أن المصريين يدركون مآربهم ويكشفون منطقهم وهم على يقين أن هؤلاء ودعواتهم لا يأتي منها إلا كل شر وأن محاولة تكرار ما سبق ثورة 25 يناير ستفشل مجددا كما فشلت دعوات متكررة للفوضى عملوا عليها عبر قلب الحقائق فالمصريون اليوم لن يكرروا تحركهم الخاطئ وهم على يقين أيضا من أن معاناتهم الحالية ما هي إلا انعكاس لذلك التحرك الخاطئ الذي بني على دعايات مماثلة تسترت خلف شعارات العدالة والتنمية الموعودة فلم يجنوا من ورائها إلا حقيقة واحدة أن العمل والعمل الدؤوب هو الطريق الوحيد لتغيير واقعهم فواقعهم لن يتغير بمظاهرة هنا أو اشتباك هناك أو حريق هنا أو صدام هناك لقد باتت تلك الطريقة "ورقة محروقة" في حسابات المصريين .
العجيب أن دعاة الفوضى الجدد يستخدمون ذات الأساليب وذات المبررات في إفلاس كبير من مشغلي تلك الدمى الفضائية التي تخرج علينا على شبكات التواصل بموجات وموجات من قلب الحقائق والكذب كما لم يقدم أي منهم أي حلول لأزمات في حياة المصريين من الممكن أن تقوى دعواهم أو تخلق نوعا من المنطق في اتباعهم فجل منطقهم هو الوصول إلى الفوضى فقط والباقي سيتولاه من يستخدمونهم في تلك الدعايات القذرة عن الأوضاع في مصر.
إن الهدف الرئيسي من كل نوعيات الفوضى ودعواتها اليوم قائمة على بث الإحباط وأن المشكلة التي يواجهها المصريون اليوم هي أزمة محلية قائمة على سوء الإدارة وكأن المصريين لا يتابعون ما وصلت إليه اقتصادات كبرى في أوروبا من حال متردية وأوضاع لم نصل إليها في مصر فلم يطلب من أحد أن نضئ غرفة واحدة أو أن الكهرباء سيتم قطعها لساعات يوميا وأن.. وأن.. وغيره مما نراه من إجراءات صعبة نتجت عن الأزمة الاقتصادية في تلك الدول كما لم نسمع أيضا أن الأوروبيين سيواجهون الأزمات التي يكابدونها من خلال التحرك لإسقاط دولهم ومؤسساتها وهذا لأن دعاة الفوضى في مصر يستحقرون المصريين ويفترضون فيهم حالة من الغباء ستسمح بتمرير كذب هؤلاء وتدليسهم واتخاذها منطلقا لبناء موقف أو تأسيس توجه.. لا أيها المستأجرون فقد تيقن المصريون أن معركتكم هو إبقاء هذا الوطن في حالة التشكك الدائم من المستقبل وأن إدخاله في أتون مشكلات لا ينجو منها هو السبيل الوحيد لحل موقفكم المتأزم المدفوعين فيه بسعار حقد دفين وغضب متأجج من كونكم مطاريد مشردين.
بالتأكيد ستفشلون كما فشلتم مرارا وسيزداد احتقار المصريين لكم حين يتجاوزن الأزمة ويتذكرون ما قلتم فيستمروا في بناء دولتهم قوية قادرة لا يبغون من وراء ذلك مكاسب وغنائم تسعون أنتم إليها ولو كان على حساب أبناء هذه الأرض الطيبة ومستقبلها ففي النهاية نسيتم إرادة الله وأنه وحده من يغير ولا يتغير فاقبعوا في نباحكم خلف الشاشات المضيئة، فضياؤها لن يعمينا عن حقيقتكم القذرة المنحطة.